قوة الحق - حافظ البرغوثي
مثلما تمددت القاعدة بفضل السياسة الاميركية الهوجاء والعوجاء والفحجاء، ها هو تنظيم داعش يتمدد هو الآخر للسياسة نفسها. فالأميركيون يرون أعراض المشاكل في المنطقة ولا يرون المشاكل، وان هبوا لمكافحة الأعراض فانهم يتجاهلون أصل المشاكل. هناك قضية شاملة لا تتغير باجماع عربي واسلامي وهي القضية الفلسطينية وعادة تؤجل واشنطن هذا الملف وان أظهرت اهتماماً به كما حدث في أواخر أيام بوش الابن ثم أوباما حالياً فهو اهتمام أجوف لأن هدفه مضيعة الوقت، لأن اهتمامهم الحقيقي يكون على قضايا أخرى تهم المصالح الأميركية الاسرائيلية فقط. كان هناك تركيز على العراق.. ثم ايران ثم مصر ثم الدول المصابة بلوثة الربيع العربي، وتراجعت القضية الى الخلف والاستيطان الى المقدمة. وعندما نشد الرحال الى نيويورك فاننا ذاهبون ومدركون أن السد الأميركي أمامنا مستعد للدفاع عن الاحتلال واحباط محاولاتنا لتطبيق الشرعية الدولية وطلب الحماية لشعبنا باعتبارنا دولة تحت الاحتلال.
سنكون في نيويورك عندما تكون حرب داعش والجحشاء في أوجها.. وهذا هو انذار فعلي لما ستؤول اليه الأمور في الشرق الأوسط في حالة استمرار الأوضاع على ما هي عليه في المنطقة العربية حيث تعمد المخططات الأميركية الى اشاعة عدم الاستقرار على المدى البعيد لأن الاستقرار فيه نمو وتطور وتوظيف الطاقات ورؤوس الأموال في التنمية الاقتصادية وهذه كلها ممنوعات حيث أن الغرب قطع على نفسه عهداً بابقاء المنطقة تحت خط الفقر وقريباً من خط القبر الى أجل غير مسمى.
ذاهبون مسلحون بحقوقنا وثوابتنا وليس مهما أن تكون هناك عراقيل لأن الدرب النضالي المقاوم والمفاوض لا بد أن يصطدم بالصعوبات الكثيرة. ولو كان الأمر مدعاة لليأس لما واصلنا مسيرة الجمر الطويلة حتى الآن. فالقوة لا تحقق حقاً.. الحق هو القوة مهما طال الزمن.