القدس..العرب والمسلمون ونحن - حسن الكاشف
بات الانتهاك الاسرائيلي للمسجد الاقصى يومياً، وهو انتهاك يتصاعد بأعداده واستفزازاته واعتداءاته وأطماعه التي تتراوح بين بناء الهيكل المزعوم وبين التقسيم الزماني والمكاني، ولم تعد هذه الانتهاكات اليومية حدثاً يثير العدد الهائل للمسلمين المنتشرين في كل بقاع الارض 1757 مليون مسلم حسب تقديرات سنوات مضت، مع ان بعض المصادر تقدر عدد المسلمين في العالم بملياري مسلم.
وحدهم المرابطون الصامدون هم المدافعون البواسل الذين يواصلون التصدي اليومي الشجاع لقطعان المستوطنين المدعومين بحماية شرطة الاحتلال التي تشاركهم التدنيس اليومي للأقصى المبارك، ولا يشارك المرابطين غير المصلين من ابناء القدس وأخوتنا عرب 1948.
بعد سنوات طويلة من الاستيطان داخل القدس العربية ومحيطها ومن مصادرة البيوت واحتلالها، بعد سنوات من التضييق الخانق على اخوتنا اهل القدس تصل المخططات الى الاقصى المبارك، وبعد سنوات من احتلال ما تحت الاقصى وشق الانفاق وكل ما نعرف وما لا نعرف من حفريات يهدد بعضها منازل اهل القدس بالانهيار بعد كل هذا يصل الخطر الى الاقصى المبارك.
دفع شعبنا ثمناً غالياً يوم هب في انتفاضة الاقصى التي اطلقت شرارتها زيارة شارون للاقصى، ولولا كل الشروط التي تحول دون وصول المصلين الفلسطينيين من كل مدينة وقرية ومخيم في ضفتنا وقطاعنا لكانت اجسادنا سدوداً تمنع وصول المستوطنين والمسؤولين الاسرائيليين الى باحات الاقصى، ولولا الفتاوى التي لا يرى اصحابها غير جمود النص لوصلت الى القدس العربية وباحات الاقصى عشرات الالاف يومياً من المسلمين العرب وغير العرب، و لوصلت كنائس القيامة والمهد وغيرها عشرات الالاف يومياً من حجاج المسيحيين العرب وغير العرب.
وما دمنا قد فتحنا ابواب «لولا» والابواب الفسيحة لكلمة « لو» ما دمنا طرقنا هذه الابواب، فإننا نستكمل لنذكر انفسنا بما نفكر فيه يوميا من واجبات تراجعت الى خانة الامنيات التي لا تصل، لو ان مساجد العرب والمسلمين التي لا نعرف لها عددا محددا لشدة انتشارها، لو ان ائمة هذه المساجد انتصروا لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الاقصى المبارك .. لاجتاحت الملايين من المسلمين كل العواصم رفضا لتدنيسه بالانتهاكات الاسرائيلية، ولحاصرت هذه الملايين في كل العواصم كل البعثات الدبلوماسية الاسرائيلية، وكل دوائر القرار الدولي التي تواصل الصمت الذي يقدم الحماية لكل عدوان اسرائيلي على شعبنا ومقدساته.
لكن حال المسلمين اليوم هو ماتعرفون .. كنا نشكو الفرقة التي تمنع حضور وفعالية العالم الاسلامي، واصبحنا نعيش زمن انشغال المسلمين وفي المقدمة منها العرب باقتتال هو الاشد ضراوة وتدميرا وقتلا للمسلمين ومدن المسلمين وبلادهم، كم قتال يحضر يوميا في نشرات اخبار الدنيا عن حروب المسلمين والمسلمين .. سوريا، اليمن، ليبيا، و .. و ..
نعود الى «لو»، لو قدم العرب المسلمون والمسلمون في العالم بعض ما فقدوا من رجال وأموال وجهود متنوعة للاقصى وفلسطين .. لو، لو كرسوا وقتهم المخصص لتبرئة الذات وإدانة المسلم الآخر.. لو كرسوه لنصرة الاقصى .. لو، لو خصصوا الاموال التي هدروها في شراء السلاح واستخدامه لنصرة الاقصى وفلسطين .. لو .. كم لو يمكن ان نواصل السرد الذي يطحن عقولنا بألم طول الوقت، ويطحن قلوبنا ويحطم اعصابنا اوقات القتل الاسرائيلي لنا، والتدمير الاسرائيلي للقليل الذي نملك ولبيوتنا التي دمروها فوق اصحابها.
الى متى .. ؟! ومن المسؤول ؟!
نبحث فلا نجد البراءة من نصيب احد ..
هل ننتظر صلاح الدين ام نذهب الى انفسنا؟ هل نوقف الحوارات وننفذ ما اتفقنا عليه؟ ام اننا نقف في خانة لو، ألم ننقسم ألم نقتتل اياماً قليلة.
هل نعود الى وحدتنا ام اننا مع العرب والمسلمين نقيم في دائرة لو ؟!!!