للعالم أجمع
ما من خطاب سياسي يحفل بكل هذا القدر من الحنو الانساني، وهو يتفتح بواقعية الامل وسلامة الكلمة والمعنى بوضوحها وشجاعتها ومصداقيتها، كما هو خطاب فلسطين، الذي يحمله الرئيس ابو مازن اينما حل، والذي حل بالامس في جامعة "كوبر يونيون" في نيويورك والتي تعتبر إحدى ابرز الجامعات الفريدة في العالم.
إنه خطاب روح فلسطين ورسالتها بمعانيها المقدسة وتطلعاتها النبيلة نحو سلام عادل وممكن، للاذن الاميركية وقلبها، ولأذن الضمير الانساني وقلبه اينما كان، ليدرك فلسطين على نحو جديد، بعيدا عن ذرائعية السياسة ولغتها الاستهلاكية، وليراها شعبا بسيطا ومتواضعا ومسالما، لا يريد شيئا غير ان يكون كبقية شعوب العالم، له دولته الحرة المستقلة فوق ارضه الوطنية ليعيش حياته، كما ينبغي للحياة ان تعاش، بعيدا عن الحروب والعنف والتطرف، وبالسلام الذي يبني ويعمر ويقرب الشعوب الى بعضها البعض دونما ضغينة ولا كراهية.
انه خطاب فلسطين في اجمل اهدافها واكثرها تنورا وتطلعا وانسانية، نسعى لدولة تكفل الحقوق المدنية، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل، وضد التمييز العنصري وضد اي تمييز، دولة ديمقراطية بحداثة المدنية وعلاقاتها التعاونية البناءة.
لطلاب "كوبر يونيون" وللاميركيين جميعا (اعيدوا النظر بفكرة فلسطين. ساعدونا على وقف سرقة اراضينا. هذا الاسبوع سأطرح على الامم المتحدة جدولا زمنيا جديدا لمحادثات السلام. المفتاح يكمن بالموافقة على ترسيم حدود الدولتين) هذه بعض فقرات من محاضرة الرئيس ابو مازن امام طلاب هذه الجامعة التي شهدت خطاب "ابراهام لينكولن" الذي دعا فيه لانهاء العبودية في الولايات المتحدة قبل 150 عاما.
وفي المحاضرة ايضا التي ننشر نصها في صفحاتنا الداخلية (لا اعرف اذا ما كنت سأحمل بين يدي ثمرة السلام واتذوق طعمها الحلو، ولكني على يقين تام بأني حملت بين يدي ورأيت بأم عيني بذور السلام) ( يا طلاب كوبر يونيون اتيت لأطلب منكم بل لأطلب من جميع طلاب اميركا والعالم، هل ستنضمون الى هذا الرجل المسن في صلاته من أجل السلام، هل ستشاركون في بناء العالم الذي ينعم بالسلام ؟ نعم سوف تقومون بذلك ).
هذه هي روح فلسطين وهذا هو خطابها وهو خطاب العزة وهو يتحلى بفروسية تطلعاته الانسانية، اقرأوا نص المحاضرة بتأمل وروية وانظروا كم هي عظيمة هذه الفلسطين وهي تبحث دائما عن رؤية جديدة لفكرتها الحضارية ومشروعها للحرية والسلام العادل الذي يظل ممكنا بواقعية الامل وسلامة الكلمة الشجاعة المعبرة عن صلابة الارادة الوطنية واصرارها على المضي قدما في طريق الحرية مهما تصعبت وتعددت عراقيلها الاحتلالية القبيحة.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير