طخ ونفخ وطبخ - موفق مطر
ما حكاية النفخ الطاغية على حياتنا في هذه الأيام؟
فأليسا نفخت شفتيها فصارت كل النساء منفوخات الشفاه.
واوباما الله يسترنا منه اذا برم بوزه، او نفخ بوجوه رؤساء أجهزة المخابرات «تبع المنطقة» وبسلامة فهم اللي من الاشارة بيفهموا، فنفخ اوباما يعني ان رؤوسا ستطير، وأن جمرا تحت الرماد سيولع ليحرق الأخضر والأصفر، واليانع واليابس وتأكل الغني المليان اللابس الحرير والذهب، والفقير الحفيان، العريان الشقيان.
أذكر أن جدتي اللبنانية رحمها الله كانت تردد: « قطيعة تقطع هالحياة ما فيها غير الطبخ والنفخ».
وبقيت أبحث عن معنى النفخ الذي كانت تقصده بقولها مع أنها لم تكن تستعمل الفحم في الطبخ الى أن اكتشفت معناه، فمعظم النساء مكتوب عليهن الشقاء مع الرجال، مع التأكيد بأن وصول أحدنا الى قلب صحراء الجوف والخروج منها حيا كان أسهل من أن تبيح جدتي وتشرح لي قصدها من النفخ.
الله يرحمهن فقد بلغ الحياء عندهن درجة أوصلتنا الى وضع صار فيه كل من هب ودب يأتي نافشا ريشه، ومطولا رداءه، وباسطا لسانه بالكلام المزوق والمنقى وينهال على عقولنا «نفخا» لنكتشف بعد حين، وبعد أن غطى الشيب ضفاف بحيرة صلعاتنا بأنه أتانا بضروب من « النفخ» لتعجيل اشتعال جمرة الشباب فينا لتصبح رمادا « على بكير ! حجتهم أنهم كانوا يخافون علينا نحن معشر الشباب في ذلك الحين، لذلك كانوا ينفخون علينا ما لذ وطاب لهم من مفاهيمهم حتى «نبرد»!! والله أعلم.. لكننا ماذا سنفعل اليوم وأولادنا يتعرضون الى هجوم كاسح من النفخ والطخ والطبخ، وحتى لايظنن أحد أن أولادنا يشاركون امهاتهم المطبخ ومسؤولياته فانا اقصد الطبخ السياسي، وأشفق عليهم لأنهم يتناولون وجبات يبدو أن السمن العربي يقطر منها لكنها في الحقيقة طبخات منفوخ عليها ومنفحة بالبهارات التي تأتينا من وراء المحيط، لا اقصد المحيط الهندي، ولا عبر طريق التوابل والحرير.
بل من البلاد التي «نفخت» كل شيء في هذه الدنيا، حتى انها تنصب المحاكم، وتوظف وكالات الأنباء العالمية لمتابعة قضية نهاية « النافخة صدرها وشفاهها وأردافها بالسليكون.. يعني فينا نشبهها «بالرغبة المنفوخة» التي كانت تدعي أنها وريثة «مارلين مونرو» ذات الجمال الطبيعي، الذي فتن أولاد عائلة كندي فنفخ لها رجال البيت الأبيض أصحاب النظارات السوداء السم في شرابها لتطير كالريشة الى العالم الآخر !!.. فلا عجب أن أصحاب البيت الأبيض والبنتاغون والسي أي ايه قد أغشت على أبصارهم أطماعهم وجبروتهم حتى باتوا لا يرون الحقائق في العالم، فافتقدوا الرؤية السليمة وسط دخان كثيف يثيره «النافخون» أصحاب المشروع الصهيوني في موقد العظمة الأميركية، لكن كيف سنقطب أفواه النفخ هذه فيما نحن نمارس النفخ بالليل والنهار؟!! فالرجال ينفخون على النسوان «المرجلة» وتنتفخ عروق رقابهم لمجرد ملوحة زيادة في طبخاتهن، أعانهن الله.
هذا غير «المنفخة» التي يمارسها مسلحون على الأبرياء والبسطاء من المواطنين في الشوارع، وشو بدنا نقول فيما «اولادنا الزغار والكبار» قاعدين عما يتفرجوا معنا على كليبات « الفن المنفوخ» والمطبوخ في استوديوهات..عفوا اقصد كباريهات في صدور بيوتنا.
ملاحظة الى أولياء الأمور:اياكم والطلب من أولادكم الايواء الى فراشهم ليستيقظوا مبكرين للذهاب الى المدرسة لأنكم يا سادتي ستواجهون حملة من التنفيخ تكفي لربما لتعطيل أمزجتكم وأنتم تبحثون لاستقبال اشارة من الـ 999 فضائية عربية، فأنت بعد جهد لن تجد الا برامج النفخ السياسي، وصور الموت والدمار، وفنانات منفوخات الشفاه والصدور والأرداف بالسليكون، فهن يعبرن عن مشاعرهن « بشق» ثيابهن من فوق لتحت قهرا وحزنا وألما وغضبا على كل عمليات الطخ في هذا العالم.