الخطاب الفصل
بكلمات من وجع الفلسطينيين وجراحاتهم وعذاباتهم، التي يسببها الاحتلال الاسرائيلي لهم وتواصله القسري على ارضهم، بكلمات من عقولهم وقلوبهم وحياتهم التواقة للعدل والحرية، واصرارهم على المضي في دروبها، مهما كانت الصعاب وايا كانت التحديات، بكلمات من حقائق الصراع ومعطياته، وحيث غطرسة الاحتلال وعدوانيته وفكرته العنصرية، بكلمات من أمل الفلسطينيين ومصداقية تطلعاتهم الانسانية، وضع الرئيس ابو مازن في خطابه من على منبر الامم المتحدة، العالم بأسره امام حقيقة اسرائيل الرافضة للسلام واخفاق حكوماتها المستمر في امتحانه، والاهم وضع الرئيس ابو مازن في خطابه، خاتمة لمرحلة بأكملها، مرحلة المفاوضات التي عجزت عن التعامل مع جوهر القضية الفلسطينية، كقضية شعب سلبت حقوقه، واحتلت ارضه الوطنية، ودمرت بالنكبة حياته الطبيعية، وانه آن الاوان كي يسترد هذه الحقوق، بزوال الاحتلال الاستيطاني، فساعة الاستقلال قد دقت وبات العالم يسمع دقاتها.
انه الخطاب الفصل، اذ ينهي مرحلة ويبدأ اخرى جديدة، بذات الارادة الحرة والاصرار على المضي قدما في طريق الحرية، وفي هذه المرحلة الجديدة لا مفاوضات تدور حول مساجلاتها، ولن نقبل اللعب بالوقت بعد الآن، فلا بد من سقف زمني محدد لمفاوضات يتدخل المجتمع الدولي بمنتهى الوضوح والفاعلية عبر الامم المتحدة، في تحمل مسؤوليتها ورعايتها ودعمها بقرارات الشرعية الدولية واحترامها، والدفع باتجاه انجاحها وتحقيق السلام الممكن، فنحن "لا زلنا نؤمن بالسلام من خلال الشرعية الدولية، ان هذا المسعى يؤكد للجميع مجددا التزامنا بتحقيق السلام العادل عبر حل تفاوضي، إن هذا المسعى يطمح لتصويب ما اعترى الجهود السابقة لتحقيق السلام من ثغرات، بتأكيده على هدف انهاء الاحتلال الاسرائيلي، وتحقيق حل الدولتين، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على كامل الاراضي التي احتلت عام 1967، الى جانب دولة اسرائيل، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا ومتفقا عليه على اساس القرار 194 كما ورد في المبادرة العربية للسلام، مع وضع سقف زمني محدد لتنفيذ هذه الاهداف، وسيرتبط ذلك باستئناف فوري للمفاوضات بين فلسطين واسرائيل لترسيم الحدود بينهما والتوصل لاتفاق تفصيلي شامل وصياغة معاهدة سلام بينهما".
انه الخطاب الفصل حقا، خطاب الرؤية والحل، مثلما هو خطاب القرار الوطني المستقل بارادته الحرة، الذي اكد التمسك بحقنا في المقاومة، وحاجتنا للحماية الدولية الفورية، فقد تمادى الاحتلال بجيشه ومستوطنيه الفاشيين، في بطشه وعدوانيته واقتراحاته الاستيطانية التي تريد ان تعيد الحياة لانظمة الابرتهايد العنصرية البغيضة ..!!
ولطالما كانت فلسطين صاحبة خطاب الحق والحقيقة، ولطالما كانت كلمات خطابها صحيحة لأن جروحها صحيحة، وكذلك تطلعاتها الانسانية بمشروع رسالتها التاريخية والحضارية، التي كانت وستبقى على الدوام رسالة محبة وسلام ..رسالة حياة، لا رسالة عنف وتطرف ودمار وموت، كما هي رسالة الاحتلال وبطش الاحتلال وعنصريته، ويا ايها العالم " اما ان لهذا التيه الطويل ان يصل الى محطته الاخيرة " ..؟؟ وعلى هذا لا ندري كيف قرأت الادارة الاميركية( ..؟؟ ) الخطاب الفلسطيني وهو لا يدعو لغير الحق والعدل ولا يسعى لغير السلام.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير