بيت مال الفلسطينيين - حسن الكاشف
نحتاج الكثير ونملك القليل، بالكاد نؤمن الضروري من احتياجاتنا الأساسية، وكلما برز جديد طارئ يحتاج المال نتجه الى سلطتنا الوطنية نطالبها بتأمين ذلك الاحتياج الطارئ العاجل، نطالبها ونحن نعلم حالها وما تستطيع، فالسلطة تحتاج اكثر بكثير مما تستطيع تأمينه من مساعدات خارجية تتأخر، بعضها لا يصل رغم تأكيدات بعض اصحابها انهم ملتزمون.
مستشفى الدجاني للولادة في القدس يقفل ابوابه لأنه يعيش ازمة مالية لم يجد اصحاب المسؤولية عن المستشفى لها حلاً..توقف المستشفى عن تقديم خدماته العلاجية وبات العاملون في المستشفى عاطلين عن العمل، ومستشفى المقاصد في القدس ايضاً..هذا الصرح الطبي الفلسطيني العريق..يعاني ازمات مالية ويشكو.
ونحن، جميعاً، نسمع ونعرف ولا نحرك ساكناً امام أخطار فقدان القدس لمؤسساتها الوطنية، الامر الذي ينتظره ويعمل من اجله الاحتلال الذي لا يريد قدساً عربية فلسطينية، ويد حكومات الاحتلال كانت ولا تزال مطلقة لا يكبلها قيد، وها هي تصل الى اولى القبلتين..الى الاقصى المبارك.
كلنا نعلم ان القدس..قدسنا..مستهدفة بالتهويد، كل قدسنا مستهدفة من اماكنها الاسلامية والمسيحية المقدسة حتى مؤسساتها الوطنية، وبيت الشرق الشاهد الاكبر الحاضر رغم الإغلاق، بل ان كل بيت فلسطيني في القدس هدف للمصادرة سواء كان اصحابه حاضرين ام غائبين، ونعلم حكايات بيوت فلسطينية كثيرة ينزرع فيها اصحابها وهم يكابدون ويتجرعون وجود المستوطنين العنصريين داخل بيوتهم وحولها.
يتجرع المقدسيون مرارة عربدة المستوطنين ولا يغادرون بيوتهم رغم اغراءات المال الكثير الكثير المعروض عليهم اذا ما باع احدهم بيته، فلا يبيع المقدسي الفلسطيني الصامد بإرادته مع ان طاقته لا تحتمل دفع الضرائب الباهظة عن مكان سكنه او مكان عمله.
نعلم كل هذا منذ سنوات ولا نفعل شيئاً مع اننا نستطيع، تأسيس (بيت مال الفلسطينيين) ونخصصه للقدس وأهلها، نعم نستطيع دون ان نكلف السلطة الوطنية ديناراً او ريالاً او شيقلاً، ودون انتظار مال عربي، نحن نستطيع اذا ما:
- اذا ما فتحنا حساباً بذات الرقم في كل البنوك الفلسطينية العاملة على ارضنا.
- اذا ما طالبنا باقتطاع عشرة شواقل شهرياً لمدة عام من كل راتب موظف او متقاعد.
- اذا ما فتحنا باب التبرع كل الوقت امام كل فلسطيني في القدس والضفة والقطاع وأراضي 48 وفي كل عواصم ومدن العرب، وحيثما كان الفلسطيني مقيماً، بل وفي كل مخيم لجوء.
- اذا ما تطوعت وسائل اعلامنا المسموعة والمقروءة والمرئية بنشر وبث اعلانات لبيت مال الفلسطينيين.
- اذا ما بادر رجال المال والاعمال الفلسطينيين برفد بيت المال هذا بإسهام يليق بأسمائهم وأسماء شركاتهم الكبيرة العاملة في مناطقنا بنجاح وربح وفير.
- نقترح ادارة بيت المال هذا من شخصيات مقدسية مقيمة في القدس، وان يكون الاخ عبد القادر ابن الشهيد فيصل ابن الشهيد عبد القادر الحسيني على رأس مجلس ادارة هذا البيت، وهذا استحقاق وعرفان من الشعب الفلسطيني لعائلة قدمت ابناءها القادة شهداء من اجل القدس، ومجلس ادارة بهذه المواصفات مؤهل لتحديد الاولويات والاحتياجات.و...و..
لا شيء يمنع اقامة بيت مال الفلسطينيين، نعم نستطيع وكل فلسطيني مطالب ويستطيع ولن يتأخر بإسهام قليل يدوم.. ديناراً، ريالاً، درهماً، جنيهاً، دولاراً وشيقلاً.
بهذا القليل سيواصل المقدسيون الصمود، ولن تغلق مؤسساتنا في القدس، وسيتضاعف عدد المرابطين والمرابطات في القدس.
لن نواصل مطالبة السلطة المثقلة بالتزامات كثيرة، ولن ننتظر مطالبتنا للعرب، فنحن اهل القدس ونحن اهل الرباط والإسهام بقليل في بيت مال الفلسطينيين رباط.
هل نهزم الاحتلال ونساهم في الحفاظ على قدسنا ؟
ام يهزمنا ثري يهودي واحد ؟!!!!!