أضحى الامل والبهجة
للعيد بهجة يصعب تجاهلها، صحيح ان حراب الاحتلال لا تزال في خواصرنا، وغطرسة دباباته ومستوطناته لا تزال تعبث بأرضنا وحياتنا، غير أننا، ولأننا وكما اقتبس الرئيس ابو مازن من شاعرنا الكبير محمود درويش مصابون بداء الامل الذي لاشفاء منه، ليس بوسعنا تجاهل بهجة العيد، خاصة حين تلمع في عيون اطفالنا، كمثل بشارة سماوية، ان البهجة كاملة لنا في عيون المستقبل، وايامه المقبلات.
لن نتجاهل البهجة، وسنبتهج لنتحدى الالم، ومن اجل ان نتخطى الصعب ونواصل المسيرة، وخيارنا الاستراتيجي كما نعرف " اما الصعود وإما الصعود " ونبتهج لكي نمضي بعد قليل الى بلسمة جراح اهلنا في غزة، واعادة السكينة الى بيوتها حين نعيد البيوت الى حاراتها، ونعيد لها انفاس اهلها وحريتهم بين جدرانها.
ونبتهج "لأننا نحب الحياة كلما استطعنا اليها سبيلا " وها نحن نستطيع بعض هذا السبيل، بعطية الله العزيز الكريم وحنوه الرحيم، في ايام عرفة والنحر والتشريق.
ونبتهج لأننا نستحق الابتهاج، نحن الفلسطينيين بحسن ما نقدم من امثولة نضالية وانسانية، ونبتهج لأن لنا نجوما وشموسا مشرقة في سماء تضحياتنا العظيمة، لأن لنا حشداً من الشهداء البررة شفعاءنا يوم القيامة بإذن الله تعالى.
ونبتهج لأن لنا من اسرى الحرية ابطالا، ومن جرحى المسيرة الحرة فرسانا، ما زالوا على طريق المسيرة ذاتها وفي سبيل تحقيق كامل اهدافها النبيلة والعادلة.
نبتهج لأن لنا بيتاً من الشرعية بقيادة تحصن جدرانه، وتوسع باحاته الديمقراطية، ليضم الكل الوطني في اجدى وحدة وطنية ضمانة التقدم والانتصار.
نبتهج لأن خطاب فلسطين مع الرئيس ابومازن هو خطاب الحكمة الواقعية والثورية معا، بتطلعاته الممكنة والحتمية، واعلن قبل قليل ان ساعة الاستقلال دقت، نبتهج لأننا نسمع والعالم بأسره، دقات هذه الساعة، ولا نظن ان الاحتلال وحلفاءه لا يسمعونها، ولكنهم ما زالوا يكابرون بفعل الوهم والغطرسة.
ونبتهج اخيرا لأن لنا أهل واحبة واصدقاء ورفاق درب وزملاء عمل، نحب ان نرسم على شفاههم بسمة الفرح حين نرفع لهم تهاني العيد وامنياتنا لهم بخير العافية ودوامها، ولعلي هنا اتقدم الى زملائي في " الحياة الجديدة " جميعهم دونما استثناء، بهذه التهاني وهذه الامنيات، وباسمهم جميعا اتقدم الى شعبنا الفلسطيني في كل مكان والى قيادتنا الشجاعة في منظمة التحرير برئيسها، رئيس دولة فلسطين الرئيس محمود عباس ابو مازن، وبكل فصائلها، وبسلطتها الوطنية وبحكومتها، رئيسا ووزراء، أتقدم اليهم باسم جميع العاملين في " الحياة الجديدة " باجمل التهاني واطيب التبريكات والامنيات، سائلين المولى عز وجل ان يديم علينا عز الارادة الحرة، ودوام مسيرتها الخلاقة حتى تصل الى ابهى واجمل اعيادنا، عيد الحرية والاستقلال، انه سميع مجيب.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير