الاختبار الضرورة
تدخل المصالحة الوطنية اليوم، مع وصول حكومة التوافق الوطني الى غزة، اول اختبار حقيقي لها، لتقرير صلاحيتها المستقبلية ان صح التعبير، فإما أن تتفتح باتجاه سلامة التنفيذ لبنود اتفاقها الذي بات له اكثر من اتفاق، احدثها اعلان "الشاطئ" واتفاق لقاء القاهرة الاخير، وإما ان نعود الى نقطة الصفر الموجعة التي من شأنها تعميق الانقسام وبعث الحياة مجددا في الاوهام الحرام ..!!
وحسب اتفاق لقاء القاهرة الاخيرة بين قيادتي حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وحركة حماس، فان اجتماع حكومة التوافق الوطني اليوم في غزة، لن يكون اجتماعا لاغراض الدعاية والاعلام، وانما لبحث سبل تمكين الحكومة بوزرائها من اداء مهامها في المحافظات الجنوبية والالتزام (والمعني هنا حركة حماس) بتذليل العقبات امامها في كافة المؤسسات والهيئات والاجهزة الحكومية، ومن اجل ممارسة مهماما الامنية، وتأييد ودعم مسعاها لانهاء الحصار، وتشغيل المعابر بقوات الامن الشرعية، والبدء بعملية اعادة الاعمار بالتعاون مع المؤسسات الدولية، وفق المتطلبات المتفق عليها.
واذا ما تم ذلك لحكومة التوافق، وتفتحت دروب العمل امامها، وتقدمت على هذه الدروب، فان اتفاق المصالحة سيذهب الى العمل على بنوده الاخرى، في كافة لجانها الادارية والقانونية، لانجازها ومنها بالطبع لجنة الحريات ولجنة المصالحة المجتمعية، وفي السياق سيتم دعوة الكتل البرلمانية للتشاور والتهيئة لاعادة عمل المجلس التشريعي وممارسة مهامه تمهيدا لاصدار الرئيس ابو مازن مرسوما بهذا الشأن.
ولأننا مقبلون على معركة سياسية صعبة، في حملة انجاز الاستقلال وفق ما ورد في الخطاب الاخير للرئيس ابو مازن امام الامم المتحدة، فإن اختبار المصالحة في الجانب السياسي، يتطلب وحدة الموقف الوطني، في التأكيد على الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني (2006) بجميع بنودها، وخاصة ما يتعلق بتسوية الصراع على قاعدة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على الاراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وضمان حق العودة وتحرير الاسرى والعمل على الانظمام الى كافة المنظمات والمعاهدات الدولية.
اللحظة اليوم في غزة لحظة تاريخية، ولا خيار امام المصالحة الوطنية سوى اجتياز هذا الاختبار بنجاح، والذي نريده نجاحا يتفوق على كل التوقعات، والاهم نجاحا يدحر والى الابد اوهام التفرد والامارة، ولأن دقات ساعة الاستقلال صارت اعلى واوضح واكثرا حضورا بسماع منصت ومتفهم، فان الوطنية الفلسطينية في اطرها الشرعية، وبمشروعها التحرري لن تساوم على الوحدة الوطنية، ان تكون على قاعدة صلبة، وفي ظل ديمقراطية بيت الكل الوطني، منظمة التحرير الفلسطينية، ومن اجل فلسطين الحرية والعدالة والاستقلال، ومرة اخرى واخيرة إما الصعود وإما الصعود.
رئيس تحريرالحياة الجديدة