القضية الفلسطينية تتقدم باتجاه الدولة - د.مازن صافي
يتميز الرئيس محمود عباس القدرة على زرع بذور التفاؤل والأمل في أي مكان يصل إليه، فهو لم يكن يوما رهينة الظروف أو التهديدات المحيطة أو الأحداث المحبطة، ويتميز بأن له القدرة على مخاطبة الكل في آن واحد، ولقد ظهرت براعته في خطاباته الشهيرة في الأمم المتحدة، والذي حظي كل مرة بالتصفيق الحاد والشامل، وقد أحرج كل خصوم قضيتنا الفلسطينية، ووضع (إسرائيل) في الزاوية، ولم يتردد في وصف اسرائيل بأنه قامت بأعمال ابادة جماعية في عدونها الأخير على غزة وطالب بمحاكمة قادتها جرَّاء ذلك.
وتعود بنا الذاكرة القريبة الى عداء الارهابي شارون المطلق للرمز الشهيد ابوعمار، وها هو نتنياهو يعيد الذاكرة بعدائه المستمر للرئيس أبومازن، ويفشل نتنياهو كل مرة في إقناع العالم بأي خطاب يتحدث من خلاله، وسرعان ما يتذكر العالم أنه يتلاعب بالحقائق ويزورها ويمارس كل عمليات القتل ضد الشعب الفلسطيني.
اليوم وبعد تصويت البرلمان البريطاني على الاعتراف بدولة فلسطين، وبالرغم من الطابع الرمزي له وليس فيه ما يلزم الحكومة البريطانية بتطبيقه، علينا أن نقرأ تزامنه مع الإعلان الرسمي لمملكة السويد عزمها الاعتراف بدولة فلسطين يتضح لنا وبجلاء أن القضية الفلسطينية تتقدم نحو العالم الذي يقف أمام مسؤولياته وحقائق المجازر الرهيبة التي ارتكبت ضد شعب يطالب بحريته ودولته المستقلة، ولا يعتدي على أي كائن حي في العالم، وكما أنه يناشد كل القوى العالمية الحية لكي تكون عادلة في مواقفها الانسانية والقانونية، وتنهي آخر إحتلال في العالم، وتعترف بفلسطين الدولة الـ194 وعاصمتها القدس.