إنقذوا أضخم زيتونة- حافظ البرغوثي
يلازم المواطن صلاح شجرته العملاقة ويعتني بها فهي أضخم وربما أقدم شجرة زيتون في العالم بجذعها الرئيسي العريض وتفرعاته الجانبية المتشابكة وهذه الشجرة زارها وزراء ومسؤولون وسياح، من بينهم رئيس الوزراء السابق سلام فياض والذي قال لي آنذاك أظن أن فوق مجرى ماء نظراً لضخامتها.. ولكن عند زيارتي للشجرة المباركة اكتشفت إنها تعاني من العطش وأن مرض اليباس ضرب أحد فروعها وهو مرض خطير بدأ يتفشى في أشجار الزيتون من شمال الضفة حتى الوسط ويمتد جنوباً، بسبب عدم انتظام الأمطار، وهذه الشجرة كما يقول صلاح تحتاج إلى ري إضافي لكنه لا يستطيع إيصال الماء إليها، فهو بحاجة إلى خط مياه ووعده وزراء ومسؤولون بإيصال المياه إليه لكنها بقيت وعوداً، مع أن أقرب بيت عن الشجرة لا يتجاور أربعين متراً.. فالشجرة التي تحولت إلى معلم سياحي لا تجد من يوليها الاهتمام الكافي وهي مهددة بالانقراض، بل لا توجد طريق عليها لأن صلاح لا يملك الأرض المحيطة به نحو الشارع في قرية الولجة المهددة أراضيها أيضاً بالمصادرة وقد شق الاحتلال شارعاً عريضاً أسفل الولجة على بعد عشرات الأمتار من الشجرة تمهيداً لفصل القرية عن بقية أراضيها بجدار فاصل وضمها إلى القدس المحتلة لكن أحداً لم يتذمر من نهب الاحتلال لكن في حالة شق طريق صغيرة إلى الشجرة ربما ستقوم قيامة أصحاب الأرض.
بيت القصيد هنا أن هذه الشجرة تستحق الحماية والعناية والماء.. فهل يعمد أخونا محافظ بيت لحم جبريل البكري إلى إمداد الشجرة بالماء؟ وهل ستبادر وزارة الزراعة إلى شق طريق يسمح للمشاة بالوصول إليها لمسافة 50 متراً فقط لا غير؟
هذه الشجرة يجب أن تعيش وتبقى رمزاً لزيتوننا فهي كانت في الثمانينيات تنتج 600 كيلوغرام من الزيتون سنوياً.. وتراجع الإنتاج والنمو بسبب قلة الأمطار، فمن يمطرها بأنبوب ماء ويحصل على براميل زيت؟