الكرة في ملعب حماس- حافظ البرغوثي
بات ضروريا ان تبادر حركة حماس الى اتخاذ خطوات عملية تؤكد حسن نواياها تجاه مصر وتلبي المطالب المصرية القديمة المتجددة العالقة حتى الآن. نعلم انه لا يمكن اتهام حماس بالمجزرة البشعة التي تعرضت لها قوة مصرية لكن نفي او استنكار حماس لن يغير من الأمر شيئا, لأن العلاقات بين مصر وحركة حماس لا بد وان تناقش بروح جديدة اذا شاءت حماس ان تطوي صفحة الريبة والشك وان تصفي القضايا موضع الخلاف, حماس ذراع للاخوان المسلمين الحركة المحظورة في مصر وهي حركة فلسطينية ايضا لكن تغليب المصلحة الفلسطينية العليا يجب ان يعلو فوق كل اعتبار ليس الآن بل منذ سنوات, ولو حدث ذلك لتجنب شعبنا ككل وغزة بالتحديد الكثير من الويلات والمآسي, لكن البعض ظل على موقفه التابع لجماعة الاخوان ولا يناقش مخاطر ذلك لا على حماس نفسها ولا على القضية الفلسطينية. ولعل من خطط ونفذ المجزرة في شمال سيناء كان يريد اصابة عدة اهداف اهمها احباط جولة المفاوضات المرتقبة في القاهرة وهي جولة مهمة بالنسبة لنا جميعا من حيث ان غزة تنتظر البدء في عملية الاعمار وحث المانحين على الوفاء بالتزاماتهم وكذلك اسرائيل. كما انها فرصة للقاء قادة من حماس مع مسؤولين مصريين لبحث القضايا الثنائية التي ما زالت تنتظر حسما بين حركة حماس بشأن المطلوبين والأنفاق وغيرها من المشاكل التي تحتاج الى مصارحة ومكاشفة.
حتى الآن لم تتخذ حماس تلك الخطوة لكسر الجمود لأن الكرة في ملعبها ربما لأن هناك تيارين في حماس الاول يريد تصحيح العلاقات مع مصر على قاعدة الاحترام المتبادل والتيار القطري التركي الذي ما زال يراهن على خلخلة الوضع في مصر وله موقف متذبذب من المصالحة الفلسطينية وكذلك من اتفاق وقف اطلاق النار لأنه نتاج مصري، ويراهن على استمرار عدم الاستقرار في مصر وله امتدادات داخل حماس وادوات يمكنه ان يستخدمها. هذا الوضع المعقد ينعكس بالضرورة سلبا على حماس ككل في غزة وعلى شعبنا الذي كان ينتظر فتح المعابر والبدء في اعادة البناء واذ به يجد نفسه تحت حصار اشد لأن مصر لا "تمزح" عندما يتعلق الأمر بأمنها القومي وهي مستعدة لتهجير رفح والشيخ زويد اذا اقتضت الضرورة لمنع التهريب والأنفاق.
فما زالت مصر في عين الاعصار وما زال الاميركيون غاضبين من سياستها ويريدون اجبارها على الانضمام الى حلف الاربعين لمحاربة داعش بينما اكثر من داعش يعيثون فسادا وقتلا على اراضيها.
نتمنى من قيادة حماس في غزة ان ترى الحقائق على الارض والا تركن للتطمينات المريبة, فشعبنا في غزة يستحق الرفق والرعاية ولا يجوز اخراجه من عدوان الى حصار وهكذا.. رفقا بأهلنا فهل لكم أهل؟ ورفقا بمصر الدرع التاريخي الواقي للأمة منذ عشرات القرون؟