وحدة الموقف .. وحدة المصير
حين يطالب الرئيس ابو مازن بجلسة طارئة لمجلس الامن لبحث الاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية في القدس المحتلة، فإنه يسعى لوضع المجتمع الدولي اولا امام مسؤولياته، وفق الشرعة الدولية، لا من اجل وقف هذه الانتهاكات وهذا الاستيطان حماية للمدينة المقدسة فقط، وانما في الاساس لمنع تفجر الوضع في المنطقة، الوضع الذي بات خطيرا جدا، وحفاظا على فرصة السلام التي لا تزال ممكنة. وبمعنى انها مسؤولية العالم في مثل هذه اللحظة ان يمنع تفجر هذا الوضع وعلى نحو قد لا يخطر على بال احد ..!!
ويتطلع الطلب الرئاسي الفلسطيني، الى وقفة اشقائه اولا، الى جانب اصدقائه في مجلس الامن، وبخاصة الاردن الشقيق الذي يمثل المجموعة العربية في المجلس، والاردن بولايته الهاشمية الدينية على المدينة المقدسة، الولاية التي جددت باتفاق فلسطيني اردني قبل عام من الان، والتي سنظل نتمسك بها حتى زوال الاحتلال وتحقيق الاستقلال، الاردن بولايته هذه يرى دونما ادنى شك، الطلب الفلسطيني طلبا اردنيا، وبمعنى وحدة الموقف تجاه القدس، وضد ما يجري فيها من انتهاكات اسرائيلية، واستيطان يرمي لتغيير معالم المدينة المقدسة العربية الفلسطينية، بل المدينة الكونية برسالة المحبة والسلام للعالم اجمع، التي طالما حملتها وما زالت وستبقى الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا.
ووحدة الموقف، هي فعل وتطلع، وليست مجرد تخريجات سياسية مرحلية، فالعلاقة الاردنية الفلسطينية، هي علاقة المستقبل الواحد الذي لا يقبل القسمة على اي شكل من اشكال الفرقة والشرذمة، وحدة الموقف الفلسطيني الاردني، هي وحدة المصير في سعيها ان يكون هذا المصير، مشرقا بكل نواحي ومعطيات الحياة الحرة الكريمة، ومما لا شك فيه ان الولاية الاردنية الدينية على القدس، هي ولاية التاريخ منذ أن اسري بالهاشمي حبيب الله، الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من فوق صخرتها، فباركها واحالها الى قبة للصلاة، وهي التي حاولت اللحاق به في رحلته الى السماوات العلى.
هذا تاريخ لا يقدر بثمن، وسيرة لا تراجع عنها، وارث ليس بوسع احد المساومة عليه، ولطالما ظلت الولاية الهاشمية حريصة كل الحرص على هذا الارث وهذا التاريخ وهذه السيرة، حتى وموازين القوى الظالمة تحاول تعطيل كل ذلك.
وبكلمات اخرى واخيرة معركة الدفاع عن القدس العربية الفلسطينية الكونية، هي معركة فلسطينية اردنية في المقام الاول فنحن سويا حراس الاقصى، والمرابطون في بيت المقدس واكناف بيت المقدس، حتى خلاصها من الاحتلال وظلم الاحتلال وظلامه لتعود الى سيرتها الاولى، عاصمة للمحبة والسلام، حين هي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير