الشهيد ياسر عرفات (أبو عمار) الكريزما المؤثرة - آمال أبو خديجة
في ذكرى القائد الشهيد ياسر عرفات ( أبو عمار ) رحمه الله
من لا يذكرك يا سيدي وقد كنت رمزاً تراثياً لهذا الوطن ومنذ أن ترعرعنا كان إسمك وصورتك أولى ألفاظنا الوطنية الثورية حتى كبرنا لنعلم أنك قائد ليس ككل القواد، بل تميزت عنهم بالكثير من صفاتك الشخصية التي تكاملت ( والكمال لله وحده ) في عملك السياسي والثوري والإنساني والإجتماعي وكل مجالات الحياة لأجل قضية شعبك العادلة فلسيطن .
كان ياسر عرفات ( أبو عمار ) قائداً كارزمياً بكل معنى الكلمة حيث رحل وترك أثر شخصيته على الكثيرين من أبناء الشعب الفلسطيني وغيرهم حيث زرع فيهم حب الوطن والتضحية والفداء وعشق البندقة والكفاح لأجل الحق الفلسطيني وعدم الإستسلام للعدو الغاصب مهما كانت الضغوطات أو فنون الإعتداء ، كما كان قائدا في ترابطه مع أبناء شعبه ومع من اختلف معهم فكان دائما قريبا يتحسس أخبارهم ولم يضحي بأي فرد منهم ، كان قريباً من قيادات ورموز الأحزاب الأخرى وكان يدعو نفسه ممثلاً لهم ولم يسمح أن تحدث الفرقة والإنفصال بين أبناء الشعب الواحد ،حرص كل الحرص على أن يبقى هذا الشعب قائماً على وحدته وأخوته مهما إختلفت التوجهات السياسية والحزبية فقدم نفسه شهيداً في سبيل مبادئه الثابته وبقاء شعبه موحداً لا تخترقة سموم الفرقة والفتنه بين أفراده كي لا تضيع بوصلته وتتشتت أهدافه .
لم يكن ياسر عرفات يحتاج للتحدث في خطابه كثيراً أو يحتاج ليظهر كل يوم على شاشات الإعلام ليترك أثره فيمن حوله ، كان يكفي أن تراه بتلك الكوفية الملتفة حوله وبدلته الخضراء وصورة وجهه التي إرتسمت بها الكثير من صور الكفاح والعطاء وصوت غضبه عندما يحتد على المحتل ليحرك مشاعر الكثيرين من أبناء الوطن بل ومشاعر العالم الحر وكل ذلك في سبيل قضية العدل الأولى " فلسطين "
ففي ذكرى قائد الثورة الذي كان هوية الوطن ورمز تراثه وتربته وكوفيته التي رسمت على جبينه خارطة الوطن الكبير لا يسعنى إلا أن أقول:
لنستغلها كي نتعلم من مدرسته الكثير في واقعنا الحالي لنعيد ترتيب أوراقنا وتوحيد جهودنا ولملمت شتاتنا والسير على ما حمله إلى جانب بندقيته ، أن نتوحد ونتحد ونلقي خلافاتنا بعيدا عنا ، ولا نسمح لمن لا يحبنا ولا يريد أن يرى فينا عزة الوحدة والثورة وأن ننال حقوقنا أن يخترق جسدنا بسرطانه المميت .
ليكون صوتنا واحداً ولغتنا واحده وإشارتنا موجهة لعدو واحد كي نسير على درب من سبقونا من قيادات ورموز ثورية بدأت مشوارها في الكفاح والتضحية ولم تتخلى يوماً عن مبادئها لتَخلُف للأجيال منا هذا التاريخ العظيم في ثورتنا المجيدة والتي لن تهدأ إلا بتحقيق الحرية لكل أرض فلسطين .
فلا نكون كمن زرع زرعاً فلما إخضر قام بحرقه بيديه وأعاد للأرض جفافها وهلاكها، بل نكون ممن يحصدون ثمر من سبقونا بزراعتهم مباديء وقيم وطنية وثورية وإنسانية لا تبتعد أبداً عن قيم العقيدة والدين والأخلاق الكريمة، لنبدأ أولاً بالتسامح والتصافي ولنيعد الحب في قلوبنا وإحساس التكافل والتأخي فيما بيننا والمشاركة في هموم بعضا بعضاً والتوحد نحو أهدافنا التي تبدأ من حب الخير لغيرنا و فيما بيننا وتقبل الإخلتاف مع الآخر لتمتد إلى خطوات التحرير لأرضنا وحماية وجودنا بأيدي المخلصين أينما كانوا، وكيفما كانت توجهاتهم السياسية والحزبية .
لنجعل الذكرى لقائد الثورة ثورة على ما حل بنا من تشرذم وفساد وتشتت وإقتسام أرض الوطن ولنفكر معاً ونتحاور ونخلص النوايا ولنبدأ العمل لإصلاح ما تم هدمه بعد أن تعب من سبقونا من قيادات في بنائه سنوات طوال ولنعيد لهذا الشعب فرحته وإبتسامته وشعوره بالأمان والعدل بعد أن أصبح اليوم يفقده وغيره الكثير .