السيد فلسطين ,,, على العهد باقون - مأمون هارون
اليوم تمر الذكرى العاشرة لرحيل سيد الشهداء , شمس فلسطين ورمزها ياسر عرفات , وذكرى رحيل عرفات ليس يوم نستذكر فية ابوعمار ونترحم علية فقط , بقدر ماهو يوم لنراجع انفسنا وحساباتنا , ماذا حققنا من حلم ابوعمار الذي عاهدناه واقسمنا أن نكمل مشوارة الذي ابتدأة منذ أن فجر الثورة هو ورفاقة من المؤسسين , معاهدين الله أن يستمروا حتى اعادة حقوقنا الوطنية .
لم يكن ياسر عرفات حالة عابرة فى تاريخ الشعب الفلسطينى , لقد شكل عرفات حالة نهوض لهذا الشعب , وذلك بعد أن عمل عرفات على استنهاض الروح الوطنية التي كادت أن تغيب فى مخيمات التشرد والشتات , بفعل ضراوة وشراسة اعداء الشعب الفلسطيني , وبفعل حالة ضعف ووهن أصابت الامة فى مقابل قوة وتغول الاعداء , جاء عرفات فى هذة الظروف الصعبة والمعقدة ليعيد بث الروح الوطنية للفلسطينى اللاجىء المشرد المقهور , فسارت ورائة كل أطياف الشعب الفلسطينى مقدمة الروح لتحقيق حلم النصر والعودة .
بقى عرفات حتى يوم رحيلة محافظا للفلسطيني على كرامتة وعزتة , مقاتلا من أجل الحلم الفلسطيني , خاض المعارك والحروب على كل الجبهات , الحربية والسياسية والدبلوماسية , تعرض للحصار العسكرى والسياسي والاقتصادي مرات ومرات من الأخ قبل العدو , لكنة بقى محافظا على بوصلتة التى لاتعرف ألا فلسطين هدفا لها , وقد سأل مرة رحمة الله وهو خارج من حصار بيروت وكان متجها الى اليونان , قيل لة الى أين يا أبا عمار , فأجاب الى فلسطين , تهكم البعض وقالوا أن ابوعمار يهذي , وحزن البعض , وقال البعض أن عرفات يكابر وأن بعد بيروت تحققت مقولة بريجنسكى ( باى باى منظمة التحرير ) , لكن عرفات كان يعرف انة ذاهب الى فلسطين , وأن لاطريق أمامة الا الى القدس , عرف ذلك وأدركة منذ البدايات , واستنهض شعبة وأعاد عندة الروح الوطنية , لتحقيق هذا الهدف , فدفع من اجل ذلك قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى , فكان لة ما اراد , عاد عرفات , وبرغم ما قيل حول تلك العودة ألا ان عرفات كان يدرك أن حجم المؤامرة كانت أكبر من الجميع , وان المطلوب زيادة محاصرة وخنق الشعب الفلسطينى لشطب قضيتة الوطنية , أدرك ذلك بحس القائد الحريص على مصلحة شعبة في ظل ظروف غاية فى التعقيد , فعاد وهو يدرك أنها خطوة أخرى فى اتجاة الاستقلال والحرية واقامة الدولة .
ألا ان حجم التأمر كبيرواتسع على الشعب الفلسطينى من أجل التنازل عن حقوقة الوطنية ,واشتد الحصار بكل أنواعة , لكن عرفات بقي صامد, مقاوما , لم يفرط بأى من ثوابت الشعب الفلسطينى رغم ما تعرض لة من مؤامرات وضغوطات وتهديدات حتى بالقتل , بقي كم الجبل الذي لاتهزة الريح , حتى طالتة يد الغدر والخيانة , فاستشهد وهو باقى على عهدة بعدم التفريط أو المساومة على حقوق الشعب الفلسطينى , فدفع روحة مقاتلا عن شعبة وحقوقة وقضيتة , فكان أن نقش اسمة فى قلب وكيان كل فلسطينى .
فى الذكرى العاشرة لرحيلة , نقول أن من حق الرجل علينا أن نحافظ على عهدنا وقسمنا لة , بأن نستمر فى النضال حتى يرفع شبل وزهرة علم فلسطين على مأذن وكنائس القدس عاصمة الدولة الفلسطينية ,وحتى يعود اللاجئون الى بيوتهم ويعود الحق لاصحابة , من حق الرجل علينا أن نقاتل من أجل الوحدة الوطنية التى قاتل من أجلها , ونتمسك بها وخاصة بعد ما حدث من ثلة مارقة عن الشعب الفلسطيني وثقافتة , فالوحدة الوطنية هى بوابتنا وطريقنا الى النصر , رحم الله ياسر عرفات كان رجلا بحجم وطن , وكانت فلسطين تتمثل بة وبكوفيتة الشامخة دوما , فحق لة ان نقول أنة السيد فلسطين .