الف باء الوطنية
الى جانب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي صار شغله الشاغل التحريض على الرئيس ابو مازن، يقف اليوم في المحصلة الواقعية، ومثلما نرى ونقرأ من خطب وتصريحات، عدد ممن يوصفون بأنهم من قيادات حركة حماس، يطالبون بالبحث في شرعية الرئيس ..!!
نفهم تماما لماذا لايريد نتنياهو، اي حضور للرئيس ابو مازن في مشهد الصراع وساحاته، فرئيس الحكومة الاسرائيلية لم يعد يحتمل كل هذا الحراك السياسي الفاعل للرئيس ابو مازن ، والذي وضع اسرائيل اليمين والاستيطان في " خانة اليك " كما يقال، غير انه سيظل من غير المفهوم لنا، لبساطة ووضوح وعمق فكرتنا الوطنية، وتمسكنا بمشروعها التحرري، لماذا تتقاطع وتتلاقى تحريضات نتنياهو مع تحريضات هذا البعض ممن يوصف بأنه من قيادات حركة حماس ..!!
لماذا يسعى هذا البعض وعلى نحو محموم، لتغييب الرئيس ابو مازن عن مشهد الصراع وساحاته، خاصة في هذه المرحلة التي بتنا فيها اقرب واقرب، لدولة فلسطين المستقلة واعترافات العالم بها تتوالى ..!!
ليست هذه اسئلة مناكفات سياسية، بل هي اسئلة وطنية مشروعة، ولطالما يجرح روحنا الوطنية، هذا التقاطع وهذا التلاقي - ونقول ذلك مع حسن النوايا – بين تحريضات اليمين الاسرائيلي المتطرف، والاخر الذي يأتي من اؤلئك الذين يقال عنهم بأنهم من قيادات حركة حماس.
نحن في " الحياة الجديدة " مثلا، لانقبل ان نستخدم التوصيفات الاسرائيلية لحركة حماس، بل ونرفض هذا التوصيفات جملة وتفصيلا، لأننا قبل وبعد كل موقف وكلام، نرى حماس فلسطينية برغم اخوانيتها، فلا نرضى تاليا بتوصيفات الاحتلال لها، نحن فلسطينيون حتى النخاع بهذا الشأن، وفلسطينيون بالمعنى الوطني المحمول على المشروع التحرري، لا بالمعنى الشوفيني المتعصب.
نختلف نحن نعم، ونعبر عن خلافنا بكلمات خطابنا الوطني، الساعي للحرية والاستقلال، ولكنا بالقطع لا نتفق ولن نتفق مع الاحتلال في خطابه الرامي لتدميرنا وإن كان موجهاً ضد احدنا.
هذه الف باء الوطنية، واصدق تعبيراتها واجداها كي تمضي في دروبها من اجل تحقيق انبل اهدافها لا في الخلاص من الاحتلال، فحسب بل وفي بناء دولة الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية، فمتى تدرك حركة حماس هذه الالف باء، التي لابد من ادراكها قبل فوات الاوان.
رئيس تحرير" الحياة الجديدة"