وداعا أيها المناضل النادر- حافظ البرغوثي
رحل ابو هزاع الرجل الذي اعتنق النضال فتيا والتزم الثورة منذ البدء ودفع من عمره عشرين سنة ونيف في السجون وظل على العهد حتى الرمق الأخير من حياته الحافلة بالنضال داخل السجون وخارجها .. كان مرجعية صلبة وحدت العمل النضالي داخل السجون بارادته المغلفة بالتواضع الانساني والانفتاح الفكري مطلا على الواقع ووقائعه ملما بالتفاصيل، لم يهن ولم يحزن قط، ظل على الوفاء لثورته والفتح ولكل المناضلين الشرفاء، عرفنا فيه كبرياء العظام وسمو أخلاقهم وبساطته كمناضل ورث راية النضال عن والده، لم يخذل صديقا ولا تراجع في المواقف عند الشدائد، ظل انموذجا نضاليا يحتذى به بنقائه وعنفوان رجولته وتطوعه لخدمة الآخرين فاشتهر في السجون وخارجها وعندما كان أحد يطرق باب بيته يسأل عنه فيرحب به ويسأله عن حاجته فيرد الضيف أريد أبا هزاع .. فيبتسم بتواضع أنا بين يديك .. فيصاب السائل بالدهشة أهو أنت من سمعنا عنه، كنت أظنك عملاقا يحتاج الوصول اليك الى واسطة، كان عملاقا بانسانيته وتجربته النضالية واخلاصه لوطنه وللحركة الأم فتح صانعة الأبطال ومدرسة الكفاح .. وكان ابو هزاع أحد أشهر الرواد الاوائل في العطاء الفتحاوي الثوري، كانت آخر وصاياه وهو على فراش المرض «ان ديروا بالكم على فتح» لأنه يدرك ان فتح هي البيت النضالي الذي سيوصل الى الحرية والدولة، رحمك الله يا أبا هزاع، منك نتعلم وبك نقتدي ولك الوفاء والعهد وعلى الدرب الذي سرت ماضون حتى قيام الدولة على الأرض.