في الطريق الى المؤتمر السابع- يحيى رباح
شاركت خلال اليومين الاخيرين في اعمال الدورة الثامنة للمجلس الاستشاري لحركة فتح التي تميزت في مناقشة عدد من الاوراق المهمة تحضيراً لانعقاد المؤتمر العام السابع للحركة الذي تقرر عقده في مطلع السنة القادمة 2015, مع ذكرى اليوبيل الفضي ( خمسون سنة ) لانطلاق ثورتنا الفلسطينية المعاصرة على يد ابطال حركة فتح في الاول من كانون الثاني عام 1965م .
وكان مستوى الحوار الذي جرى داخل المجلس الاستشاري يتسم بقدر كبير من الجدية والانفتاح والشجاعة في طرح الرؤى والتطلع الى المؤتمر السابع ليكون محطة رئيسية على طريق المستقبل, خاصة وان عبورنا الى المستقبل, وتأكيد استقلالنا الوطني والوصول الى الدولة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967م هو الهدف المحرك في ظروف تتكشف فيها وتشتبك عناصر الصراع اكثر من ذي قبل بعشرات الاضعاف, وتنفتح على طريق هذا الصراع معارك طاحنة كتلك الحرب التي تعرض لها شعبنا في قطاع غزة بحجم هائل من الدمار والخسائر التي لا يبدو ان تعويضها ولو على صعيد إعادة الاعمار سيكون سهلا او قريبا, فكيف على صعيد المصالحة التي كانت ايضاً من ضمن الخسائر التي تكبدناها, واول الضحايا التي فقدناها ؟.
كما ان المستوى الاقليمي والدولي منهمك في توليد خارطة جيو سياسية جديدة للمنطقة, ونحن نخوض معركة ضارية منذ عقود لاعادة زرع فلسطين كيانا ودولة في المنطقة, تعويضاً عن الكارثة التي حدثت في اعقاب تقسيم سايكس / بيكو وهذه المعركة تزداد صعوبة في ظل التقسيمات الطائفية والعرقية الجديده التي تلوح في الافق منذ ان عصفت عواصف التغيير الهائل في المنطقة فيما عرف باحداث الربيع العربي التي تهدد الوحدة السياسية والجغرافية والسكانية لمجمل دول المنطقة, وهي احداث لم يتضح افقها النهائي بعد, وتطمح اسرائيل من خلال فوضى هذه الاحداث الى الخروج بدولة يهودية, وضرب المشروع الوطني الفلسطيني ليس فقط عبر الحروب والاعتداءات العسكرية بل من خلال توريط حركة حماس في ان تكون جزءا عضوياً من المشروع المعادي للاستقلال الوطني الفلسطيني, وهو ما تبين من خلال ممارسات حركة حماس التي لم تلتزم بركني المصالحة وهما تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية بكامل الصلاحيات, وإجراء الانتخابات الفلسطينية تشريعية ورئاسية.
في الطريق الى المؤتمر السابع : فإن كل مؤسسات حركة فتح وهياكلها القيادية تتحاور بشكل جدي منذ بداية الاعداد للمؤتمر, ليكون المؤتمر السابع رافعة وطنية نحو الاستقلال, نحو الدولة التي لا بديل عنها, نحو المصالحة التي لا تراجع عنها رغم المتربصين بها اسرائيلياً وإقليمياً والتابعين لهم فلسطينياً, فهذه هي معركتنا الطاحنة في المرحلة القادمة وهي المرحلة الاصعب, لانها تشكل المواجهة الشاملة, وان اسرائيل الآن تحشد كل مكوناتها, وكل عنصريتها وكل امكانياتها العدوانية, ولكنها كلما اوغل نتنياهو في دفع اسرائيل الى لهيب العنصرية والعدوان فإن الانقسام داخل إسرائيل اصبح موجودا، لان هناك في اسرائيل من يتخوفون من هذه الاندفاعات العنصرية المجنونة التي يشجعها نتنياهو, التي ستضاعف من حجم العزلة لاسرائيل, وتضاعف حجم الأخطار المحدقة في المنطقة .
يجب ان يكون اعدادنا للمؤتمر السابع جيدا ودقيقا لكي نضمن تعزيز وحدة حركتنا المجيدة, فهي صاحبة وحامية المشروع الوطني, وهي الضمانة للمصالح الوطنية العليا, ومن خلال تعميق وحدة اجيالها, ومن خلال انتاج الرؤى للمستقبل, نريد للمؤتمر العام السابع ان يكون بوابة عبور نحو استقلال وطني ناجز, وان نتمكن من تحديد عميق لاولوياتنا الفلسطينية حتى لا تقذف بنا الاحداث الجارية في المنطقة نحو الفوضى والفراغ.
Yhya_rabahpress@yahoo.com