فتح والطريق إلى المؤتمر العام السابع ..- د.مازن صافي
في هذه اللحظات التاريخية والتي تظهر فيها معالم استيراتيجية الفوضى، تتحمل حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" العبء الكبير، وتستمر في طريق التحرير وإنهاء الاحتلال، وهي مقبلة بعد عدة أسابيع على عقد مؤتمرها العام السابع على امتداد انطلاقتها الــ50 حيث 1/1/2015 اليوبيل الفضي للثورة الفلسطينية.
عملت فتح منذ انطلاقتها على طريق الحرية ومن أجل الديمقراطية، في امتزاج توأمي أبدعت في رسمه وتطبيقه ونقله عبر الأجيال.
لقد عرفت حركة فتح ومنذ انطلاقتها بأنها في معركة طويلة، وأنها حملت أمانة قضية حق، قضية شعب مظلوم، قضية شعب يكافح من أجل حقه وعودته إلى ترابه والى وطنه والى أهله، ونشرت بالتعبئة والالتحام الجماهيري معاني الثورة الحقيقية، ثورة العمل والتحرر من أجل الحرية وكرامة الإنسان، في كل أماكن تواجده.
فتح اليوم بخير، مهما كانت التحديات الداخلية والخارجية، لأنها تحمل في عمقها إرادة صلبة وصامدة، وهذه الإرادة هي الرمزية التي تدفع الجميع ليؤمن بأنها مستمرة حتى النصر، وستبقى، لأن الطريق طويل وطويل جدا.
إن الانتماء لفتح الفكرة، فتح الثورة، فتح المؤسسة، فتح الديمومة، إنما هو انتماء صادق ويعبر عن مبادئنا وتمسكنا بمبادئ وقيم حركتنا العملاقة، والتي رفضت على الدوام التبعية ومصادرة القرار الوطني والفلسطيني والحركي المستقل، وبذلك الجهود والصبر وحتى الدماء من أجل أن تبقى الطريق واحدة بوصلتها القدس الشريف، فمن يحمل القضية المصيرية، مؤتمن على مستقبل الأبناء والأرض والهوية، ليبقى الإنسان الفلسطيني عزيزا مرفوع الجباه.
تبدو دوما فتح أكبر من أنانية البعض، وأكبر من جغرافيا الانشقاق أو سرقة فتح والأوهام المريضة، وفتح التي تخرج دائما من عمق الدمار والركام والمحن، وتعيد البناء، قادرة بعزيمة الأحرار الصادقين أن تستمر وتتطور وتبدع في ثقافتها ومبادئها وحضورها الوطني الفلسطيني القوي والمؤثر والتحرري.
ان فتح ستبقى أمانة في عقول وقلوب أبناءها الغيورين والصادقين والرائعين والفاعلين، لأن المسيرة طويلة وشاقة، ودرب العزة والكرامة والشموخ تولد مع الإنسان في غريزة فطرية سليمة وراسخة وتأبى ان تكون سلعة تباع او تشترى او تتبدل او تتلون او تزيغ عن الدرب .
إن فتح وفي مؤتمرها العام السابع بقيادة القائد العام رئيس دولة فلسطين الأخ محمود عباس " أبو مازن " ستعزز ثقافة واستيراتيجية إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وستعيد رسالتها للعالم وللمحتل الظالم أننا لن نبخل بأرواحنا دفاعا عن أرضنا الطيبة التي عاش عليها أجدادنا وسيعيش عليها أبناؤنا وستبقى لنا، ولن يهزم الاحتلال فينا إرادة التاريخ والحياة والحق والشعوب.
ستبقى فتح منارة إشعاع وانتصار على الطريق الطويل على درب الآلام، وسيبقى أبناء فتح أوفياء لفلسطين والقدس وترابنا المقدس وحضارتنا وقيمنا ومسلكياتنا .