في يوم المعاقين، أين نحن من الأسرى المعاقين - المحرر خضر شعت
في داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي يتجلى مشهد القتل والتصفية بحق أسرانا وأسيراتنا وتحديداً الأسرى المرضى والمعاقين، أمام مرأى المجتمع الدولي الذي شرّع اتفاقيات دولية تدين كل أشكال الجرائم اللاانسانية، وأنشأ المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة من يخالف هذه الاتفاقات، ولكن للأسف هي مسرحية هزلية واضحة لحماية الظلم وحماية الاحتلال، وعندما حاول شعبنا حديثاً أن يتمتع ببعض حقوقه التي أقرتها هذه الاتفاقات، ومنها حق الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية، لوضع حد للجرائم الاسرائيلية المستمرة بحق شعبنا وأسرانا، نجد الكثير من دول العالم تهدد وتشترط وتقطع الدعم.
وفي هذه اليوم العالمي لذوي الاعاقة نقف في مشهد مؤلم للكرامة الانسانية، فالاحتلال يبحر في دماء المظلومين من شعبنا ومنهم ذوي الاعاقة، فهو أيضاً يعتقل نحو 80 أسير معاق، منهم من اعتقل وهو معاق وتم جره بعنف وهمجية من بيته وفي الشوارع والأزقة الصخرية وتعذيبه بشكل يفوق الجرائم النازية، ومنهم من تسبب الاحتلال في اعاقته خلال الاعتقال سواء بالرصاص أو بالتعذيب أو بالاهمال الطبي والأدوية التجريبة، ومنهم من يواجه الموت المحقق حالياً لدرجة اللا جدوى من علاجه مطلقاً.
هكذا خلت البشرية من أي عنوان مؤسسي يحقق القيم والمبادئ السامية التي ينتظرها البشر، وللأسف العالم صامت يتغنى بحضارة الهيمنة وفلسفة العربدة الأمريكية التي توفر فيتو الحماية للجرائم الاسرائيلية، حتى الجمعية العامة هي أصلاً لا تمثل الا صوت القليل من الضحايا وليس كلهم، حتى في منظومة نضالنا الانساني صار مربع النضال الانساني يضيق أكثر فأكثر، فبعدما كنا نطالب بحماية شعبنا صرنا نطالب بحماية ذوي الاعاقة والأن نطالب بانقاذ الأسرى المرضى والمعاقين.
وتباعاً تاهت قضية الأسرى المرضى والمعاقين بين انشغالاتنا الحزبية وانقسامنا المتجذر، وظلت جريمة الإعدام والإبادة للأسرى مستمرة لا تتوقف، والقوانين الدولية بجانب علاتّها المنتقصة لحقوق شعبنا أصلاً يتم تأويلها على المزاج الصهيوني فلا تطبق على إسرائيل.
ان المشرع الدولي بالقرن الماضي لم يتصور حجم الإجرام الإسرائيلي القادم، يشاركه أيضاً المشرع الدولي والاقليمي الحديث الذي يصمت حيال هذه المستجدات من الجرائم، وبالتالي الجميع شركاء في جريمة الابادة بحق شعبنا وأسرانا، فلا يوجد مبرر للمنتظم الدولي في القرن ال21 أن يقف مكتوفاً حيال ما يحدث بحق معتقلين معاقين مرضى مدنيين عزل مقيدين يُعدَمون بشكل ممنهج، فهم أسرى قيود الاعاقة وأسرى قيود السجن، والصمت على وضعهم يعتبر مقياس صارم لتدني درجة احترام المجتمع الدولي لإنسانيته ولتعهداته، سواءً بشأن معاقبة المجرم وإنفاذ العدالة، أو حتى بشأن إنقاذ الضحايا ووقف الجريمة. .
فبعيداً عن المظاهر الاحتفالية في يوم المعاق العالمي، ندعو أنفسنا نحن الفلسطينيين افراداً ومؤسسات ووزارات ومبادرات مجتمعية للوقوف بكل مسئولية أمام قضية انسانية واضحة الملابسات، هم الأسرى المرضى والمعاقين، وان نتحرك لأجل انقاذهم قبل ان نطالب العالم بالتحرك لأجلهم.
واخيراً علينا أن نثور لانقاذ ولو مجرد أسير واحد، خير ألف مرة من أن نطالب بتشكيل لجنة تحقيق للنظر في ظروف استشهاده داخل السجن، فما معنى الكرامة اذا ذهب صاحب الكرامة ورمزها الذي ناضل لأجلها.