لا رماد ولا جمر..
الواقع السياسي الراهن لمعادلة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، هو واقع اشتباك محتدم، بل هو واقع معركة مصيرية، وبالمعنى التاريخي للكلمة، المعنى الذي يحول ويؤسس لواقع جديد، هو بالقطع واقع الدولة الفلسطينية المستقلة، بوصفها الدولة الضرورة لتحقيق الامن والاستقرار في الشرق الاوسط.
وفي هذا الواقع، ما ثمة غموض ولا رماد، ليكون ثمة جمر تحت هذا الرماد، لكن هناك من لا يرى هذا الواقع على حقيقته، بل لعله لا يريد ان يراه كذلك، فيحاول تخليق جمر ليس هو إلا جمر الوهم، تحت رماد مفترض، لينفخ عليه لعل حريقا من فوضى الرؤية يعم الواقع السياسي الراهن، فلا يعود واقعا لحقيقة المعركة التاريخية المصيرية التي يخوضها المشروع الوطني وهو يدق اليوم ابواب مجلس الامن الدولي من اجل قرار السقف الزمني لانهاء الاحتلال الاسرائيلي وتجسيد الدولة الضرورة.
نعني ثمة خطل في الرؤية والتحليل السياسي عند البعض، اذا لم نقل ان هناك اسبابا ودوافع اخرى...!! خطل يدفع باتجاه انعدام البصيرة قبل البصر، لطبيعة الواقع السياسي الراهن، باشتباكاته المحتدمة، وهي بالطبع اشتباكات مع الاحتلال وسياساته ومخططاته الاستيطانية، المحكومة بشهوة الاستحواذ العنصرية.
وفي المحصلة فان انعدام البصيرة قبل البصر، لا يقود لغير معارك وهمية، اخطر ما فيها انها قد تؤدي الى حرف البوصلة، نعني بوصلة النضال الوطني في ساحة معركته السياسية، باتجاه غير واقعي وغير صحيح وبما يشتت جهوده العملية، التي اثمرت حتى الان سطوة موضوعية لأمر الواقع السياسي الذي حققه الرئيس ابو مازن، في الصراع ضد امر الواقع المادي الذي يحاول رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو فرضه على الارض والتاريخ، ولكن دون جدوى بطبيعة الحال، وانتظروا نتائج الانتخابات الاسرائيلية القادمة لتتأكدوا من هذه الحقيقة، نعني حقيقة انعدام الجدوى فيما يحاوله نتنياهو، وفي المقابل حقيقة امر الواقع السياسي الفلسطيني الذي بات اكبر من ان يتجاهله او يتجاوزه احد.
اذا لا رماد ولا جمر، في الواقع السياسي الراهن، لا جمر ولا رماد في ساحة معركته المصيرية والتاريخية، وعلى الذين لا يرون ذلك ان يدركوا جيدا انه ما من معركة في هذه اللحظة غير معركة الشرعية الوطنية والنضالية بهجومها السياسي البارع, معركة الاستقلال بساعته التي تتعالى دقاتها, اعترافا عالميا اثر اعتراف, ويوما بعد يوم اكثر واكثر.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير