أبو مازن ليس من "طينتكم السياسية"... - موفق مطر
افظع مصيبة ابتليت بها هذه الأمة، ظنون زعماء (الجماعات الاسلاموية)- وقادة حماس على رأسهم - ان كل رئيس أو قائد في هذا العالم مصنوع من (عجينة طينتهم السياسية) ينتهج اساليبهم للحفاظ على رأسه ومنافعه الذاتية ومصالحه، وتأمين (الفراطة) لجماعته. فان كان هذا صحيحا لدى محترفي الخداع والمخادعة والنصب باسم الدين والمقاومة.. لكنه لا وجود له اطلاقا عند الذي اتخذ الوطنية والشفافية والصدق والصراحة مع الشعب والاخلاص لمبادئه وأهدافه عقيدة ومنهجا في الحياة والحكم، فقادة حماس يعلمون، وعلمهم يصل حد اليقين، أن الرئيس أبو مازن مدرسة وطنية مكتملة المنهج، تبدأ من المنطلقات الفكرية والأدبيات والأخلاق الوطنية، وتنتهي بمسلكياته الوطنية، لكنهم مكابرون، مصممون على رسم صورة النقيض تماما، ليس من بيئة خيالاتهم المريضة المعادية لقادة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية وحسب، بل تنفيذا لمواصفات (كروكي) نتنياهو الجاهز سلفا.. لا يمنعهم ضمير، ولا يستحون من تناقض هذا الحرام (الجريمة) الذي يرتكبونه يوميا مع شعارات ومصطلحات دينية رفعوها كيافطات بواجهات دكاكينهم و «مولاتهم» الممولة من مصادر متعددة الجنسيات !.
يحتسون الكذب كالماء ويتنفسونه كالهواء، يخادعون انفسهم فيظنون امكان ذلك على الله والناس، يسعون – بأصابع سحرة - الى تفكيك عرى الثقة ما بين الشعب والرئيس، ، ويتسللون في الظلمة لاحراق جسور التواصل بينهما، حتى اذا ما تحقق لهم ذلك - ولن يتحقق- تركوه وحيدا يصارع الجفاف السياسي، تمهيدا لاغتيال سياسي بغير ضجيج !.
أحدث حلقة في سلسلة مؤامرة حماس المصنعة في ِمَحدَدِةِ (نتنياهو) أن الرئيس ابو مازن يساوم على اعادة الاعمار بسحب سلاح الفصائل في قطاع غزة !! فأحمد بحر المُصِر على حمل لقب نائب رئيس المجلس التشريعي بث كذبته هذه (الجريمة) عبر فضائية حماس (الأقصى) يعلم تماما أن الرئيس ابو مازن قد اختار الوحدة الوطنية والمصالحة مع حماس عندما ساومه وخيّره نتنياهو بين السلام وحماس، وأن الرئيس قد اغلق سماعة الهاتف بوجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري عندما سأله ان كان قادرا على العودة لحكم قطاع غزة بعد تدميرها في عدوان الخمسين يوما، ود. بحر يتذكر جيدا ان كانت ذاكرته لم تجف بعد او تنضب، ان الرئيس ابو مازن رفض مناقشة هذا الأمر من الفه الى يائه اثناء المفاوضات مع الاسرائيليين في القاهرة، لأنه شأن داخلي فلسطيني، ومرتبط بتطورات الصراع وحل القضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعليه ان يعرف ان الرئيس ابو مازن ملتزم بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبالقانون الأساسي للسلطة الوطنية الذي نص على شرعية وقانونية الأجهزة ألأمنية ووحدانية السلطة والسلاح، وأن موضوع المقاومة واستخدام السلاح مرتبط بقرار فلسطيني وطني شامل وليس بيد حماس أو أي فصيل أو جماعة، وهنا لا بد من تذكير بحر أن الرئيس ابو مازن لا يساوم أعداء الشعب الفلسطيني، وانما يكافح ويناضل لانتزاع حقوقه، وان رئيسا فلسطينيا يفكر بمساومة الشعب على قضية ما لم يخلق بعد، فالمساومة هذه كانت ومازالت اسلوب حماس لفرض شروطها والأمر الواقع على شعبنا، فحماس تساوم وترهن مستقبل اعادة اعمار غزة، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من مهمامها في القطاع، واعادة سلطة القانون لقطاع غزة، مقابل مخصصات شهرية من السلطة لعشرات الآلاف من عناصر ميليشياتها المسلحين.
ماذا يسمي احمد بحر وضع قيادة حماس صرف الرواتب لعناصرها (بالآلاف) كأحد شروط ايقاف اطلاق النار اثناء الحرب الأخيرة على غزة ؟! أليست هذه مساومة على مصائر وأمن وسلامة وأرواح وبيوت ومقدرات مليوني فلسطيني في قطاع غزة ؟!