الاحصنة الساقطة
لم تخل ساحة النضال الوطني الفلسطيني يوما من احصنة طروادة، لطالما كان هناك العديد منها وبمسميات مختلفة، منذ أن ادرك أعداء هذا النضال وخصومه ان القلاع الحصينة لا تسقط إلا من داخلها، وكانت قيادة النضال الوطني في حركته التي فجرت الثورة المسلحة، قد احسنت تحصين قلاعها في بنيتها التنظيمية، وبالوحدة الوطنية في ساحة النضال الوطني وبالقرار المستقل في معارك الدفاع عن الارادة الفلسطينية الحرة ورؤيتها السياسية وبرامج كفاحها التحرري، وهذا ما أسقط تباعا العديد من تلك الاحصنة واجهض أهدافها الشريرة، والتي كانت دائما ضرب الوحدة الوطنية، وتدمير النضال الوطني برمته ومن خلال نسف قراره الوطني المستقل اولا.
سقطت تلك الاحصنة في مراحل مختلفة، ولكن لم تسقط فكرتها عند اعداء النضال الوطني الفلسطيني وخصومه، ولهذا ما زالوا يحاولونها وفي كل مرة ثمة تسميات جديدة دائما لهذه الاحصنة، وثمة خطابات لها تسعى لتحقيق وجودها على نحو فاعل، ومن ذلك مثلا مزاعم "حمساوية " في تحريض مشبوه يتقاطع ويتلاقى مع التحريض الاسرائيلي، ضد الرئيس ابو مازن، اي ضد الشرعية الوطنية، الدستورية والنضالية، وضد قرارها المستقل، ومن ذلك ايضا بعض المعارك الوهمية التي تحاول النيل من الشرعية وقراراتها وسياستها، المعارك التي تفبرك لحرف بوصلة النضال الوطني، بعيدا عن مجلس الامن الدولي، الذي كما قلنا مرارا اننا ذاهبون اليه من أجل قرار السقف الزمني لانهاء الاحتلال الاسرائيلي.
وفي الوقت الذي يكاد العالم بأسره تقريبا، يقف الى جانب الرئيس ابو مازن في خطابه ومشروعه السياسي لتسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، بشرط تحقيق السلام العادل، فان احصنة طروادة تقف وحدها تحاول مشاغبة لا جدوى من ورائها على هذا الواقع، نعني واقع تفهم العالم لخطاب الرئيس ابو مازن ومشروعه، بدلالة الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين في برلماناته الديمقراطية.
يبقى ان نؤكد انه على المتوهمين والمخدوعين بأحصنة طروادة، ان يقرأوا جيدا تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، خاصة في ملحمة دفاعه عن القرار المستقل، ليعرفوا انه ما كان ولن يكون لهذه الاحصنة حظوظ في ساحة نضالنا، وان مصيرها دائما هو الفشل والسقوط والهزيمة، فلعل بعضهم يخرج من بطون هذه الاحصنة الخشبية قبل فوات الاوان.
رئيس التحرير