أبو طارق.. يا جبل يلد شمسا - موفق مطر
"يا كل من يعشق الأرض، غداً صباحاً الأربعاء بمشاركة الأخ أبو جهاد العالول وهيئة المقاومة واللجان الشعبية وأهالي القرى ودعم الزراعة والاغاثة والتنظيم، وبحضور مؤسسات دولية، وفي اليوم العالمي لحقوق الانسان، سيكون اليوم الوطني لسواعد الارض الساعة العاشرة صباحاً أمام بلدية ترمسعيا معاً لفلسطين حرة".
هذه دعوة زياد ابو عين القائد الفلسطيني الوطني، الصالحة لليوم، والغد، وبعد غد، وما بعده من قادم الأيام، حتى يأتي الصبح الفلسطيني القريب، يزف الينا بشرى يوم الحرية والاستقلال.
تدرج زياد ابو عين في نيل شهادات علم وفنون عشق الأرض، حتى صار قمة جبل لا تهزه رياح، ونال اعلى درجات الشهادة واقفا كنخيل القرية الفلسطينية الوادعة ترمسعيا.
لا ادري ان كان صدفة ام حكمة تلقينا خبر استشهاد اخينا ابو طارق فيما كنا نسجل حلقة من برنامج حكاية صورة لفضائية عودة مع مؤلف رواية ( الشمس تولد من الجبل ) موسى الشيخ ومحمد البيروتي، فمع خبر الموت كان فدائي من اوائل صناع العز والكرامة والثورة لشعبنا يتحدث عن بعض فصول ووقائع "ولادة الشمس من الجبل" فقدر الشعوب المناضلة المكافحة وقانونها أن الموت يشد لها الحياة من رحم المعشوقة (الأرض)، وأن الحياة لوطن حر تتطلب قبول قانون الموت من اجل ارضه المقدسة طواعية، وربما بكل هدوء احيانا.
أثبت زياد ابوعين أن الجبل الذي يلد الشمس،لا يحجبه جدار امني، استيطاني وعنصري، وان الرئيس والمواطن جبهة واحدة لمقاومة ارهاب دولة الاحتلال والاستيطان، دولة الجريمة ضد الانسانية، وجرائم الحرب، وبرهن استشهاده ان الفلسطيني الوطني هو الذي يعطي الأرض عمره، والقضية عقله وقلبه، حتى لو طغى المحتلون على نبضه وتكبروا واستكبروا، فالحب للوطن سيبقى اكبر وأعظم.
كنا معا في بعض مواقع فعاليات المقاومة الشعبية، وصعدت روحي للسماء ثم عادت لجسدي في قرية (كفرقدوم) يوم حول المحتلون فضاء القرية المناضلة الى سحاب من الدخان الخانق الحارق، الذي آخر ما يمكن القول عنه "مسيل للدموع" فهؤلاء الغزاة يتفنون في تعذيبنا واذاقتنا سكرات الموت، فيقتلونا على عدة صور: مخنوقين، محروقين، اشلاء، وفي احسن الأحوال يغتالون احلامنا الساكنة في ادمغتنا او قلوبنا برصاصة واحدة.. وأستطيع القول لأبي طارق وأنا على يقين، ان روحك ستبقى معنا وبيننا، وسنبقى نلبي نداءها معا من اجل فلسطين حرة.
نم قرير العين يا ابا طارق، فلك في كل قرية من قرى المقاومة الشعبية (باب الشمس) و(عين حجلة)، و(الكرامة) و(المناطير) عينا تسقي نخلة او زيتونة، وجبلا يلد شمسا، حتى تصبح فلسطين ارض الزيتون والنخيل المقدس، وسماء الشموس المقدسة الطالعة بشعاع الحرية على العالم أرض السلام..يحلق في فضائها الطير، ويمضي في سهولها الانسان حرا بلا فزع او رعبا من اكلة لحوم البشر.