رحل الذي كان يملأ فضائنا بالحيوية والام - باسم برهوم
لا احد يستطيع ان يجاري زياد ابو عين في اندفاعه، ولا اعتقد ان اليأس قد تسلل اليه يوماً او تمكن منه، كان دائم التفاؤل، دائم الحركة لا يهدأ ولا يعرف الكلل او الملل، مناضل
وطني بالفطرة تلقائي كان يملأ فضائنا، فضاء فلسطين بالحركة والحيوية والامل.
في كل المناسبات، التي جمعتنا، وهي كثيرة، على هذه الرقعة الصغيرة من الوطن، كان زياد يحمل في جيبه خطة للتحرك، يخرجها ويعرضها على الجميع، وبحماس يحاول اقناعنا بها، في كل مرة كنت اتساءل من اين له الوقت ليكتب هذه الخطط وهو يومياً وعلى مدار ساعات النهار والليل يتحرك من موقع مواجهة الى اخر مع جيش الاحتلال ، او في اجتماع نظيمي او جماهيري، او يهاتف الاسرى للاطمئنان عليهم او يطمئنهم على أسرهم.
حياته لم تكن محطات نضالية، بل محطة نضالية واحدة متواصلة، لم تتوقف الا عندما فارقنا. لقد استشهد زياد في المكان والموقع الذي كان يعتبره نمط حياة ، استشهد بالميدان ، ميدان المواجهة الاول مع الاحتلال الاسرائيلي.
سمعت وقرأت عنه للمرة الاولى في نهاية الثمانينات عندما ابعدته الولايات الامريكية عن اراضيها وسلمته الى اسرائيل، اذكر كم من التقارير والمقالات كتبنا عن هذا المجهول بالنسبة لنا، لكنه فرض اسمه وصورته وقضيته على الجميع، اخذ مكانه باندفاع واصرار في ملحمة النضال الوطني المستمر.. انه زياد ابو عين.. من منا لا يعرفه؟
غادرتنا ايها الصديق مبكرا قبل ان تصل خطتك الى نهاياتها، لكننا نحتفظ بها، كنا مقتنعين بها في حياتك ومقتنعين بها اكثر بعد استشهادك ايها الفارس الفلسطيني .