الزهار والبردويل وداء الخوف من الوطن ! موفق مطر
افزعه احترام الشعب الفلسطيني لقائد وطني اعطى الأرض عمره، وشجر الزيتون نبض قلبه، فأخرج لسانه المتسلح بتعاليم ومفاهيم نكران الآخر في الوطن، واطلق سهامه السامة المصبوبة على شكل سؤال: ماذا قدم زياد ابو عين للقضية الفلسطينية ؟!
يرتعب محمود الزهار المصاب بداء الخوف من (فتح) والوطن ومن علم فلسطين على نعش المناضل الوطني الفلسطيني! ترهبه روح الجسد المرفوع على هامات عشاق الأرض والمنتمين لها ولهوية شعبهم وثقافته الوطنية والقومية، فهؤلاء التائهون، الهائمون في دروب وزواريب الجماعة، الجاهليون والمتجاهلون، الرافضون معنى العلم والوطن، والأرض والقسم على تحريرها، والانتماء لها باعتبارها الأصل، ما زالوا كاخوة يوسف، لا يرقى تفكيرهم و(عالمهم) عن قاع البئر الجاف، وجوفه المظلم، تحكمهم العدائية، والحسد من عشق الوطنيين لأرضهم وعلمهم وشعبهم، وحب وتقدير واحترام الشعب للمناضلين المخلصين، الصادقين الأوفياء.
باح سؤال الزهار بالأمس حول عطاء المناضل الوطني ابو عين، بحجم الكراهية ومبلغ العدائية الكامنة في نفسه، وخطورة المفاهيم والتعاميم الناظمة لطبيعة العلاقة بين حماس ومكونات الوطن، فبدت لنا حماس كما يقدمها الزهار وتياره دائما، جماعة منفصلة تاريخيا وثقافيا وزمانيا وحتى مكانيا عن الوطن، هم فلسطينيون أبا عن جد ولكن في الوثائق الرسمية فقط، يشتغلون بمطارق التغريب، وينكرون على الفلسطيني عشق وطنه بأبهى صور الابداع، واجمل لوحات الخواتم للحياة، يقرأون لكنهم لا يفقهون، يعرفون لكنهم يحرفون، الحقيقة بين ايديهم لكنهم يزيفونها، ويحاولون اخفاء نورها حتى لا تنكشف عوراتهم.
يسأل الزهار: ماذا قدم ابو عين للقضية الفلسطينية؟ وهو بهذا السؤال يستصغر قيمة الانسان الفلسطيني، ويسهل على دولة الاحتلال اخراج مبررات قتله، ويساهم بما ملكت جماعته في منع وصول رسالة الشعب الفلسطيني للعالم، فأبو عين بات رمزا من رموز المقاومة الشعبية السلمية، رمز مقاومة الزيتون وتربته وصخره، ولا يستفيد من تحقير واستصغار هذا الاسلوب في المقاومة، او التشكيك بجدواه الا جهتان الاولى: غزاة أرضنا، يغتصبونها بقوة الاحتلال، لاحلال المستوطنين مكان اصحابها الفلسطينيين الأصليين، ووليد المشروع الصهيوني اسرائيل هو المستفيد الأول، أما الآخر فهو توأم هذا المشروع، الأفظع والأخطر، والأشد فتكا بوجودنا، وهم اتباع ( الجماعة ) غزاة عقيدتنا وفكرنا وثقافتنا، وهويتنا، هم مقدسو مصالح الجماعة، الكافرون بعقيدة الوطن، فهؤلاء ليس الشقيق أو الصديق الحميم للغزاة كما حدث بذلك رئيس الجماعة محمد مرسي وحسب، بل هم جماعته في جبهتنا الداخلية، يفتحون فيها الثغرات في النقاط الاستراتيجية لينفذ الذين ارادوا محونا عن الخارطة الجغرافية والسياسية الى، مخازن وعينا ليدمروها بفايروسات أطلقوا عليها اسماء دينية مقدسة، وليقطعوا نسيج الشعب الفلسطيني، ويهلكوا خيوطه الطيبة القوية الطبيعية ويستبدلوها بأخرى مستوردة، ولا أوهن!!. فالأول يتمنى ان يستيقظ فيجدنا قد غرقنا في البحر، أما الآخر فيعمل على نحر مستقبلنا على أرضنا، بجعل حياتنا على ارضنا بمثابة رهان خاسر لا رابح فيه الا الموت العبثي والدمار المجاني، والا لما قال صلاح البردويل وهو من الجماعة: "ان حماس قد ثبتت الهوية الاسلامية لفلسطين" متشاركا مع ( صديقه الحميم نتنياهو) بمبدأ الدولة الدينية، في عز زمن كفاحنا التحرري الوطني، وعز اعتراف العالم بنا كدولة ديمقراطية، فالبردويل كما الزهار ينكر علينا انتماؤنا الوطني، وحقنا في وطن للجميع، ويطمئن نتنياهو بأن حماس معه على الخط بتحويل الصراع الى ديني..ليكون الفائز الوحيد هم المتطرفون هنا ناطقون بالعربية وهناك ناطقون بالعبرية !.
اقرأ، يا د. محمود الزهار، فقد تعرف وتعلم وربما تتعلم ان احسنت القراءة والنوايا ماذا قدم المناضل ابو عين لوطنه فلسطين، اقرأ حتى لو كان الكافر بدين الوطن لا يعقل، واعلم يا سيد بردويل، ان الفلسطيني المسيحي يذود عن الأقصى اولى القبلتين بروحه، وان الفلسطيني المسلم يحمي مهد المسيح وكنيسة القيامة، وان الفلسطينيين السامريين بني اسرائيل الحقيقيين يجاهرون بفلسطينيتهم وعشقهم لوطنهم فلسطين، فكلنا مثلنا كمثل آدم خلقنا من تراب فلسطين، التي لن نمن عليها بالعطاء حتى لو طلبت اغلى وأقدس ما نملك. أما المخلوقون من (مارج) الجماعة، فلا وطن في عقولهم، لأنها من طبيعة النار.