"عصافير" الحاوي الاسرائيلي
في جعبة الحاوي الاسرائيلي ثمة "عصافير" دائما، وبالمعنى والواقع الذي يعرفه الاسرى الابطال جيدا، " العصافير" الوشاة والجواسيس الصغار، الذين يتلبسون ثوب المناضلين في زنازين معتقلاته لعلهم يتحصلون على اعترافات من الاسرى الذين عجز السجان عن انتزاع اي اعتراف منهم.
وخارج هذه الزنازين ثمة "عصافير" اخرى لهذا الحاوي، تعشعش في مواقع الكترونية عديدة، ومثل عصافير الزنازين، تتلبس هذه ايضا ثوب المناضلين وخطاباتهم، لعلهم يستطيعون التشويش على الخطاب الوطني الفلسطيني، ومشروعه السياسي تحديدا في مثل هذه المرحلة.
ولأن المشروع السياسي الفلسطيني الذي بات عربيا، قد قطع شوطا بعيدا في الطريق الدولية، بعد ان تعزز باعترافات معنوية بدولة فلسطين من عديد البرلمانات الاوروبية ودول اميركا اللاتينية، فان مهمة "عصافير" الحاوي الاسرائيلي، تتلخص في مثل هذه اللحظة بالتشكيك بالمشروع الوطني الفلسطيني والطعن به، وبتصعيد حملة التحريض المحمومة ضد الرئيس ابو مازن ...!!!
وللتوضيح فان الحاوي الاسرائيلي الذي نعنيه هنا، ليس بالضرورة هو الحاوي التقني المخابراتي بعلاقاته المباشرة، بل نعني تقاطع المصالح ايضا، وربما توارد الخواطر كذلك، لأن " القلوب عند بعضها " كما يقول المثل الشعبي، وهي هنا قلوب الكراهية والمناهضة للمشروع الوطني واصحابه، وتوارد الخواطر يبدو واضحا، خاصة في هذا التقارب المعيب، بين كلمات وعبارات التحريض الاسرائيلية والاخرى الحمساوية، والثالثة " العصافيرية "، ضد الرئيس ابومازن، بل كأنها واحدة وتصدر من منبع واحد ..!!!
لسنا قلقين من كل هذا الاصوات المطعونة بكراهيتها وقصر نظرها، لكننا ونحن نشير اليها، فمن اجل ان نوضح اننا لو لم نكن على الطريق الصحيحة، طريق النضال والمقاومة الحقة، لما كان هناك عصافير من هذا النوع، فالحسن كما يقال يظهر حسنه الضد .
ومن المؤكد أن ثمة امرا اخر تمليه علينا وطنيتنا، وهو ضرورة وضع النقاط على الحروف في هذا الاطار لبعض هذه " العصافير " وخاصة عصافير توارد الخواطر وتقاطع المصالح تحديدا، فلعلها تهتدي لعشها الوطني، لتغرد هنا بالنشيد الوطني نشيد الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة، والتي زرع قبل ايام بعض زيتونها بروحه الطاهرة، الشهيد زياد ابو عين .
ما نريد التأكيد عليه في خاتمة هذه الكلمة ، انه لاصوت يعلو الان على صوت الدولة، في مشروعها التحرري الذي يتقدم الان بالخطى الواثقة تماما، نحو مجلس الامن الدولي وهو معزز بزيتونات المقاومة الشعبية، وبخطاب الحق والحقيقة، الذي هو خطاب الشرعية الوطنية، الدستورية والنضالية، بمصداقيته الواضحة، وارادته الحرة، وقراره المستقل .
رئيس تحرير الحياة الجديدة