الدعشنة تحت مسمى انتفاضة- حافظ البرغوثي
عرضت وسائل الإعلام الدولية حتى الآن فظائع داعش ضد الازيديين والمسيحيين وتحدثت فقط عن فظائعها ضد أهالي الموصل والأنبار وهم كلهم من السنة حيث دمرت قرى وذبح أبناء العشائر كالدجاج، ومنذ بدء الحملة ضد داعش في العراق وسوريا تعرضت قرى وعشائر سنية للإبادة والحرق والتهجير القسري في محيط بغداد ومحافظة ديالى من قبل ميليشيات الحشد الشعبي التابعة لأحزاب شيعية عراقية وبيعت ممتلكات هؤلاء من سيارات ومواش وأجهزة وأثاث في أسواق عراقية ولا نعرف إن جرى سبي النساء والأطفال لكننا نعرف انه جرى إعدام رجال واغتصاب نساء.
لا يجوز تحت مسمى مكافحة داعش إطلاق يد دواعش وفواحش شيعية ضد السنة الذين اكتووا بداعش أولاً وكما حدث في سوريا حيث اكتوى أبناء الشعب السوري من شبيحة النظام أولا اكتووا أيضاً من بعض عصابات المعارضة التي نهبت وجوعت واستغلت واغتصبت وحرقت ودمرت. والمشهد نفسه يتكرر في العراق.
بعض الذين يتحدثون عن وجود خلايا داعش في غزة أو الضفة إنما يختلقون مثل هذه الأمور لأسباب أخرى.. فالاحتلال هو الأكثر حديثاً عن هذه الأمور.. وأيضاً ظهرت في غزة بيانات باسم داعش ووقعت أعمال كالاعتداء على منازل كوادر من فتح في غزة.
وهذا يشير إلى أن هناك تياراً في حماس يخشى من داعش واستبق الأمور واختلق تنظيماً وهمياً اسمه داعش حتى لا تظهر داعش حقيقية لأن داعش ليست تنظيماً مركزياً مسيطراً عليه. وبدأنا نسمع عن خلايا داعش في الضفة أيضاً وفقا للاحتلال وتهويل قادة إسرائيل من داعش مع أنهم يقيمون علاقات وثيقة مع دواعش سوريا سواء من الجيش الحر أو النصرة أو غيرها ويقدمون المساعدات والمال إليها ويعالجون جرحاها.
ثمة من يخطط لدعشنة الوضع الفلسطيني تحت مسمى انتفاضة ثالثة أي بدون داعش. لأنها المخرج بالنسبة للاحتلال من الحصار السياسي الذي بدأت إسرائيل تعانيه دولياً ويضيق الخناق عليها، ولا يكفي أن نقول ان هناك مخططاً لهذا الهدف بل علينا إعادة النظر في الوضع الداخلي برمته وشد «البراغي» بعد التراخي والسبهللة التي بدأت تتسلل إلينا، فبدلاً من الركون إلى النميمة والصمت أمام الإشاعات الذميمة ورصد الألسن وتصيد الكلمات علينا إطلاق الحوار الحر والنقاش المفتوح والنقد البناء حتى نتجنب نمو «دمامل» بشرية خبيثة بيننا. فمقاومة أعداء الديمقراطية هي بالمزيد من الديمقراطية.