شائعات الادوات واكاذيبها
الشائعات والاكاذيب والاخبار الملفقة، والتشكيكات المدفوعة الاجر، باتت اليوم على الصعيد الاعلامي، أبرز اشكال الحرب الاسرائيلية ضد المشروع الوطني الفلسطيني وقيادته بحراكها السياسي والدبلوماسي.
صغار الادوات في هذه الحرب بمواقعها الالكترونية " العصفورية " ذاتها، بعربيتها المغربنة، وفلسطينيتها الغائبة، هي الاكثر حماقة في هذه الحرب، من حيث ان فبركاتها واكاذيبها مكشوفة وبلهاء الى حد بعيد، ولاترى بل ولاتعرف هذه المواقع اي شيء عن المعايير والشروط المهنية التي بوسعها ان توفر حين احترامها، المصداقية لما تكتب وتبث من انباء وتقارير وتعليقات وتحليلات، تزعم انها سياسية ونقدية، وهي ليست اكثر من تسجيلات لمواقف مدفوعة الاجر، واخرى ليست اكثر من محاولة لقلب الحقائق وتزييف الوقائع، وبثها لاخبار لاصحة لها على الاطلاق، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، الخبر الذي نشره احد هذه المواقع عن لقاء لصائب عريقات مع وليام بيرنز، ومارتن انديك وقالت انه جرى قبل الذهاب الى مجلس الامن، من اجل تعديلات على مشروع القرار الفلسطيني العربي, ولم يكن ثمة احد تحدث عن هذا اللقاء المزعوم في اية وكالة انباء محترمة، لأنه في الحقيقة لم يجر اطلاقا وانباء اخرى لهذا الموقع ومواقع اخرى " حليفة " بالتمويل ولاشيء سواه، حاولت التشويش على خطوات تقديم مشروع القرار الفلسطيني العربي الى مجلس الامن الدولي والتشكيك بمحتواه وجدواه ، ثم راحت بعد فشل مجلس الامن الدولي في تبني مشروع هذا القرار، بسبب التغييب القسري المقصود للصوت التاسع، تحاول تصوير هذا الفشل بأنه فشل فلسطيني، وكأن لفلسطين سطوة تلك الدولة التي غيبت ذلك الصوت ..!!
وينسى هؤلاء بل ويتناسون عن سابق قصد وتصميم، ان القيادة الفلسطينية لم تكن تراهن، ولن تراهن وهي ستواصل الذهاب الى مجلس الامن الدولي، على عصا سحرية من هذا المجلس، تجعل من مشروع القرار الفلسطيني العربي قابلا لتحقيق اهدافه لحظة تبنيه، ومن خطب الرئيس ابو مازن ومواقفه الواضحة والصريحة بوسع العدو قبل الصديق، ان يدرك ويصدق ان القيادة الفسطينية لا تتعامل مع الاوهام، ولاتراهن على اية معجزات، سوى معجزة شعبها الواقعية والمتحققة اصلا في صموده وصلابة ارادته الحرة واصراره على المضي قدما في طريق الكفاح الوطني، واليوم عبر المقاومة الشعبية السلمية، المقاومة التي باتت شجرة الزيتون احدى راياتها العالية، حتى انتزاع كامل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال .
واكثر من ذلك فان القيادة الفلسطينية في هذه المعركة السياسية والدبلوماسية لم تكن تتوقع حتى مع الاصوات التسعة، مرورا سهلا لمشروع القرار الفلسطيني العربي وذلك " الفيتو " كان من بين ابرز حساباتها، لكنها المعركة السياسية التي لا بد من خوضها لنراكم المزيد من معطيات الاعتراف الدولي بحقيقة فلسطين وضرورتها كدولة من اجل الامن والسلام والاستقرار في الشرق الاوسط، ومن حساباتها ايضا اننا سنمر بمرحلة واوضاع بالغة الصعوبة، غير انها ليست المرة الاولى، وثمن الحرية لم يكن يوما ثمنا بخسا، وهذا ما يعرفه شعبنا اكثر من غيره وهو في دروب الكفاح الوطني منذ اكثر من خمسين عاما، فهو يعرف ان هذه الدروب ليست صعبة فحسب بل ومكلفة ايضا، وعلى كل صعيد، شهداء وجرحى واسرى، وحياة شائكة طالما بقي الاحتلال في ايامه وفوق ارض بلاده، لكن شعبنا وتاريخه النضالي، تاريخ تضحيات وبطولة، وبقيادته الوطنية، لم يعد في وارد حسابات الوهم ولا حسابات الربح والخسارة في اطرها المادية ولا في وارد حسابات التردد او التراجع ابدا، والكرامة في المحصلة، الكرامة الشخصية والوطنية معا، بوسعها ان تنتزع لقمة الخبز انتزاعا وإن كان بصعوبة، لكنها الصعوبة التي تستحقها الحرية، وعلى هذا فان رهانات صغار ادوات حرب الفبركات والاكاذيب والشائعات الاسرائيلية في اساسها ومصدرها، ليست الا رهانات الضغينة باحلامها المريضة والتي لن تنال ابدا من معنويات شعبنا وإرادته الحرة واصراره على مواصلة طريق الكفاح الوطني حتى بلوغ سدرة منتهاها، حيث الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، وهذا هو عين قرار قيادته الوطنية الشرعية واساس برنامج عملها على كل صعيد.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير