ممارسات حماس في غزة - عدلي صادق
لاقى هجوم حمامسة، على البنوك في غزة، استنكار بعض قادة الحمساويين وتوصيفاً من قبلهم، لهذا السلوك، من خلال منشورات على صفحاتهم الشخصية للتواصل، قياساً قاعدة الشرع والخُلق الإسلامي. لكن الممارسة وقعت وما زالت تقع، وهي تقدم صورة حقيقية عن واقع الحال في غزة. أما ما يكتبه قادة حمساويون على صفحاتهم؛ فلا يعدو كونه تبرئة فردية للذات لن تغير شيئاً من هذه الممارسات التي يدفع اليها مشبوهون، تعرفهم حماس جيداً وهم من داخلها وإن كانوا عبئاً عليها، وأسسوا لأنفسهم عصبية ميليشياوية في إهاب الأمن والضبط!
ما يجري الآن، هو تصعيد حمساوي ضد المجتمع، ولا وصف له غير ذلك، حتى ولو كان أربعة أخماس الحمساويين لا يوافقون عليه. ونقولها عن قناعة، إن من يدفع الأمور في غزة الى المزيد من الاحتقان، لن يفعل ذلك دون أن يكون لديه رهان على ملاذ، لا هو وطني ولا هو إسلامي. وننصح الحمساويين المعنيين بالمجتمع الفلسطيني وأهدافه؛ أن يتحلوا بالشجاعة وأن يواجهوا هذه الرزية وهذا الورم الخبيث الذي سيدفع ثمنه الفلسطينيون الحمساويون جميعاً. إن غزة لم تعد تحتمل المزيد من هذه المشاهد السلطوية البذيئة، وبعضها كان يخجل العدو نفسه من ممارسته. فعندما تدخل هذه الممارسات على خط لقمة خبز الناس، تصبح المصارحة واجبة، وتصبح محاولات التنصل من أفعال شائنة، يضطلع بها ممتشقون لسلاح حماس ورمزياتها؛ ضحكاً على النفس وعلى الآخرين.
ليس أسهل من الإعلان عن حل حكومة الوفاق والتنصل من هذه المتاهة. لكن لا أحد معني بمفاقمة الأمور، ولا بتوريط حماس بحمل أعباء المرحلة. فالسلطة الوطنية معنية بحمل هذه الأعباء بمشاركة الجميع وبإسهاماتهم الإيجابية، أما حمل عبء حماس وصولجانها وجيشها وتفردها، فهو غير وارد إطلاقاً. فهل ينجح المستنكرون الحمساويون للسلوك الشائن، في انصاف أنفسهم وكبح جماح من يفسدون في الأرض، باسم المقاومة التي هي منهم براء؟