(دحلان كيشوت ).. فروسية الطباشير 2-2 - موفق مطر
هنيئا لقادة دولة الاحتلال اسرائيل, فتعبهم على تهيئة واعداد شاهد براءتهم من جريمة البؤس والفقر والامراض الاجتماعية والنفسية التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني لم يذهب سدى، (فالدحلان كيشوت) الذي يقدم نفسه قائدا وفارسا قد قالها في اليوم السابع, ليستوي نتنياهو على العرش بأمان !. فالنكبة والاحتلال والاستيطان والحروب والمجازر،والحصار والتدمير، والتشريد والتجويع, والقمع والتنكيل،والتهويد،والتمييزالعنصري،وكل ما اصابنا من دولة المشروع الصهيوني كذبة كبرى! وتهم ألفناها من خيالنا وألصقناها (باسرائيل ) الوديعة المسالمة المسكينة !!!!!ومن يدري فقد يخرج النائب ( النائبة ) افيغدور ليبرمان ليطلب شهادة البراءة لمجرمي الحرب الاسرائيليين من صديقه النائب ( النائبة ) دحلان امام محكمة الجنايات الدولية ! فبالعودة الى حوار دحلان المنشور في جريدة اليوم السابع المصرية, نكتشف (الدون كيشوتية ) الطافحة اذ رد على سؤال حول رؤيته الاوضاع على الساحة الفلسطينية في الوقت الحالي ؟ واجاب حرفيا كما نشر في العمود الثاني « وصلنا لمرحلة لم يمر بها الشعب الفلسطيني في تاريخه على المستويات السياسية والميدانية من بؤس وفقر وتفشي امراض, وهي ليست امراضا صحية بل اجتماعية ونفسية, لم نكن مررنا بها طوال فترات الاحتلال منذ عام 48 وحتى الان, وسبب ذلك حركة حماس والرئيس ابو مازن « !.
لو اردنا مناقشة كل جملة او كلمة (شخبطها ) دحلان بطبشورته (الشخصية ) على (لوح اخضر ) وتمادى فيها بهجاء الرئيس ابو مازن والسلطة القضائية المغيبة ومنظمة التحريرها التي وصفها بالجثة الهامدة و(فتح المدمرة)، والمؤسسة الامنية الشبح الوهمية, وكال المديح لنفسه وجماعته, فقد نحتاج لعدد خاص من بضعة صفحات, لكنا سنكتفي بتشبيهه بشخص يتلذذ بانشاد التناقض الفج, وسنكتفي بزلة لسان بينت كل المخبوء, وفشله في المناورة رغم حرصه, فقد اعترف ببناء مصالح خاصة مع اسرائيل, مدعيا انها من استحقاقات الاتفاق السياسي معها ايام الرئيس ابو عمار, اذ رد على سؤال اليوم السابع: "لماذا انت متهم دوما بالتعامل والتعاون مع اسرائيل" فاجاب: "حينما كنا في المؤسسة الامنية في زمن عرفات –رحمه الله- كنا نعمل مصالح مشتركة مقابل دفع اسرائيل لان تتراجع وتتنازل وتنسحب من مناطق بالضفة الغربية, وهذا كان جزءا من الاتفاق السياسي, وليس قطاعا خاصا لدحلان, او لمن كانوا يتعاملون في المؤسسة الامنية"!!
انسحب دحلان وشركاؤه الخصوصيون جدا الذين عملوا على بناء هذه المصالح (الخاصة المشتركة )،وفروا بجريمتهم هاربين من العدالة والقضاء الفلسطيني, لكن الاحتلال الاسرائيلي في الضفة مازال يقضي ويستند على المصالح المشتركة التي تمت اثناء مهمة دحلان, اما في غزة فقد اعيد انتشاره، وهو يعلم لماذا نفذ ابو صديقه الحميم (عمري شارون) اعادة الانتشار والانسحاب الاحادي لجيشه ومستوطنيه من مدن وقرى القطاع, وحاصره برا وبحرا وجوا, دون اتفاق مع السلطة الوطنية والمؤسسة الامنية التي كان مسؤولا عنها دحلان ذاته حينها، الا اذا مسح ماقاله قبل تحالفه مع حماس, بان غزة مازالت تحت ولاية دولة الاحتلال حسب القانون الدولي !.
لا مقارنة بين هامة وقامة وزعامة وقيادة واقعية, واسم (محمود ) يكتبه الشعب الوفي لعطائه واخلاصه وصدقه بنجوم السماء, عاليا لامعا هاديا, وبين شخص مسكون بجن الوهم, يكتب روايته الذاتية والشخصية بالطباشير، فيما اسمه محفوظ على لوح ولائحة الجريمة.
اختلق الاديب الاسباني ميغيل دي ثيربانتس سابيدرا شخصية (دون كيشوت دي لا مانتشا ) بطل روايته العالمية التي حملت اسم البطل الذي صدق كل ماقرأه في روايات الفروسية رغم انها من وحي الخيال. وترك بيته بعدما فقد عقله من قلة النوم، ومحاورة فرسان كان يرى فيهم ذاته ! وشد الرحال يبحث عن المغامرات، واستخدم عبارات متناسبة مع عصر الفرسان، واستطاع بقدرة استثنائية على التخيل تحويل العالم الحقيقي الى صور تتناسب وخياله الجنوني, حتى نصب نفسه فارسا, معتقدا بواجب محاربة العمالقة !. فقاتل طواحين الهواء برمحه التي اوهم الناس انها شياطين عملاقة وجب قتلها, اما دحلان فهو النسخة الواقعية من شخصية دون كيشوت الخيالية ؟!