الاحتلال يفجر منزل الشهيد فادي جمجوم في مخيم شعفاط    الصحة العالمية: الوقود في مستشفيات جنوب قطاع غزة يكفي لثلاثة أيام فقط    انتشال 49 شهيدا حتى الآن من مقبرة جماعية ثالثة تم اكتشافها داخل مجمع الشفاء    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34844 شهيدا وأكثر من 78404 إصابات    الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود لـ"الأونروا"    مدفعية الاحتلال تستهدف مبان سكنية وسط مدينة رفح    الشيخ: نرفض أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح    الاحتلال يهدم أربعة مساكن في الجفتلك شمال أريحا    موسكو تطالب بـ"امتثال صارم" للقانون الدولي فيما يتعلق بتوغل الاحتلال في رفح    مع دخول العدوان يومه الـ215: عشرات الشهداء والجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    الاحتلال يعتقل 30 مواطنا من الضفة ما يرفع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى 8640    الاحتلال يعيد فتح معبر كرم أبو سالم التجاري ويواصل اغلاق معبر رفح    بسبب المقاطعة: تراجع أرباح شركة "أمريكانا للمطاعم"    السلطات الإسرائيلية تباشر هدم 47 منزلا في النقب داخل أراضي الـ48    بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى  

بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى

الآن

فيديو- ميدان اللسان- معن ياسين

 

شاعران اثنان وسط ساحة مضاءة، صفوف متقابلة تقترب أكتاف من فيها لتنحني ظهورهم من أعلى الى أسفل، ضاربين أيديهم كفا بكف كلما اشتدت المعركة في مشهد استعراضي.

 في هذا النزال لا حاجة لسلاح، كل ما يلزم شاعران ومحفزون على الشمال وعلى اليمين لكلمات تلقى ارتجالا في ميدان "الحداية".

"الحداية" من الفنون الشعبية الفلسطينية، يتبادل فيها الشعراء كلماتهم من خلال مقاطع صوتية قصيرة أثناء مشاركة جماعية من الحضور الذي ينقسم منحازا كل قسم منه إلى شاعر من شعراء المواجهة.

يقول موسى حافظ وهو شاعر من شعراء الحداية"، إن هذا الفن القديم كان يستخدم في كافة المناسبات، وكان الحادي صاحب مكانة عالية جدا بالمجتمع، كيف لا وهو من يتحدث بصوت الناس وما زال.

ويضيف: "كانت كل بلد تعتز بشاعرها، لدرجة أن الشاعر يكنى باسم بلده قبل عائلته، مثلا الحطيني لحطين والعراني لعرانة والعرابي لعرابة والبوريني لبورين".

كلما اتجهت نحو شمال فلسطين يتسع انتشار هذا الفن الشعبي، الذي يتركز في مدينة جنين منذ مئات السنين حيث تكاد لا تخلو قرية في جنين من شاعر شعبي.

"تركيز الشعر الشعبي في شمال فلسطين يعود للمناخ والجغرافيا، حيث أن الشعر يحتاج لمناخ معتدل وطبيعة جميلة، وهذا ما يتوفر في جنين بالتحديد ومناطق الشمال الفلسطيني بشكل عام" يقول موسى.

تناول شعراء الحداية العديد من المواضيع التي تعكس الواقع الفلسطيني في كافة مناحي الحياة، السياسية والاقتصاد والاحتلال والعمل.

الباحث والشاعر شعبي نجيب صبري يقول: "الشعر الشعبي لم يترك شيئا إلا وتحدث عنه، الاحتلال وممارساته اليومية، وغلاء الأسعار والمهور، وعن مواسم الحصاد والزيتون وقطاف الثمار. نستطيع أن نعتمد على الشعر الشعبي في أرشفة ذكريات هذه البلاد وتراثها".

في الثلاثينيات من القرن العشرين، أخذ فن "الحداية" يمتد إلى كافة أرجاء فلسطين، حتى لمع في تلك الفترة العديد من الأسماء، منهم: عساف البرقيني، وأبو سعيد الحطيني، وأبو شكيب الحطيني، وأبو الأمين الريناوي، ومحمد الأسدي.

كما برزت بعض أسماء الشعراء في فترة الثمانينيات والتسعينات مثل: إبراهيم العراني، وأبو جاسر الحفيري، وأبو بسام الجلماوي، وأبو جمال العجاوي، وأبو خالد الكفرعاوي، وراجح السلفيتي، ومحارب ذيب.

لم يكن الشاعر الفلسطيني بعيدا عن ما يجري في البلاد، وكان لبعضهم دور مهم في الحياة النضالية، مثل نوح ابراهيم الذي كان ثائرآ استشهد على يد الإنجليز في فترة الأربعينيات.

يضيف نجيب صبري: "عناوين المحاورات كانت مرتبطة بالبيئة التي يسكنها الشاعر، لأن الشاعر ابن بيئته وكانت عناوين المحاورات تجذب الحضور والمشاهدين، ومن هذه العناوين السمراء والبيضاء، والفلاحة والمدنية، والسيف والقلم  والخيل والجمل، والزيتون والنخيل، وغيرها".

ما زال الشعراء الشعبيون يحافظون على نفس النكهة التاريخية التي جعلت من هذا الفن عنوانآ هاماً من عناوين التراث الفلسطيني. الشاعر يتحدث بلسان الناس وينتظر من يتحدث بلسانه لإعادة تسليط الضوء على فن فلسطيني بامتياز.

Za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024