الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس  

"فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس

الآن

نلعب ونتعلم - د. أسامة الفرا

لسنا بحاجة لإجراء استطلاع للرأي يستهدف طلاب المدارس في مراحل التعليم الأساسية كي نكتشف أن الغالبية من الطلاب لديهم نظرة سلبية تجاه المدرسة، والنظرة السلبية تتفاوت بين الطلاب حسب مستوى تحصيلهم العلمي، وقلما نجد من بينهم من يمتعض عندما تغلق المدرسة أبوابها حتى وإن كان الاغلاق طويل الأمد، هذه النظرة السلبية بقيت على حالها في مدارسنا منذ أمد طويل، رغم التطور المذهل في التقنية التعليمية إلا أنه يبدو أننا ما زلنا نعشق القديم منها المعتمد على اسلوب التلقين وحشر المعلومة في عقول الطلاب رغماً عنهم، وهو الاسلوب الذي تخلى العالم عنه منذ عقود عدة، ما زلنا نتعامل مع الطالب باعتباره وعاء لا بد أن نملأه بالمعلومات، ومقياس التفوق لدينا يعتمد على قدرة الطالب على استرجاع المعلومة على كراسة الإجابة في الامتحانات، وبالتالي العملية التعليمية لدينا تكاد تقتصر على تخزين واسترجاع المعلومة، وهو الشيء الذي يفعله جهاز حاسوب صغير بقدرة تفوق آلاف المرات قدرة العقل البشري. العلاقة بين الطالب والمادة العلمية لا تنبت من طبيعة المعلومات التي تتضمنها المادة بقدر ما تعتمد على العلاقة بين الطالب ومعلم المادة، المعلمة "منال مطر" في مدرسة القاهرة الإبتدائية في مدينة غزة تدرك هذه القاعدة، وبالتالي راحت تبحث عن اسلوب تعليمي تشيد من خلاله جسور المحبة مع طالباتها وتخرج به عن النمط التقليدي للتعليم، حيث لجأت إلى وسائل تعتمد على الجانب الدرامي والترفيهي والتربوي لتنشيط الطالب أثناء الحصة التدريسية، الذي مكنها من امتلاك محبة الطالبات لها وهو حجر الزاوية في العملية التعليمية، وسبق للمعلمة أن وضعت أفكارها حول التدريس النشط داخل المدارس في كتاب حمل عنوان "يلا ندرس يلا نلعب"، لا يمكن لنا أن نتخيل حجم الملل والضجر الذي ينتاب أطفالنا في المدارس الإبتدائية ونحن نجبرهم على تخزين المعلومات الصماء في عقولهم على مدار خمس حصص يومية لا مجال للترفيه فيها، اهتمام أطفالنا الكبير باليوم المفتوح الذي تنظمه المدرسة يدلل على حجم الضغط النفسي الذي تولده العملية التعليمية التقليدية المقيتة. أكثر ما لفت انتباهي وأنا اراجع مع ابني الصغير دروسه أن الفقرة المتعلقة بالنشاط يقفز عنها وكأنها فائض لا ضرورة له، والواضح أن الفقرات المتعلقة بالنشاط في الكتب المدرسية لا يتم التعريج عليها، وما يدلل على ذلك خلوها من أي تعليق أو كشط بقلم، وبالتالي من الواضح أن الطفل تعلم اسلوب القفز عنها في المدرسة، والمؤكد أن فقرة النشاط في الكتاب المدرسي هي المساحة المتاحة أمام الطالب للتفكير، العملية التعليمية في كل الدول التي انتقلت بمجتمعاتها من التخلف إلى التقدم والازدهار تقوم على تنشيط التفكير لدى الطالب، بينما المجتمعات التي تراوح مكانها هي تلك التي تبني عمليتها التعليمية على التلقين والحفظ. لا شك أن فوز المعلمة الفلسطينية حنان الحروب بجائزة أفضل معلم في العالم يعتبر انجازاً يحق لفلسطين أن تفخر به، ويعتبر انتصاراً لفلسطين على كل وسائل التجهيل التي تعمد اليها حكومة الاحتلال، مهم أن نقوم بتكريمها على هذا الانجاز الكبير، لكن الأهم كيف يمكن لنا أن نستفيد من تجربتها في تطوير العملية التعليمية؟، اختارت الحروب الدمج بين اللعب والتعلم في منهجها التربوي، وهو ما ضمنته في كتابها الغني بطرق التعليم واساليبه البعيدة عن العنف والنمط التقليدي والذي حمل عنوان "نلعب ونتعلم"، ليتنا نعمل على ترجمة افكارها في مدارسنا كي نقوم العلاقة التنافرية بين الطالب والمدرسة من جهة، ونعزز بها مساحة المحبة بين الطالب ومعلمه.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025