شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

نلعب ونتعلم - د. أسامة الفرا

لسنا بحاجة لإجراء استطلاع للرأي يستهدف طلاب المدارس في مراحل التعليم الأساسية كي نكتشف أن الغالبية من الطلاب لديهم نظرة سلبية تجاه المدرسة، والنظرة السلبية تتفاوت بين الطلاب حسب مستوى تحصيلهم العلمي، وقلما نجد من بينهم من يمتعض عندما تغلق المدرسة أبوابها حتى وإن كان الاغلاق طويل الأمد، هذه النظرة السلبية بقيت على حالها في مدارسنا منذ أمد طويل، رغم التطور المذهل في التقنية التعليمية إلا أنه يبدو أننا ما زلنا نعشق القديم منها المعتمد على اسلوب التلقين وحشر المعلومة في عقول الطلاب رغماً عنهم، وهو الاسلوب الذي تخلى العالم عنه منذ عقود عدة، ما زلنا نتعامل مع الطالب باعتباره وعاء لا بد أن نملأه بالمعلومات، ومقياس التفوق لدينا يعتمد على قدرة الطالب على استرجاع المعلومة على كراسة الإجابة في الامتحانات، وبالتالي العملية التعليمية لدينا تكاد تقتصر على تخزين واسترجاع المعلومة، وهو الشيء الذي يفعله جهاز حاسوب صغير بقدرة تفوق آلاف المرات قدرة العقل البشري. العلاقة بين الطالب والمادة العلمية لا تنبت من طبيعة المعلومات التي تتضمنها المادة بقدر ما تعتمد على العلاقة بين الطالب ومعلم المادة، المعلمة "منال مطر" في مدرسة القاهرة الإبتدائية في مدينة غزة تدرك هذه القاعدة، وبالتالي راحت تبحث عن اسلوب تعليمي تشيد من خلاله جسور المحبة مع طالباتها وتخرج به عن النمط التقليدي للتعليم، حيث لجأت إلى وسائل تعتمد على الجانب الدرامي والترفيهي والتربوي لتنشيط الطالب أثناء الحصة التدريسية، الذي مكنها من امتلاك محبة الطالبات لها وهو حجر الزاوية في العملية التعليمية، وسبق للمعلمة أن وضعت أفكارها حول التدريس النشط داخل المدارس في كتاب حمل عنوان "يلا ندرس يلا نلعب"، لا يمكن لنا أن نتخيل حجم الملل والضجر الذي ينتاب أطفالنا في المدارس الإبتدائية ونحن نجبرهم على تخزين المعلومات الصماء في عقولهم على مدار خمس حصص يومية لا مجال للترفيه فيها، اهتمام أطفالنا الكبير باليوم المفتوح الذي تنظمه المدرسة يدلل على حجم الضغط النفسي الذي تولده العملية التعليمية التقليدية المقيتة. أكثر ما لفت انتباهي وأنا اراجع مع ابني الصغير دروسه أن الفقرة المتعلقة بالنشاط يقفز عنها وكأنها فائض لا ضرورة له، والواضح أن الفقرات المتعلقة بالنشاط في الكتب المدرسية لا يتم التعريج عليها، وما يدلل على ذلك خلوها من أي تعليق أو كشط بقلم، وبالتالي من الواضح أن الطفل تعلم اسلوب القفز عنها في المدرسة، والمؤكد أن فقرة النشاط في الكتاب المدرسي هي المساحة المتاحة أمام الطالب للتفكير، العملية التعليمية في كل الدول التي انتقلت بمجتمعاتها من التخلف إلى التقدم والازدهار تقوم على تنشيط التفكير لدى الطالب، بينما المجتمعات التي تراوح مكانها هي تلك التي تبني عمليتها التعليمية على التلقين والحفظ. لا شك أن فوز المعلمة الفلسطينية حنان الحروب بجائزة أفضل معلم في العالم يعتبر انجازاً يحق لفلسطين أن تفخر به، ويعتبر انتصاراً لفلسطين على كل وسائل التجهيل التي تعمد اليها حكومة الاحتلال، مهم أن نقوم بتكريمها على هذا الانجاز الكبير، لكن الأهم كيف يمكن لنا أن نستفيد من تجربتها في تطوير العملية التعليمية؟، اختارت الحروب الدمج بين اللعب والتعلم في منهجها التربوي، وهو ما ضمنته في كتابها الغني بطرق التعليم واساليبه البعيدة عن العنف والنمط التقليدي والذي حمل عنوان "نلعب ونتعلم"، ليتنا نعمل على ترجمة افكارها في مدارسنا كي نقوم العلاقة التنافرية بين الطالب والمدرسة من جهة، ونعزز بها مساحة المحبة بين الطالب ومعلمه.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024