ثلث الأميركيين يؤيدون حملة المقاطعة - عزت درا غمة
أثارت نتائج استطلاعات للرأي العام في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا حفيظة المستويات الإسرائيلية جمعاء خاصة قادة الاحتلال وأذرعه المختلفة، بعدما تبين ان نحو ثلث الأميركيين وأكثر من 40% من البريطانيين يبررون نشاطات المنظمة الدولية BDS"" الناشطة لتجنيد وتوسيع المقاطعة الدولية لإسرائيل، بسبب تمادي واستمرار الأخيرة في احتلال واستعمار الشعب الفلسطيني ووطنه، لاسيما وان منظمة "BDS" أخذت تحقق نجاحات كبيرة على مختلف الساحات الدولية والإقليمية ما دفع بسلطة الاحتلال إلى الاستنجاد بالأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي خاص لمواجهة الحملات الداعية لمقاطعة إسرائيل، والبدء بتنفيذ سياسة جديدة تستهدف الأجيال الشابة في الدول الأوروبية والولايات المتحدة من خلال المنظمات اليهودية وأجهزة الاحتلال ومؤيديهم في هذه الدول، وهو ما اقر به السفير الإسرائيلي دانون لدى المنظمة الدولية الذي اعترف بتجنيد منظمات يهودية وخبراء ورجال قانون وقادة رأي لهذه الغاية التي اسماها "معركة" على إسرائيل أن تخوضها وتنتصر فيها.
إن الزخم الكبير الذي استطاعت BDS"" خلقه خلال فترة وجيزة يعني ان إسرائيل تحسب ألف حساب لنظام ونهج المقاطعة كأحد الوسائل والآليات المبررة دوليا لمواجهة الاحتلال، لاسيما وان ما حققته هذه المنظمة بدأ ينعكس بشكل سلبي على قطاعات كثيرة داخل اسرائيل وبالذات القطاع الأكاديمي الذي تعرض لهزة كبيرة بسبب إعلان العشرات من جامعات العالم تجميد علاقاتها وتعاونها مع الجامعات الإسرائيلية، ما جعل المستوى السياسي الاحتلالي ينتفض مطالبا خبراءه بإعداد خطط للتحرك تقوم على بناء جسور وعلاقات موثقة مع قطاعات الشباب والأكاديميين في الكثير من دول العالم، وبضمن ذلك عقد مؤتمر يهودي عالمي تشارك فيه العشرات من المراكز والمنظمات الصهيونية والخبراء وآخر دولي في الأمم المتحدة لوضع آلية عملية لمكافحة ومواجهة منظمة "BDS" من ناحية، ومن ناحية أخرى لزيادة التحالفات المؤيدة للاحتلال وسياساته.
إن المطلوب فلسطينيا وعربيا وإقليميا ودوليا استمرار الدعم والتأييد المطلق والمشروع لما تقوم به منظمة BDS"" باعتبار ذلك مبررا ومشروعا لمناهضة الاحتلال ومقاومته، إلى جانب تقديم ما يمكن من مساعدة العاملين في هذه المنظمة من معلومات وبيانات وأدلة تدين سياسة وممارسات الاحتلال وعنصريته، وعدم الرضوخ للضغوط الإسرائيلية التي تحاول من خلالها حكومة الاحتلال شرعنه وترسيخ سياستها ومخططاتها الكولونيالية لإدامة عمر الاحتلال ومشروعه الاستيطاني التهويدي.