شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

امنعوهم أن يقتلوه....

 بقلم عيسى قراقع

رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين

 امنعوهم ان يقتلوا الاسير بلال كايد الذي شارف على اليوم السبعين من اضرابه المفتوح عن الطعام ضد اعتقاله الاداري، وقد وصل الى حافة الموت في ظل استهتار متعمد من قبل حكومة اسرائيل بمطلبه الشرعي العادل.

امنعوهم ان يقتلوه قهرا وظلما، وهو الذي يواجه بأمعائه الخاوية سياسة تعسفية وعنصرية تتمثل بالاعتقال الاداري، الذي تحول الى اداة تعذيب وموت وعقوبة نفسية على الاسير وعائلته، وقد اصبح الاعتقال الاداري يشبه قبرا مفتوحا على المدى، ضم الآلاف من الاسرى دون وجه حق قانوني وإنساني وأخلاقي.

تحول جسد بلال كايد في غرفة العناية المكثفة في مستشفى برزلاي الاسرائيلي الى هيكل عظمي، فقد النطق والسمع والرؤية، وما زال قلبه الضعيف ينبض بالارادة والتحدي، يدق ويدق ويضخ الرسائل الى كل ارجاء الكون، لعل هناك من يسمع او يقرأ او يتحرك لإنقاذه مما يحدق به من مخاطر شديدة.

امنعوهم ان يقتلوا بلال كايد، فقد حرم من حريته بعد 14.5 عام في السجن، كانت امه تنتظره امام البيت ولم يعد، وما زالت واقفة على مدخل قرية عصيرة الشمالية، ترقب القادمين والعائدين، لا تريد ان ترى ابنها محمولا في تابوت، تريد ان تراه حيا يركض الى حضنها كما تركض الشمس في احضان الهواء والسماء دفئا وحبا.

امنعوهم ان يقتلوا بلال كايد، ها هم يتربصون به، القضاء العسكري، الحكومة الاسرائيلية، اجهزة الامن، الاطباء، السجانون، يتحالف الفاشيون والعنصريون والمتطرفون لقصف روحه، وتغطية الجريمة بتشريعات قمعية وبكراهية وعداء تتصاعد بشكل محموم في المجتمع الاسرائيلي.

لم يحضروه الى محكمة، لا امر قضائي، لا لائحة اتهام، زجوه في زنزانة عزل صغيرة، جففوا جسده وشرايينه، لا يريدون ان يسمعوا احدا، لا يرون شيئا من حولهم، خائفون خائفون من اسير يتحدى دولة اسبارطية تدعس ببساطيرها المدببة على كل قيم العدالة والثقافة الانسانية.

امنعوهم ان يقتلوا بلال الكايد، انتصروا لإرادة الحق في روحه العنيدة، فالدفاع عن حياته ومطالبه هو الدفاع عن قضية الحرية لكل الاسرى، وقد اصبحوا مستهدفين سياسيا وقانونيا وإنسانيا.

امنعوهم ان يغتالوه في العتمة، في هذا الصمت المريب، ووسط انعدام الارادة الدولية الكفيلة بإلزام اسرائيل باحترام حقوق الاسرى ومكانتهم الوطنية والقانونية.

امنعوهم ان يكبلوه ويغلقوا فمه ويطعموه قسريا، ففي اعماقه صوت عال، وفي دمه سخونة ملتهبة، وفي قلبه حياة تتسع لنا جميعا الآن وغدا.

امنعوهم ان ينتصروا على بلال كايد في ملحمته الجماعية، وقد حركت من حولنا الهواء والتردد والدهشة، فالفرد يصنع التاريخ، والتاريخ لم يكتب الا بالمعاناة والدم والبطولات.

امنعوهم ان يقتلوا بلال الكايد، ولا تصلوا متأخرين اليه، فقد وصل قبلكم الى الذروة، ورفع جسده مقاما وعلما واطل برأسه العالي على القدس، قفز عن السور والاسلاك، وفتح البوابات السبع لانتفاضة الحرية.

صبرا صبرا يا بلال

عندما يكون العسل في قلبك

يأتيك النحل من فلسطين 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024