شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

قراءة في مقال كيسنجر

بقلم: باسم برهوم  
نشر هنري كيسنجر، وهو غني عن التعريف، مقالا في صحيفة (Wall Street Journal) قبل يومين تحت عنوان "بعد الكورونا سيتغير النظام الدولي الى الأبد"، وهو أول مقال بهذا العمق والشمولية يتناول مرحلة ما بعد هذا الفايروس الذي يفتك بالبشرية جمعاء. وبالرغم من حذري الشديد من كل ما يقوله هذا الرجل بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين والعرب الذين دفعنا ثمنا باهظا لسياساته الشرق أوسطية في السبعينيات، فإن ما قاله في هذا المقال يستحق التوقف عنده باهتمام لأن فيه من المنطق والتشخيص واستشراف المستقبل بشكل ملفت للنظر.

وكما  هو واضح من عنوان المقال، بالنسبة لكيسنجر فإن النظام الدولي الذي كان سائدا حتى جاء هذا الوباء سيتغير العالم ونظامه الدولي السائد الى الأبد، وهو يقصد الهياكل السياسية والاقتصادية المعمول بها حتى هذا الوباء. ودعا في هذا السياق إلى وجود إدارة أميركية قادرة على توحيد المجتمع الأميركي المنقسم على نفسه، إدارة بإمكانها  خلق تعاون دولي شامل لإنقاذ الاقتصاد العالمي ووضع هيكل جديد لهذا الاقتصاد يكون فيه الجميع شركاء فعليين.

وبعد أن تنبأ بسنوات ستسود فيها الاضطرابات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في كل العالم دون استثناء، قال كيسنجر إن الاتجاه السائد في مكافحة الكورونا، الحلول الوطنية، أي أن كل بلد تحاول حماية نفسها وتواجه الوباء بشكل منفرد. وأضاف إن هذا الأسلوب لن ينجح حتى مع دولة غنية وكبيرة مثل الولايات المتحدة، فالعالم عليه أن يتحد ويتضامن بدل البحث عن الحلول الفردية.

وبخصوص الاقتصاد العالمي الذي سيخرج من أزمة الكورونا منهكا، فإن هذا الاقتصاد سيحتاج إلى سنوات طويلة ليتعافى، هذا إذا عمل الجميع جنبا إلى جنب لانقاذه، وعلى أية حال فإن النظام الاقتصادي الحالي لن يستمر، وسيتغير كليا وإلى الأبد، بمعنى أن ليس هناك رابح وخاسر بعد انتهاء الوباء، فالكل خاسر وأن المخرج ليس فرديا بعد الآن.

في مقال سابق قلت إن عالم ما قبل الكورونا لن يكون كما بعده. ولكن التفصيل الذي يمكن أن نركز  عليه نحن في الدول والمجتمعات النامية والأكثر فقرا هو اليوم الثاني بعد انتهاء الكورونا، أن نتوقع مثلا سيناريو الاضطرابات بسبب زيادة معدلات الفقر والبطالة بشكل كبير، فالوباء سيتوقف وينتهي، كأي وباء آخر ولكن السؤال كيف سيكون حالنا في إطار عالم مدمر اقتصاديا. فالثمن قد يكون أكثر فداحة من الكورونا ذاتها. كما أن القطاع الخاص قد يكون تعاونه مفيدا لفترة قصيرة، ولكن هو والمستوى العام سيكونان بمأزق إذا لم نحسن التصرف اليوم قبل غد، وأن نرتب أولوياتنا بشكل دقيق، وكيف نتصرف بمواردنا القلية بل والشحيحة. والسؤال الآخر كيف سنكون جاهزين للمتغيرات التي تحدث عنها كيسنجر، وأنا اتفق معه بأن العالم سيتغير جذريا وإلى الأبد. لعل رسالة الرئيس أبو مازن، التي أرسلها قبل أسبوع للأمين العام للأمم المتحدة، ودعا فيها إلى بناء شراكة دولية وتعاون في مواجهة الكورونا تتفق مع ما قاله كيسنجر عن عدم جدوى الحلول المنفردة. دعوة الرئيس هذه يمكن البناء عليها وتقديم تصور يستشرف المستقبل ومتغيراته المحتملة وتأسيس لشراكة دولية بدل الدخول في مواجهات تدمر ما ممكن أن يتبقى للبشرية من موارد.

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024