إبراهيم أبو دية: بطولة يأسرها الغياب!
ابراهيم ابو دية
عبد الباسط خلف: صادفت أمس سنوية رحيل المناضل إبراهيم أبو دية، دون احتفالات، أو مقالات، وخلت جدران"الفيس بوك" من تعليقات، أو صور، أو اختزال لسيرة الراحل ومساره.
يتتبع(ألف) الذكرى ذات الرقم( 60)، المنسية، ويفتش عن أبو دية في الذاكرة. فيقول الأستاذ المتقاعد أحمد محمود سلامة الهور، ابن بلدته صوريف، بمحافظة الخليل لـ(ألف): كان أبو دية بطلاً، ولا ننسى قصة معركة ظهر الحجة، التي وقعت قرب صوريف شمال الخليل في السادس عشر من كانون ثاني 1948، بقيادته.
واستنادًا إلى الحكايات التي نقلها له والده، أحد شهود العيان على المعركة:" كانت صوريف مركزًا للقائد إبراهيم أبو دية، وقعت المعركة، حينما شاهد المزارعان نصر إبراهيم القاضي ومحمد سالم عدوان( توفيا قبل سنوات)، في منطقة الخور كتيبة لليهود، تمر من منطقة الخوار، فأسرعا لإخبار أبو دية عنهم. وكان عددهم 37 جنديا، من خريجي الكلية الحربية الفرنسية وبينهم مجندتان، وكانوا قادمين لدعم مستوطنة "كفار عتصيون"، بعدما نزلوا من القطار عند قرية ديرابان، واستخدموا الدواب للسير في الوديان، فمروا على بيت نتيف، ووصلوا إلى حدود صوريف، ومشوا حتى وادي خلواص، لكنهم تاهوا في الطريق، وصعدوا إلى منطقة مرتفعة اسمها" شعب سيف"، بين صوريف وقرية جبعة، وفي منطقة ظهر الحجة، حفر الجنود خنادق، وعندما ارتفعت الشمس، شن ابو دية ومن معه، هجوماً على الفرقة القادمة من مستعمرة عرتوف لتعزيز مستعمرة كفار عتصيون بقيادة(داني ماس)، واستمرت المعركة حتى مغيب الشمس، وأبيدت الكتيبة عن بكرة أبيها، واستشهد أربعة من المقاتلين، منهم جمال حميدة أبو سارة."
لا يعرف الجيل الجديد من البلدة، الكثير عن أبو دية، لكن الموظف في بلديتها حسام عدوان، يقول لـ(ألف) إنه يلم بالقليل من الأحداث، التي كان الأجداد، يرددونها في مجالسهم عنه.
وأبصر أبو دية النور في صوريف. وأتمّ الابتدائية في مدرستها، ثم انتقل إلى الخليل للدراسة في مدرستها الثانوية ، وحمل السلاح دفاعاً عن فلسطين، عام 1936، وكانت تربطه مع الشهيد عبد القادر الحسيني صداقة قوية، فهو رفيق دربه في أكثر معاركه الجهادية في المنطقة الوسطى من فلسطين.وفي عام 1948 عهد إلى إبراهيم أبو دية حماية حي "القطمون" بالقدس. تعرض الحي لهجوم عنيف وبكل ما توفر للعدو الصهيوني من أسلحة ثقيلة وخفيفة على مدى ثلاثة أيام متواصلة، فتصدى لهم إبراهيم مع رجاله وردّهم مندحرين بعد أن أوقع فيهم خسائر فادحة، واستمر العدو يحاول لمدة ثلاثة أشهر ولكن دون جدوى. وأخيراً جمع العدو قوات كثيفة من عدة مناطق وبلغ عدد قواته ألفين من الرجال المدربين، فتصدى لهم الشهيد بقواته المتواضعة العدد والعدة، إلا أنه بعد أن نفدت الذخيرة من رجاله وفقد منهم الكثير اضطر للانسحاب إلى بيت لحم لتنظيم قواته من جديد، ثم خاض البطل معركة (رامات راحيل) جنوب غرب القدس، ومعركة (دير البسمان) و(بيت نتيف) و. أصيب بجراح بالغة في معركة (رامات راحيل) في 17 أيار 1948، وكان ذلك بعد استشهاد القائد عبد القادر الحسيني بأربعين يوماً. وكان من نتائج إصابته البالغة أن أصيب بالشلل، فعولج بالقدس ثم نقل إلى بيروت. بقي في المستشفى أربع سنوات يكابد ألمه الشديد بإيمانه الكبير بالعودة إلى أرض الوطن، إلا أن إصابته كانت شديدة لدرجة أن الطب لم يستطع إنقاذه منها، وكانت إرادة الله فانتقل إلى جوار ربه، بعد مسيرة طويلة العام 1952.
يقول الصحفي أكرم النتشة الذي يعمل في الخليل لـ(ألف): لم تتذكر وسائل الإعلام أمس أبو دية، وقد يكون السبب كثرة الأحداث والمناسبات والشخصيات في التاريخ الفلسطيني، أو لغياب مؤسسة تأخذ على عاتقها الانتصار لقائد بحجم أبو دية.
لكن فاطمة البرغوثي، الطالبة في جامعة بيرزيت، تلخص سيرة الراحل التي تعرفها بسطر يتيم: شهيد عام 1948، من جماعة عبد القادر الحسيني، وهناك مدرسة تحمل اسمه.
ويؤكد محمد ملحم، الأستاذ وخريج الدراسات العليا في العلوم السياسية، أنه لم يسمع أو يقرأ خلال فترات دراسته الطويلة عن أبو دية، ويصفه بعد الإفصاح عنه بـ"جندي مجهول"، قد تكون شخصية الشهيد عبد القادر الحسيني طغت عليه، أو ربما بالغنا في الحديث عن بطولاته في زمن الهزيمة.
ويرى الصحافي خالد مفلح أن المناهج الدراسية، ظلمت أبو دية، ولم تعطه المساحة التي يستحقها.
ويؤكد الشاب ساري عبد الرازق، الذي يواصل دراساته العليا في العاصمة الأردنية، أنه لم يسمع بهذا القائد من قبل، كما أن علاقة الأجيال الجديدة بالتاريخ ضعيفة، ولا تقرأ، ولا تتصل بماضيها بالطريقة الصحية، وتتنكر لدينها ورموزها وتتآمر على حاضرها.
يتتبع(ألف) الذكرى ذات الرقم( 60)، المنسية، ويفتش عن أبو دية في الذاكرة. فيقول الأستاذ المتقاعد أحمد محمود سلامة الهور، ابن بلدته صوريف، بمحافظة الخليل لـ(ألف): كان أبو دية بطلاً، ولا ننسى قصة معركة ظهر الحجة، التي وقعت قرب صوريف شمال الخليل في السادس عشر من كانون ثاني 1948، بقيادته.
واستنادًا إلى الحكايات التي نقلها له والده، أحد شهود العيان على المعركة:" كانت صوريف مركزًا للقائد إبراهيم أبو دية، وقعت المعركة، حينما شاهد المزارعان نصر إبراهيم القاضي ومحمد سالم عدوان( توفيا قبل سنوات)، في منطقة الخور كتيبة لليهود، تمر من منطقة الخوار، فأسرعا لإخبار أبو دية عنهم. وكان عددهم 37 جنديا، من خريجي الكلية الحربية الفرنسية وبينهم مجندتان، وكانوا قادمين لدعم مستوطنة "كفار عتصيون"، بعدما نزلوا من القطار عند قرية ديرابان، واستخدموا الدواب للسير في الوديان، فمروا على بيت نتيف، ووصلوا إلى حدود صوريف، ومشوا حتى وادي خلواص، لكنهم تاهوا في الطريق، وصعدوا إلى منطقة مرتفعة اسمها" شعب سيف"، بين صوريف وقرية جبعة، وفي منطقة ظهر الحجة، حفر الجنود خنادق، وعندما ارتفعت الشمس، شن ابو دية ومن معه، هجوماً على الفرقة القادمة من مستعمرة عرتوف لتعزيز مستعمرة كفار عتصيون بقيادة(داني ماس)، واستمرت المعركة حتى مغيب الشمس، وأبيدت الكتيبة عن بكرة أبيها، واستشهد أربعة من المقاتلين، منهم جمال حميدة أبو سارة."
لا يعرف الجيل الجديد من البلدة، الكثير عن أبو دية، لكن الموظف في بلديتها حسام عدوان، يقول لـ(ألف) إنه يلم بالقليل من الأحداث، التي كان الأجداد، يرددونها في مجالسهم عنه.
وأبصر أبو دية النور في صوريف. وأتمّ الابتدائية في مدرستها، ثم انتقل إلى الخليل للدراسة في مدرستها الثانوية ، وحمل السلاح دفاعاً عن فلسطين، عام 1936، وكانت تربطه مع الشهيد عبد القادر الحسيني صداقة قوية، فهو رفيق دربه في أكثر معاركه الجهادية في المنطقة الوسطى من فلسطين.وفي عام 1948 عهد إلى إبراهيم أبو دية حماية حي "القطمون" بالقدس. تعرض الحي لهجوم عنيف وبكل ما توفر للعدو الصهيوني من أسلحة ثقيلة وخفيفة على مدى ثلاثة أيام متواصلة، فتصدى لهم إبراهيم مع رجاله وردّهم مندحرين بعد أن أوقع فيهم خسائر فادحة، واستمر العدو يحاول لمدة ثلاثة أشهر ولكن دون جدوى. وأخيراً جمع العدو قوات كثيفة من عدة مناطق وبلغ عدد قواته ألفين من الرجال المدربين، فتصدى لهم الشهيد بقواته المتواضعة العدد والعدة، إلا أنه بعد أن نفدت الذخيرة من رجاله وفقد منهم الكثير اضطر للانسحاب إلى بيت لحم لتنظيم قواته من جديد، ثم خاض البطل معركة (رامات راحيل) جنوب غرب القدس، ومعركة (دير البسمان) و(بيت نتيف) و. أصيب بجراح بالغة في معركة (رامات راحيل) في 17 أيار 1948، وكان ذلك بعد استشهاد القائد عبد القادر الحسيني بأربعين يوماً. وكان من نتائج إصابته البالغة أن أصيب بالشلل، فعولج بالقدس ثم نقل إلى بيروت. بقي في المستشفى أربع سنوات يكابد ألمه الشديد بإيمانه الكبير بالعودة إلى أرض الوطن، إلا أن إصابته كانت شديدة لدرجة أن الطب لم يستطع إنقاذه منها، وكانت إرادة الله فانتقل إلى جوار ربه، بعد مسيرة طويلة العام 1952.
يقول الصحفي أكرم النتشة الذي يعمل في الخليل لـ(ألف): لم تتذكر وسائل الإعلام أمس أبو دية، وقد يكون السبب كثرة الأحداث والمناسبات والشخصيات في التاريخ الفلسطيني، أو لغياب مؤسسة تأخذ على عاتقها الانتصار لقائد بحجم أبو دية.
لكن فاطمة البرغوثي، الطالبة في جامعة بيرزيت، تلخص سيرة الراحل التي تعرفها بسطر يتيم: شهيد عام 1948، من جماعة عبد القادر الحسيني، وهناك مدرسة تحمل اسمه.
ويؤكد محمد ملحم، الأستاذ وخريج الدراسات العليا في العلوم السياسية، أنه لم يسمع أو يقرأ خلال فترات دراسته الطويلة عن أبو دية، ويصفه بعد الإفصاح عنه بـ"جندي مجهول"، قد تكون شخصية الشهيد عبد القادر الحسيني طغت عليه، أو ربما بالغنا في الحديث عن بطولاته في زمن الهزيمة.
ويرى الصحافي خالد مفلح أن المناهج الدراسية، ظلمت أبو دية، ولم تعطه المساحة التي يستحقها.
ويؤكد الشاب ساري عبد الرازق، الذي يواصل دراساته العليا في العاصمة الأردنية، أنه لم يسمع بهذا القائد من قبل، كما أن علاقة الأجيال الجديدة بالتاريخ ضعيفة، ولا تقرأ، ولا تتصل بماضيها بالطريقة الصحية، وتتنكر لدينها ورموزها وتتآمر على حاضرها.