الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

حزيران بين النكسة والدروس- عادل عبد الرحمن

شهر حزيران في الذاكرة الفلسطينية  والعربية  مشوب بالمرارة واللعنة، رغم الفرق بين النكسة عام 1967والصمود البطولي عام 1982.والوقفة هنا اليوم  تنحصر في الذكرى الخامسة والاربعين لهزيمة حزيران يونيو 1967، التي اطاحت باحلام الامة العربية من اقصاها الى اقصاها، وليس فقط الشعب العربي الفلسطيني. ومع ذلك كان الرد الفلسطيني مباشر وفوري على الهزيمة المرة مرارة العلقم، بامتشاقه السلاح واعلان ولادة الظاهرة العلنية للثورة الفلسطينية، التي شقت الطريق في مطلع يناير كانون الثاني 1965. وسجلت انتصاراً عظيماً على جيش الحرب والعدوان الاسرائيلي في معركة الكرامة في آذار مارس 1968 بالتعاون مع الجيش الاردني. وتلا ذلك سلسلة من الانجازات والنجاحات الوطنية على مدار عقود النضال الوطني السابقة لاتفاقيات اوسلو، عمدت من خلالها الاهداف الوطنية، واعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية، ورسخت جذور الهوية والشخصية الفلسطينية.
مع ذلك مضى من ذلك الحين خمسة واربعين عاما ولا نقول عن تاريخ النكبة، التي مضى عليها اربعة وستين عاما، والشعب الفلسطيني يراوح في ذات المكان، لم ينل حقوقه الوطنية كاملة بالمعايير النسبية المتمثلة في اقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194، والحصول على حق تقرير المصير اسوة بشعوب الارض. السؤال : لماذا ؟ والى متى؟ ومن المسؤول؟ وما هي الخيارات الجديدة؟
على المرء ان يعترف بشكل مسؤول، وعلى القيادة الفلسطينية ان تعترف، هي قبل غيرها، ان اتفاقات اوسلو على ما حملتة من شذرات هنا وهناك ايجابية، إلآ انها لم تكن اتفاقات تعكس الطموح الفلسطيني، ولم تحمل في طياتها المخرج لبلوغ اهداف الشعب العظيمة. وكانت بمثابة حقل الغام كبير اوقعت القيادة نفسها والشعب فيه، والدليل انه منذ عام 1993، تاريخ الاعلان عنها والتوقيع عليها في 13 ايلول 1993 في البيت الابيض لم ينتقل الشعب الفلسطيني خطوة جدية للامام، لا بل ان شارون في 2002 قام بارتكاب جريمة حرب بامتياز عندما اعاد احتلال الضفة وقتل بالتعاون مع آخرين زعيم الشعب الفلسطيني، ومازالت القيادة الاسرائيلية حتى الان تتخندق في خنادق الاستيطان الاستعماري داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وخاصة في القدس الشرقية. ليس هذا فحسب، بل انها قيادات اسرائيل كلها وليس قيادة حكومة اقصى اليمين ليست مؤهلة ولا مستعدة لخيار السلام، ولا تريد ان تلتزم باستحقاقات عملية التسوية وفق مرجعياتها وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وقبل ان نعدد الاسباب الذاتية والموضوعية، يمكن الجزم ، ان اتفاق ااعلان المبادىء لم يحمل في طياته بذور قيام الدولة الوطنية، لان مركباته السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والادارية كانت ناقصة، وتعاني من قصور شديد في معالجة القضايا المركزية وحتى اللوجستية الثانوية. بعد ذلك يمكن تسجيل خمسين سببا ذاتية وموضوعية لعدم الوصول الى الاهداف الوطنية. وفي مقدمتها بالتأكيد ضعف الادارة السياسية الفلسطينية لعملية السلام ، وغياب اي دور عربي فاعل، وتواطؤ الولايات المتحدة المباشر مع سلطات الاحتلال الاسرائيلية وبرنامجها الاسنعماري المعادي للسلام والتعايش بين الشعوب، وعدم تمكن الاتحاد الاوروبي والاتحاد الروسي الشريك الثاني في رعاية عملية السلام من وضع حد للتفرد الاميركي والعبث الاسرائيلي . وحدث ولا حرج عن باقي الاقطاب الدولية، الذين لا يملكون حق التدخل في اي شأن ذات صلة بعملية السلام، وان وجد، فانه يوجد في صيغة تعيين مبعوث خاص للسلام لذر الرماد في العيون، واشعار الذات القومية لهذه الدولة او تلك ان لها حضور وتشارك في الجلوس مع الطرفين الفلسطيني وزالاسرائيلي للاستماع لوجهات نظرهما في القضايا المرتبطة بعملية التسوية. وهي بتعبير آخر، تتنقل لجمع المعلومات لنفسها لا لكي تتدخل وتفعل شيئا.
هذا الحال من المفترض ان يتغير. آن الآوان للانتقال الى خطوات سياسية واقتصادية جديدة ومختلفة عما هو الحال عليه. المرء ليس متطيرا، ولا يدعو للقفز في الهواء وتجاوز معطيات الواقع السياسي المحلي والعربي والاسرائيلي والاقليمي والدولي. ولكن السير كالسلحفاة في التكتيك السياسي الفلسطيني لا يجوز، وعلى القائمين على صناعة القرار اعادة نظر جدية فيما هو قائم، والبحث عن مخارج سليمة ومسؤولة تحمي الشعب وتدفع العملية السياسية للامام. لانه لم يعد يكفي القول ان حكومة العرصات في الدولة الاسرائيلية غير مستعدة للسلام. ولا يكفي ايضا تحميل اميركا المسؤولية عن تعطيل السلام، لابد من خلق حوافز وطنية ترغم قادة اسرائيل على التوقف للحظة امام واقع الحال. لان الالية المتبعة تعطي "الحق"  لنتنياهو وباراك وموفاز ويعلون وغيرهم من عبدة الاستيطان الاستعماري والعنصرية والفاشية في استباحة الحقوق الوطنية، واستمراء الواقع البائس. لان هذا الحال لا يمكن ان يستمر، ولا يجوز ان يستمر الى ما لانهاية.
كفى خمسة واربعون عاما من الاحتلال الاسرائيلي البغيض للاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 67 . الشعب الفلسطيني قبل بخيار السلام، ووقف بقوة وشجاعة خلف قيادته السياسية دون تردد داعما خيارها وقرارها، ولكن الشعب يريد انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران بما فيها القدس الشرقية عام 1967، اقل من ذلك لا يقبل، وضمان حق عودة اللاجئين وفق ترتيبات محددة على اساس القرار الدولي 194. كيف ؟ وماذا لدى الكاتب؟ الامر متروك للقيادة السياسية تتفضل تبتدع تكتيكاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وزالثقافية لتحدث الحراك المطلوب. وبعض التكتيك على طاولة القيادة وامامها وما عليها سوى المبادرة لذلك فورا..
a.a.alrhman@gmail.com

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025