الشرعية و«المشروع « في لقاء قنديل وهنية!- موفق مطر
اسماعيل هنية « أخ لجماعة الاخوان» لكن كل المصريين اخوتنا, ورفح غزة هي حدود دولة فلسطين مع حدود جمهورية مصر العربية.
لشعب مصر الشقيق سيادة وقرار مستقل، رئيس منتخب وحكومة رسمية، وللشعب الفلسطيني قرار مستقل سيادي، رئيس منتخب وحكومة شرعية رسمية واحدة حتى وان كانت ارضنا محتلة، ويفصل جنود الاحتلال الاستيطاني و» عسكر الانقلاب الحمساوي « بين أجزاء الوطن. فنحن لا نعترف الا بمصر أرض الدولة الواحدة، الا بشعب مصري واحد، برئيس منتخب وحكومة رسمية واحدة، لأن الاعتراف بأرض دولة فلسطين « الواحدة » وشعب فلسطين الواحد الموحد، والسلطة الوطنية الفلسطينية وحكومتها الشرعية الرسمية التي هي وليد منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني هو انتصار للقضية المركزية للأمة العربية، فلا «شعب غزي» في قاموسنا، ولا دولة مؤقتة أو دائمة في قطاع غزة المقطوع بحراب بنادق الانقلابيين، لا وجود لمصطلحات القسمة والانفصال في قاموس الفلسطينيبن الوطنيين، المناضلين، الأحرار، ومن يظن ويسعى لغير ذلك فانه يبشر لبدعة وخدعة جنرال اسرائيل الأكبر أرئيل شارون الذي لا يريد ان تفارق روحه جسده قبل ان يشهد تفرق الفلسطينيين الى جماعات تنخر بجبروتها واستبدادها ما تبقى للفلسطينيين من فلسطين التاريخية والطبيعية.. فمن ذا الذي يسعى ويعمل في السر والعلن ليطمئن شارون قبل النفس الأخير ؟! اذ وجب أن يعلم ان لم يكن يعرف ويقصد انه بفعلته انما يغتال بقبضتيه قضيتنا وآمالنا وأهدافنا ومشروعنا الوطني خنقا حتى الموت !.
يعلم الأشقاء في مصر العربية كما نعلم وكلانا على يقين ان لا صفة رسمية لاسماعيل هنية، فهو مندوب «مشروع اخوان غزة» ويعلمون أنه يقود سلطة أمر واقع انقلبت على برنامج منظمة التحرير الفلسطينية وسيطرت على السلطة ومؤسساتها بالقوة المسلحة وما تزال، فهل ترانا امام مفاضلة اختار في نهايتها الاشقاء التضحية بكل آمال وأحلام وكفاح وضحايا الفلسطينيين من اجل ارضاء «اخوانهم في الجماعة والتيار»؟!.. فان كان الأمر كذلك فانا نود أن يعلم الأشقاء أننا ما زلنا على مبادئنا الوطنية والقومية والانسانية، اننا لا نفاضل بين مصري ومصري وبين عربي وعربي فجميع المصريين اخوتنا وكل العرب أشقاء كبار , لكن حقنا عليهم ألا يفضلوا فلسطينيا على آخر، ففلسطين وشعبها اكبر من قدرة أحد على حصرها في اجندة جماعة أو حزب او حركة او جبهة او فصيل، ففلسطين لجميع الفلسطينيين واكبر مما يتصور البعض.
نقرأ أخطارا سياسية لايمكننا تجاهلها، سببها لقاء رئيس وزراء حكومة مصر الشقيقة مع اسماعيل هنية، وان كنا نتمنى أن ماحدث كان مجرد خطأ في قراءة الواقع الفلسطيني، وقلة دراية بمؤامرات الحكومة الاسرائيلية وتهديدات ليبرمان باغتيال الرئيس ابو مازن، بعد اغتصابه سلطة النطق باسم الشعب الفلسطيني، وبث سمومه عبر أقواله ( اللغم ) عن فقدان الرئيس ابو مازن الثقة والشرعية من الجمهور الفلسطيني , وغيرها تهديدات باسقاط السلطة الفلسطينية وتهيئة البديل، فاستقبال اسماعيل هنية بغير صفته الشخصية او القيادية في حماس لا يمكن لشعبنا النظر اليه الا بمنظار الخوف على سياسة الشقيقة الكبرى مصر تجاه قضيتنا الفلسطينية، بموازاة الخوف على وحدانية التمثيل الفلسطيني والأرض والشعب الفلسطيني.
نحن حريصون على مركز التوازن الذي ورثته القيادة الجديدة في مصر العربية ومكانتها في الاقليم العربي كحرصنا على توازن سياستنا مع الدول الشقيقة العربية والصديقة الأجنبية، لهذا نقول : لفلسطين ممثل شرعي ووحيد , ورئيس منتخب وحكومة شرعية واحدة، ومن يريد من فلسطين الرسمية اي امر فهذا هو عنوان الشعب الفلسطيني المعروف لكل الأمم والشعوب والدول والحكومات.