الدفاع المدني.. نساء على "جبهة الكوارث"
نساء على جبهة الكوارث
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
رشا حرزالله
على "جبهة الكوارث" والحوادث الخطرة، حيث تتصاعد ألسنة النيران ويتصاعد اللهب، أو ربما تنهار المباني أو تغرق الأرض بمياه الفيضانات وبغضب الطبيعة، يجد العاملون والعاملات في مهنة الإطفاء والدفاع المدني أنفسهم أمام اختبار معنى الشجاعة، وفي مواجهة ربما "الموت المحدق" بحياتهم.
على هذا النحو، وجدت المهندستان جمانة جاغوب، وشذى البدوي، العاملتان في مجال إعداد الخطط التدريبية والتنسيق مع المؤسسات المختلفة في الإدارة العامة للكوارث، وفي وحدة النوع الاجتماعي في الدفاع المدني، وجدتا نفسيهما وجها لوجه، أمام متطلبات الأعمال والحوادث الخطرة التي لطالما اقتصرت على الرجال وحدهم.
"إن ما يميز عملي هو إنسانيته بالدرجة الأولى، وأسعى من خلاله لتوصيل رسالة هامة تتمثل في قدرة الشعب الفلسطيني، رجالا ونساء وجنبا إلى جنب، والجاثم تحت الاحتلال، على مجابهة الكوارث"، تقول جمانة الجاغوب (27 عاما) وأم لطفل.
وأضافت أنها التحقت بجهاز الدفاع المدني عام 2009، وعلى الرغم من توفر العديد من فرص العمل لها في ذلك الوقت، إلا أنها أصرت على دخول هذه المهنة المحفوفة بالمخاطر، بعد أن وجدت تشجيعا من عائلتها ومجتمعها، وإيمانا بإنسانية عملها وحاجة المجتمع إليه.
وأضافت: "دوري يركز على إعداد المشاريع بالتعاون مع مختلف القطاعات المحلية، وإعداد المشاريع التي تناسب مراحل إدارة الكارثة وهذه المراحل هي الاستعداد والوقاية والتخفيف من المخاطر وهذا ما يسمى الحد من الكوارث، كذلك الإعداد للمرحلة المقبلة والتي تتمثل بحدوث الكارثة وهذه المرحلة تسمى بالاستجابة، أي كيف نستجيب حال حدوث أمر ما، ثم تأتي بعدها مرحلة الإغاثة وتقديم المساعدة بعد وقوع الحادث، ومن ثم التعلم الذي يعني استخلاص العبر".
"هناك العديد من المواقف تتطلب وجودنا وبقوة، خاصة فيما يتعلق بحوادث الأطفال والنساء، المرأة تتعامل مع هذه الحوادث بكل رفق وراحة، كذلك خلال التدريبات التي يقوم بها الجهاز، على طرق مواجهة المنخفضات الجوية وحوادث السير، هذه تتطلب وجودا حتميا للعنصر النسوي" تقول جمانة.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد عينت بموجب قرارها رقم 44/236، الثالث عشر من تشرين الأول من كل عام، يوما عالميا للحد من الكوارث والمخاطر، والذي تهدف من ورائه توعية المجتمعات بكيفية اتخاذ إجراءات السلامة للحد من خطر تعرضهم للمخاطر.
ويؤكد شعار اليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث هذا العام، والذي يحمل عنوان "النساء والفتيات.. القوة الكامنة للقدرة على المجابهة"، الدور الذي تلعبه النساء في هذا الإطار، وتشجيعهن على مواصلة هذا الدور، لجعل مجتمعاتهن أكثر قدرة على مجابهة الكوارث والمخاطر، ويساعدن في التنمية المستدامة.
وحول مدى تقبل المجتمع لفكرة عمل المرأة في الأجهزة الأمنية، خاصة الدفاع المدني قالت جمانة جاغوب، إن مجتمعنا الفلسطيني بطبيعته يشجع المرأة، ومن خلال عملي وجدت تجاوبا من المواطنين وترحيبا لذلك، وعلى الرغم من عادات وتقاليد مجتمعنا، والأعراف السائدة إلا أنها لم تقف حائلا دون تحقيقها لطموحها، وهنالك العديد من المواقف تثبت ذلك، ومن أبرز المواقف التي أثبت بها نفسي هو تدريبي لـ23 رجلا على علوم الدفاع المدني وإدارة الكوارث والمخاطر، فكنت المرأة الوحيدة بينهم، غير أنني وجدت تشجيعا لذلك.
"نحن هنا في عملنا نكتسب العديد من الخبرات وفيها خدمة للمجتمع الفلسطيني.. نحن نعمل خلف الكواليس، معظم الحوادث والكوارث التي يتم معالجتها تقف وراءها نساء"، تؤكد جاغوب.
مدير وحدة النوع الاجتماعي في الدفاع المدني شذى البدوي، تحدثت عن فكرة إدخال هذه الوحدة للجهاز، والتي تأتي في إطار العمل على دمج النوع الاجتماعي، وانسجام العمل بين الرجل والمرأة لتحقيق التكامل في العمل، فلا أحد ينكر أن مجتمعنا ذكوري، تحديدا فيما يتعلق بقطاع الأمن، نحن بحاجة لدعم دور المرأة في هذا الجهاز، لأن التنمية التي نطمح لها لا يمكن أن تتحقق دون وجود هذا العنصر الفعال.
وقالت، "كل فرد لدينا يملك نقاط قوة لكنه في المقابل لديه نقاط ضعف، نحن نسعى من خلال هذه الوحدة إلى الوصول لنوع من التكامل خاصة في قطاع الحماية المدنية، الذي هو أشد القطاعات حاجة للمرأة".
وحول عملها في الدفاع المدني، أوضحت أن المهام التي تقوم بها أحيانا توازي ما يقوم به الرجال، وأحيانا تتفوق عليه، لكن بطريقة وأسلوب آخر، كون الجهاز يراعي الفروقات والقدرات الجسدية في هذا المجال، وأن لديها تجارب شخصية في هذا المجال، حيث تعاملت مع عدة حوادث بطريقة لم يستطع الرجال التعامل معها.
وأضافت البدوي: "عملت مشرفة على مخيم صيفي لتدريب المتطوعين في بيت لحم كان الأول من نوعه في فلسطين، وقد أذهلني جدا أداء الفتيات المشاركات، بحيث فاق أداء الذكور في كثير من الجوانب، كما أن وجود المتطوعات أداة مساندة بشكل كبير في العديد من المواقف.
"عندما قررت الالتحاق بجهاز الدفاع المدني، كان هناك خوف من عائلتي، حيث إن هناك حساسية من التحاق الفتيات بوظائف في القطاع الأمني والعمل العسكري، كوننا نعيش تحت الاحتلال، ومع الأيام تجاوزت هذه العقبة، وأصبح هناك قبول كبير من قبل الجميع لطبيعة عملي، لدرجة أنه أصبح هناك تقبل لفكرة عملي لساعات متأخرة، أو السفر لفترات طويلة، والاستدعاء في الحالات الطارئة، وهذا يعتبر سر نجاح لنا" تقول شذى البدوي.
وتؤكد أن الدفاع المدني، يعطي المرأة كامل الصلاحيات ويفتح أمامها كافة الأبواب لتقلد المناصب الإدارية، إيمانا منه بدورها، وكل ما كان هناك نماذج لتجارب نسوية ناجحة، ساعدت في تشجيع المرأة للدخول في هذا المجال، لأن الكثير من الفتيات يتحدثن لي عن وجود رغبة لديهن في العمل في الدفاع المدني، غير أنهن يجدن معارضة من عائلاتهن خاصة في القرى.
ويعلق مدير إدارة الكوارث في الدفاع المدني عمار سلامة، على هذا الموضوع بالقول إن مفهوم الحد من المخاطر والكوارث يعني أخذ الاحتياطات اللازمة قبل وقوع الحدث، وهو مفهوم متطور عن الاستجابة الذي يأتي بعد وقوع الحدث وكيفية التعامل معه، وردة الفعل تجاهه.
وفيما يتعلق بعمل النساء داخل جهاز الدفاع المدني، قال "إن هناك مهندسات تسلمن ملفات فيما يتعلق بالحد من الكوارث، وقمن بوضع الخطط واتخذن مواقع قيادية، كذلك هنالك نساء مثلن فلسطين في محافل دولية وتحدثن باسم الجهاز في العديد من المؤتمرات في الداخل والخارج".
وأضاف: "وجود العنصر النسوي مهم جدا، وهن استطعن أن يثبتن أنفسهن ويتركن أثرا واضحا، على الرغم من أن نسبتهن لا تتجاوز 6%، أي هناك 58 مهندسة وإدارية تعمل في مختلف إدارات ودوائر الدفاع المدني، ونحاول دائما التعلم من تجارب غيرنا خاصة فيما يتعلق بعمل النساء، نحن في وضع جيد بالنسبة للدول المحيطة، فالعاملات في الدفاع المدني يتمتعن بحرية أكبر، ويستطعن التحرك بكل سلاسة، ومن خلال ما رأيناه من تجارب الدول الأخرى، فإننا دائما نستقي الأمور الجيدة، ونحاول البناء عليها، والتطوير من وضع المرأة في الجهاز حتى تستطيع الإنجاز وإبراز قدراتها لتكون امرأة ريادية".
ولم يخف سلامة وجود نقص في الكادر بشكل عام، حيث قال إن عدد أفراد الدفاع المدني لا يتجاوز 1100 فرد في مختلف مدن محافظات الضفة، وتحديد نسبة العنصر النسوي صعب في هكذا وضع، لكننا بكل تفريغ نعطي توظيف النساء الأولوية القصوى، وفي كل مرة تتقدم لنا نسبة لا بأس بها من النساء.
وحول برامج الحد من الكوارث، أضاف أنه يشمل كافة فئات المجتمع، فقد كان في بداياته متعلقا بطرق التعامل مع الأطفال وتوعيتهم، وفي هذا العام للتعامل مع المرأة كونها الفئة الأكثر حساسية، وتقع على كاهلها مسؤولية كبيرة كونها المسؤولة عن الأسرة والقادرة على التأثير بها.
وحول استعداد الدفاع المدني للمواجهة في حال وقوع حدث ما، أكد أن المسؤولية تقع على كاهل جميع المؤسسات في المجتمع المدني والمنظمات، حيث لا يوجد دولة قادرة على مواجهة المخاطر وحدها مهما بلغت قوتها وقدراتها وجاهزيتها.
وقال: "ينقصنا الكثير من معدات الإطفاء، نحن بحاجة لتجديد المعدات التي بحوزتنا، فهي قديمة ونحتاج لإجراء عمليات صيانة دورية لها، كذلك فتح مراكز جديدة، وبناء مدرسة لتعليم علوم الدفاع المدني للكوادر الجديدة والمتطوعين".
zaرشا حرزالله
على "جبهة الكوارث" والحوادث الخطرة، حيث تتصاعد ألسنة النيران ويتصاعد اللهب، أو ربما تنهار المباني أو تغرق الأرض بمياه الفيضانات وبغضب الطبيعة، يجد العاملون والعاملات في مهنة الإطفاء والدفاع المدني أنفسهم أمام اختبار معنى الشجاعة، وفي مواجهة ربما "الموت المحدق" بحياتهم.
على هذا النحو، وجدت المهندستان جمانة جاغوب، وشذى البدوي، العاملتان في مجال إعداد الخطط التدريبية والتنسيق مع المؤسسات المختلفة في الإدارة العامة للكوارث، وفي وحدة النوع الاجتماعي في الدفاع المدني، وجدتا نفسيهما وجها لوجه، أمام متطلبات الأعمال والحوادث الخطرة التي لطالما اقتصرت على الرجال وحدهم.
"إن ما يميز عملي هو إنسانيته بالدرجة الأولى، وأسعى من خلاله لتوصيل رسالة هامة تتمثل في قدرة الشعب الفلسطيني، رجالا ونساء وجنبا إلى جنب، والجاثم تحت الاحتلال، على مجابهة الكوارث"، تقول جمانة الجاغوب (27 عاما) وأم لطفل.
وأضافت أنها التحقت بجهاز الدفاع المدني عام 2009، وعلى الرغم من توفر العديد من فرص العمل لها في ذلك الوقت، إلا أنها أصرت على دخول هذه المهنة المحفوفة بالمخاطر، بعد أن وجدت تشجيعا من عائلتها ومجتمعها، وإيمانا بإنسانية عملها وحاجة المجتمع إليه.
وأضافت: "دوري يركز على إعداد المشاريع بالتعاون مع مختلف القطاعات المحلية، وإعداد المشاريع التي تناسب مراحل إدارة الكارثة وهذه المراحل هي الاستعداد والوقاية والتخفيف من المخاطر وهذا ما يسمى الحد من الكوارث، كذلك الإعداد للمرحلة المقبلة والتي تتمثل بحدوث الكارثة وهذه المرحلة تسمى بالاستجابة، أي كيف نستجيب حال حدوث أمر ما، ثم تأتي بعدها مرحلة الإغاثة وتقديم المساعدة بعد وقوع الحادث، ومن ثم التعلم الذي يعني استخلاص العبر".
"هناك العديد من المواقف تتطلب وجودنا وبقوة، خاصة فيما يتعلق بحوادث الأطفال والنساء، المرأة تتعامل مع هذه الحوادث بكل رفق وراحة، كذلك خلال التدريبات التي يقوم بها الجهاز، على طرق مواجهة المنخفضات الجوية وحوادث السير، هذه تتطلب وجودا حتميا للعنصر النسوي" تقول جمانة.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد عينت بموجب قرارها رقم 44/236، الثالث عشر من تشرين الأول من كل عام، يوما عالميا للحد من الكوارث والمخاطر، والذي تهدف من ورائه توعية المجتمعات بكيفية اتخاذ إجراءات السلامة للحد من خطر تعرضهم للمخاطر.
ويؤكد شعار اليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث هذا العام، والذي يحمل عنوان "النساء والفتيات.. القوة الكامنة للقدرة على المجابهة"، الدور الذي تلعبه النساء في هذا الإطار، وتشجيعهن على مواصلة هذا الدور، لجعل مجتمعاتهن أكثر قدرة على مجابهة الكوارث والمخاطر، ويساعدن في التنمية المستدامة.
وحول مدى تقبل المجتمع لفكرة عمل المرأة في الأجهزة الأمنية، خاصة الدفاع المدني قالت جمانة جاغوب، إن مجتمعنا الفلسطيني بطبيعته يشجع المرأة، ومن خلال عملي وجدت تجاوبا من المواطنين وترحيبا لذلك، وعلى الرغم من عادات وتقاليد مجتمعنا، والأعراف السائدة إلا أنها لم تقف حائلا دون تحقيقها لطموحها، وهنالك العديد من المواقف تثبت ذلك، ومن أبرز المواقف التي أثبت بها نفسي هو تدريبي لـ23 رجلا على علوم الدفاع المدني وإدارة الكوارث والمخاطر، فكنت المرأة الوحيدة بينهم، غير أنني وجدت تشجيعا لذلك.
"نحن هنا في عملنا نكتسب العديد من الخبرات وفيها خدمة للمجتمع الفلسطيني.. نحن نعمل خلف الكواليس، معظم الحوادث والكوارث التي يتم معالجتها تقف وراءها نساء"، تؤكد جاغوب.
مدير وحدة النوع الاجتماعي في الدفاع المدني شذى البدوي، تحدثت عن فكرة إدخال هذه الوحدة للجهاز، والتي تأتي في إطار العمل على دمج النوع الاجتماعي، وانسجام العمل بين الرجل والمرأة لتحقيق التكامل في العمل، فلا أحد ينكر أن مجتمعنا ذكوري، تحديدا فيما يتعلق بقطاع الأمن، نحن بحاجة لدعم دور المرأة في هذا الجهاز، لأن التنمية التي نطمح لها لا يمكن أن تتحقق دون وجود هذا العنصر الفعال.
وقالت، "كل فرد لدينا يملك نقاط قوة لكنه في المقابل لديه نقاط ضعف، نحن نسعى من خلال هذه الوحدة إلى الوصول لنوع من التكامل خاصة في قطاع الحماية المدنية، الذي هو أشد القطاعات حاجة للمرأة".
وحول عملها في الدفاع المدني، أوضحت أن المهام التي تقوم بها أحيانا توازي ما يقوم به الرجال، وأحيانا تتفوق عليه، لكن بطريقة وأسلوب آخر، كون الجهاز يراعي الفروقات والقدرات الجسدية في هذا المجال، وأن لديها تجارب شخصية في هذا المجال، حيث تعاملت مع عدة حوادث بطريقة لم يستطع الرجال التعامل معها.
وأضافت البدوي: "عملت مشرفة على مخيم صيفي لتدريب المتطوعين في بيت لحم كان الأول من نوعه في فلسطين، وقد أذهلني جدا أداء الفتيات المشاركات، بحيث فاق أداء الذكور في كثير من الجوانب، كما أن وجود المتطوعات أداة مساندة بشكل كبير في العديد من المواقف.
"عندما قررت الالتحاق بجهاز الدفاع المدني، كان هناك خوف من عائلتي، حيث إن هناك حساسية من التحاق الفتيات بوظائف في القطاع الأمني والعمل العسكري، كوننا نعيش تحت الاحتلال، ومع الأيام تجاوزت هذه العقبة، وأصبح هناك قبول كبير من قبل الجميع لطبيعة عملي، لدرجة أنه أصبح هناك تقبل لفكرة عملي لساعات متأخرة، أو السفر لفترات طويلة، والاستدعاء في الحالات الطارئة، وهذا يعتبر سر نجاح لنا" تقول شذى البدوي.
وتؤكد أن الدفاع المدني، يعطي المرأة كامل الصلاحيات ويفتح أمامها كافة الأبواب لتقلد المناصب الإدارية، إيمانا منه بدورها، وكل ما كان هناك نماذج لتجارب نسوية ناجحة، ساعدت في تشجيع المرأة للدخول في هذا المجال، لأن الكثير من الفتيات يتحدثن لي عن وجود رغبة لديهن في العمل في الدفاع المدني، غير أنهن يجدن معارضة من عائلاتهن خاصة في القرى.
ويعلق مدير إدارة الكوارث في الدفاع المدني عمار سلامة، على هذا الموضوع بالقول إن مفهوم الحد من المخاطر والكوارث يعني أخذ الاحتياطات اللازمة قبل وقوع الحدث، وهو مفهوم متطور عن الاستجابة الذي يأتي بعد وقوع الحدث وكيفية التعامل معه، وردة الفعل تجاهه.
وفيما يتعلق بعمل النساء داخل جهاز الدفاع المدني، قال "إن هناك مهندسات تسلمن ملفات فيما يتعلق بالحد من الكوارث، وقمن بوضع الخطط واتخذن مواقع قيادية، كذلك هنالك نساء مثلن فلسطين في محافل دولية وتحدثن باسم الجهاز في العديد من المؤتمرات في الداخل والخارج".
وأضاف: "وجود العنصر النسوي مهم جدا، وهن استطعن أن يثبتن أنفسهن ويتركن أثرا واضحا، على الرغم من أن نسبتهن لا تتجاوز 6%، أي هناك 58 مهندسة وإدارية تعمل في مختلف إدارات ودوائر الدفاع المدني، ونحاول دائما التعلم من تجارب غيرنا خاصة فيما يتعلق بعمل النساء، نحن في وضع جيد بالنسبة للدول المحيطة، فالعاملات في الدفاع المدني يتمتعن بحرية أكبر، ويستطعن التحرك بكل سلاسة، ومن خلال ما رأيناه من تجارب الدول الأخرى، فإننا دائما نستقي الأمور الجيدة، ونحاول البناء عليها، والتطوير من وضع المرأة في الجهاز حتى تستطيع الإنجاز وإبراز قدراتها لتكون امرأة ريادية".
ولم يخف سلامة وجود نقص في الكادر بشكل عام، حيث قال إن عدد أفراد الدفاع المدني لا يتجاوز 1100 فرد في مختلف مدن محافظات الضفة، وتحديد نسبة العنصر النسوي صعب في هكذا وضع، لكننا بكل تفريغ نعطي توظيف النساء الأولوية القصوى، وفي كل مرة تتقدم لنا نسبة لا بأس بها من النساء.
وحول برامج الحد من الكوارث، أضاف أنه يشمل كافة فئات المجتمع، فقد كان في بداياته متعلقا بطرق التعامل مع الأطفال وتوعيتهم، وفي هذا العام للتعامل مع المرأة كونها الفئة الأكثر حساسية، وتقع على كاهلها مسؤولية كبيرة كونها المسؤولة عن الأسرة والقادرة على التأثير بها.
وحول استعداد الدفاع المدني للمواجهة في حال وقوع حدث ما، أكد أن المسؤولية تقع على كاهل جميع المؤسسات في المجتمع المدني والمنظمات، حيث لا يوجد دولة قادرة على مواجهة المخاطر وحدها مهما بلغت قوتها وقدراتها وجاهزيتها.
وقال: "ينقصنا الكثير من معدات الإطفاء، نحن بحاجة لتجديد المعدات التي بحوزتنا، فهي قديمة ونحتاج لإجراء عمليات صيانة دورية لها، كذلك فتح مراكز جديدة، وبناء مدرسة لتعليم علوم الدفاع المدني للكوادر الجديدة والمتطوعين".