كوادر وليس قطيع غنم- فتحي البس
في ما مضى من تاريخ نضالنا المجيد،طلبنا الرئيس الشهيد ياسر عرفات على عجل ليوبخنا على قرارات وتوجهات لها علاقة بالتنظيم الطلابي وخططنا للمشاركة بل لقيادة حراك طلابي واسع ضد سياسات الحكومة اللبنانية وادارة الجامعة الاميركية تحت شعار ديموقراطية التعليم ووطنيته وبهدف اجبار ادارة الجامعة على التراجع عن الغاء كليات وزيادة الاقساط والقبول ان يكون للطلاب قولهم في سياسة القبول والمناهج وخلاف ذلك من قضايا.
كان للشهيد رؤيا مختلفة ورغبة حقيقية في عدم رؤية تنظيم فتح الطلابي في طليعة حراك واسع في ظل اجواء ملتبسة ومعلومات عن مخاطر اجتياح اسرائيلي ،وكان للطلاب الفتحاويين رأي اخر يفيد اننا لا نستطيع ابدا ان نخذل الحراك الطلابي لان ذلك يعزلنا ويؤثر على مصداقيتنا لدى كل حلفائنا وقاعدتنا الطلابية.
استمعنا الى توبيخ الرئيس الشهيد،وسألناه:الاخ ابو عمار: هل تقود كوادر او قطيع غنم؟
اجاب بتلقائية:بل كوادر
قلنا:اذن اتركنا نتصرف بحدود مسؤوليتنا ورؤيتنا فنحن على الارض نعرف تفاصيل الخارطة وتعقيداتها وما يجب عمله دون اغفال للمخاطر التي سنتعرض لها ونحن جاهزون لدفع ثمن افعالنا.
انتهى اللقاء بتحذير انه لن يدعمنا.ويترك لنا حق العمل .
نجحنا في مواقع واخفقنا في مواقع.لكن الرئيس الشهيد لم يتخل عن مسؤولياته ولم يفصلنا من الحركة وكان له في لقاء اخر عتب على عدم التزامنا بتوجيهاته حيث اخفقنا...لكنه ظل يقول انتم اولاد عاقّون،لكن تظلون اولادنا.
وعندما جدّ الجد ،وانفجرت الحرب الشرسة ضد ثورتنا وحركتنا،وجدنا الشهيد في طليعة المواجهة،نخوض المعارك في كل المواقع،ملتزمين بالقيادة والحركة رغم تباين وجهات النظر...حول السياسات بما فيها البرنامج المرحلي ونقاطه العشر.
في الانتخابات البلدية،تباينت رؤى كوادر فتحاوية مع اللجنة المركزية واظن ان هذه الكوادر قالت للجنة المركزية ما قلناه للشهيد:نحن كوادر وليس قطعان غنم..اتركونا بتوجيهاتكم نتصرف على الارض فنحن نعرف الواقع ربما اكثر منكم.
بدل ان تبذل اللجنة المركزية جهودا للتوافق وتأخذ برؤى هذه الكوادر،وفهمها لتعقيدات الواقع والتحالفات والاسماء،لجأت الى التهديد والوعيد،لا بل الى فصل كوادر ولاؤها التاريخي للوطن ولفتح قائدة المشروع الوطني.اصرت الكوادرعلى ان تخوض معركتها.نجحت في عدة مدن رئيسية .
عندما اشتد الهجوم على الحركة والتبشير بانقسامات وهزائم ،انبرت هذه الكوادر للاعلان عن التزامها بالشرعية الوطنية وقيادة الحركة دون شماتة ولا مواقف تتوافق مع ما توقعه الكثيرون من ازمات.
هذه الكوادر تستحق الاحترام والرعاية لان بوصلتها العمل الجاد لأجل الوطن وابنائه،وتستحق من اللجنة المركزية اعادة النظر في قراراتها،ومراجعة الموقف واجراء تقييم دقيق لما حصل ولا عيب في ان تقول انها اخطأت في مواقع واصابت في اخرى،وان الفتحاوييين الذين كانت لهم مواقف مختلفة ليسوا انشقاقيون ولا عابثون ،وأن هناك خللا يجب تصويبه،وان مفوضية التعبئة والتنظيم بقيادة القائد الوطني المشهود له تاريخنا بالكفاءة والتضحية ونظافة اليد،محمود العالول،لم تعجم عيدانها جيدا،وانها ما كان لها ان تتبنى قوائم تعرف ان فرصها ضعيفة معتمدة على ان فتح، كوادر وانصار يمكن ان تدار بفوقية او بالريموت كنترول.انهم كوادر وليس قطيع غنم.
fathibiss@yahoo.com