الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

القمة العربية ضرورية .. ولكن- عادل عبد الرحمن


دعا الرئيس محمود عباس اول امس في كلمة موجهة للشعب والامة الملوك والروساء والامراء العرب لعقد قمة طارئة لاتخاذ ما يلزم من القرارات ووسائل الدعم للشعب العربي الفلسطيني لمواجهة العدوان الاسرائيلي البربري المتواصل منذ ايام سبعة خلت، واوقع اكثر من مئة شهيد وقرابة ال (800) جريح، بالاضافة الى تدمير البنى التحتية ومنازل المواطنين والعشرات من المؤسسات الرسمية بما في ذلك ملاعب الرياضة والمستشفيات والمدارس ورياض الاطفال.
الدعوة للقمة العربية، التي كان حملها وزير الخارجية، الدكتور رياض المالكي لاجتماع وزراء خارجية الدول العربية، لم تجد آذاناً صاغية، او التف عليها وزراء الخارجية ، عندما ادعوا انهم سيناقشون الامر مع حكامهم. بمعنى ان التوجه الرسمي العربي ليس مستعدا لعقد القمة. مع ذلك تعتبر إعادة تأكيد الرئيس في كلمتة، التي وجهها للامة والشعب الى عقد القمة، شكل من اشكال الاحراج للملوك والرؤساء العرب، وهي تعكس رغبة الرئيس عباس والقيادة الشرعية الى الارتقاء بمستوى الفعل العربي الرسمي تجاه التطورات الخطيرة الجارية على الارض الفلسطينية، ليس فقط ما يجري من عدوان همجي على القطاع، انما التطورات في كل الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967في عموم الضفة وخاصة القدس، ولانتزاع موقف عربي داعم لعملية المصالحة الوطنية، التي اعطاها العدوان الوحشي الاسرائيلي فرصة متميزة بخلقه مناخ ايجابي داعم شعبيا ورسميا؛ وايضا موضوع التوجه للامم المتحدة لنيل العضوية غير الكاملة للدولة الفلسطينية؛ ولاعادة الاعتبار لمكانة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ، لاسيما وان بعض الفلسطينيين مازال مسكونا بهواجسه الفئوية الصغيرة، كما ان بعض العرب ينحو باتجاه سياسات خاطئة وغير حميدة.
مما لا شك فيه، ان الدعوة للقمة العربية يمثل خطوة سياسية لضبط ايقاع السياسات الوطنية والعربية، وعدم السماح للسياسات الصبيانية على المستويات المختلفة بالعبث في المصير الوطني والمؤسسة الشرعية، التي دفع الشعب الفلسطيني ثمنا غاليا جدا من التضحيات الجسام لتكريسها في الواقع الوطني والعربي والاممي.
ولعل الحشد الجماهيري في مدينة رام الله في ساحة عرفات، الذي جمع كل الوان الطيف السياسي بما في ذلك حركتي حماس والجهاد، يعكس قوة الدفع الوطنية لتحقيق الوحدة الوطنية حتى ولو على الصعيد الميداني، كخطوة لتكريس هذا الواقع رسميا، وللرد على كل الدعوات الخبيثة، وغير الايجابية الصادرة عن عدد من المغرضين هنا او هناك. كما ان التظاهرة الشعبية التي دعن لها القوى الوطنية المختلفة بما فيها حماس والجهاد، وكذا الاطار القيادي في محافظات قطاع غزة ، الذي جمع كل الوان الطيف الفلسطيني يضيف لبنة جديدة لاتجاه تعزيز اواصر الوحدة الوطنية، والخطوتان في الضفة وغزة تعطي مصداقية وقوة اكبر لدعوة الرئيس ابو مازن لعقد القمة العربية.
مع ذلك، فإن ما اشير اليه انفا لا يفِ بالمطلوب فلسطينيا لكسر حدة الاستعصاء في ملف المصالحة الوطنية. لاكثر من اعتبار، اولا قد لا يستجيب القادة العرب للدعوة الفلسطينية للتهرب من اية استحقاقات سياسية واقتصادية وديبلوماسية تفرضها القمة تجاه العلاقة مع دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية او الولايات المتحدة، والعرب كما اعلن رئيس وزراء قطر، ليسوا بوارد اتخاذ اية خطوات جدية، لانهم "نعاج" وليس لهم حول ولا قوة! ثانيا مواصلة المفاوضات بين حركتي حماس والجهاد مع الوسيط المصري ، فضلا عما تقوم به بعض قنوات حماس من خلال قطر او القنوات الخاصة مع حكومة اقصى اليمين الاسرائيلية أثر، وسيؤثر كثيرا على مكانة القيادة الشرعية ومنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني؛ ثالثا لا يجوز ان تجري اية اتصالات إلا تحت القيادة الرسمية للشعب الفلسطيني، وبحيث تتحمل مسؤولياتها، ان كانت تعي دورها التاريخي، ومسؤلياتها الوطنية الراهنة، وبالتالي عليها عدم الخشية من دخول عش الدبابير، لان ما يجري خطر، ولا يتعلق بحسابات شخصية لهذا القائد او ذاك، بل هو مرتبط بمصير ومستقبل شعب وممثله الشرعي.
امام الواقع القائم والمتطور في مسارب ومسارات وسيناريوهات مختلفة في معظمها لاتخدم حماية المصالح الوطنية العليا، على رئيس منظمة التحرير والقيادة تحمل مسؤولياتهم تجاه انفسهم والممثل الشرعي والوحيد ، وتجاه ما يطمحون لحقيقه تكتيكيا في مقبل الايام من الحصول على عضوية غير كاملة للدولة الفلسطينية، والتحرك بسرعة فائقة على كل الساحات والجبهات وخاصة الجبهة الفلسطينية والمصرية والعربية والاسلامية والاممية، لقطع الطريق على كل الاهداف الخبيثة والمتناقضة مع مصالح الشعب العليا. وعدم الاكتفاء باجراء الاتصالات الهاتفية وارسال المبعوثين غير المؤهلين لتحمل المسؤولية، لانها لا تفِ بالغرض المطلوب .. والباقي عند صاحب القرار.
a.a.alrhman@gmail.com

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025