التهديد لم يثن الرئيس- عادل عبد الرحمن
تهديد وراء تهديد اميركي واسرائيلي للقيادة الفلسطينية وخاصة الرئيس ابو مازن، للضغط عليهم دون التوجه للامم المتحدة لنيل العضوية غير الكاملة للدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967.
رسميا ثلاثة عشر تهديدا لرئيس منظمة التحرير، عمليا وصل القيادة الف تهديد لذات الغاية ، حيث لم تقتصر التهديدات على الرسائل الاميركية والاسرائيلية المباشرة، فهناك رسائل غير مباشرة، وهناك رسائل من بعض العرب والفلسطينيين والاوروبيين. لكن الاصرار كان جليا وواضحا من قبل محمود عباس، حيث اكد في أكثر من لقاء خاص وعام، انه ماض الى الامم المتحدة مهما كانت النتائج وأي كانت الاخطار، حتى لو كانت "نهاية حياته".
الولايات المتحدة الاميركية تعلم علم اليقين، ان تهديداتها تتناقض مع توجهاتها والتزاماتها السياسية كراعي اساسي لعملية السلام القائمة على خيار الدولتين على حدود 67. وتعلم انها لن تجد شريكا بين الفلسطينيين، حتى من بين اولئك المحسوبين عليها من لفلسطينيين، افضل وأكثر إقناعا وقدرة من الرئيس عباس. كما انه (عباس) قدم كل الالتزامات السياسية للرئيس اوباما ووزيرة خارجيته، التي نقلت له آخر تهديد قبل ثلاثة ايام في حال مضى قدما نحو الامم المتحدة، بمواصلة المسيرة السياسية، واستعداده للتفاوض مع حكومة نتنياهو او اي حكومة اسرائيلية لاحقة بعد الحصول على العضوية غير الكاملة للدولة وتحديد حدودها، والتأكيد على خضوعها للاحتلال الاسرائيلي، مما سيعيد الامور الى نصابها، ويسقط الالتباس الذي لازم اتفاقية إعلان المبادىء بشأن الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67.
موقف القيادة الفلسطينية قوي جدا ولا يتناقض مع التوجهات الاميركية ولا مع قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام، فقط يتناقض مع خيار دولة الابرتهايد والتطهير العرقي الاسرائيلية المتخندقة في مستنقع الاستيطان الاستعماري، ورفض خيار السلام، وعدم الالتزام باستحقاقات التسوية، واستباحة الحد الادنى الممكن من الحقوق الوطنية الفلسطينية. لذا على الرئيس محمود عباس حث الخطى بقوة نحو الامم المتحدة في التاسع والعشرين من الشهر الحالي لتحقيق الهدف التكتيكي المعلن.
ولكن على القوى السياسية من الوان الطيف السياسي والمشارب المختلفة دعم خطوة رئيس السلطة الوطنية. ولتحقيق ذلك تملي الضرورة التقدم الآن وليس غد نحو الوحدة الوطنية، لكي تتعزز مكانة الطلب الفلسطيني في اوساط الاقطاب والدول في الجمعية العامة للامم المتحدة. وبذلك يكون الشعب الفلسطيني حقق اكثر من انجاز في تشرين الثاني 2012 على الصعد الوطنية والاقليمية والاممية. ويقطع الطريق على اسرائيل واميركا ومن يتوافق مع سياستهم العبثية والمدانة والمرفوضة فلسطينيا.
اي كان شكل ومضمون التهديدات الموجهة للرئيس عباس والسلطة والمنظمة لا يساوي شيئا امام الدفاع عن المصالح والاهداف الوطنية الفلسطينية. لان العالم لا يفهم لغة ومواقف الضعفاء والمتخاذلين. ولكن عندما تتلازم الارادة مع العدالة ولو بحدودها الدنيا فإن العالم كله سيسمع الصوت والموقف الفلسطيني، وسيستجيب للاهداف الوطنية شاءت اميركا واسرائيل ام ابت.
a.a.alrhman@gmail.com