مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

الســـــهل الرمـــــادي

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية 
 فاطمة إبراهيم
لا تبدو جنين كما كانت عليه بداية الألفيه الثالثة، فالمدنية الموغلة أراضيها في الخصوبة حد الاكتفاء، غيّرها قانون صادق عليه المجلس التشريعي الفلسطيني سنة 2003، ليصبغ سهلها الاخضر بلون رمادي قاتم.
يسمح القانون للمواطنين الذين يمكلون 5 دونمات من الاراضي الزراعية، بإقامة بناء من 180 متراً عليها، بغرض خدمة الانتاج الزراعي، ويقول منذر صلاح نائب مدير زراعة جنين، إن القانون أعطى لكل المعتدين مبرراً قانونيا للبناء في الأراضي دون الحاجة لمحاسبتهم.
وأضاف: "كيف نعمر بناءاً من طابقين في منتصف أرض زراعية ويكون لخدمة الانتاج الزراعي؟ هذا الأمر أشبه ببناء عزب في الحقول الخصبة".
من بعيد تبدو البيوت الرمادية اللون كأنها نتوء في جسم سهل "مرج ابن عامر"، الممتد على طول 40 كم من شمال فلسطين، بمساحة تصل إلى 360 كم مربعاً تقريبا، ويمر في حيفا وجنين وطبريا.
وسط الأراضي الممتدة وقف صلاح يتأمل منزلا قيد الإنشاء، وقال "القانون يجب أن يتعدل، هذه التعديات على الأراضي السهلية يجب أن تتوقف، وإلا فلن يبقى من مرج ابن عامر شيء بعد عقد أو عقدين من الزمن".
تشكل أراضي محافظة جنين حوالي 21 ألف دونم من إجمالي أراضي السهل، يعمل فيها ما نسبته 12.11% من السكان، يطالعون مساحة الأراضي السهلية الآخذة في الانحسار، وتحول سهل مرج بن عامر إلى اللون الرمادي شيئا فشيئا.
يبدو القلق واضحا على وجوه المزراعين، حيث يقول الخمسيني  تيسير خمايسة: "هذا الإنتاج لن يسوق، يطلبون منا زراعة هذا الصنف ويعدوننا بشرائه ثم ينكثون، أنا أخسر مع كل موسم، والتجار لا يلتزمون بالأسعار المتفق عليها".
ويجمع خمايسة حبات  الباذنجان ويضعها في صندوق يعتقد أنه لن يباع بأكثر من عشرة شواقل، على اعتبار أن التجار يتحكمون في أسعار المحصول الزراعي للفلاحين قبل عرضة في السوق، كما يتحكمون في طرق تسويقة.
لكن المشكلة الأبرز لدى تيسير وغيرة من الفلاحين  تتمثل في قلة مياه الري، فإسرائيل تحظر حفر الآبار الجوفية، وتقوم بهدم الآبار القديمة المقامة في الأراضي الزراعية والتي بلغ عددها حوالي 36 بئراً.
يؤكد نائب مدير زراعة جنين منذر صلاح أن هذه الآبار التي تقوم اسرائيل بردمها  باستمرار؛ ذات منسوب مياه منخفض، فهي غير مؤهله لضخ المياه من مستويات عميقة في التربة، أي أنها آبار "سطحية" كما يقول.
وسط نبابات الزهر وقف عاصم عابد شاب عشريني تربى في أراضي السهل، لكنها تغيرت عليه مذ قلت مياهها وتناقص إنتاجها، واجتاحها سيل العمران، يشير إلى الزهر ويقول: "نحتاج إلى خطط تسويقية من وزارة الزراعة المسؤولة عن مساعدة المزارعين في التسويق، والوزارة أيضا مسؤولة عن تقديم الحلول في قضية نقص المياه. من غير المعقول أن نحرم من مهنتنا لأن الدولة عاجزة عن جلب المياه لنا. بإمكانهم اعادة تكرير المياه العادمة المتوفرة بكثرة في مناطقنا".
ولا يخفي عابد يأسه فيتابع، "بعض المزارعين تركوا أراضيهم وحولوها إلى أراضٍ لزراعة الزيتون واللوزيات، والسبب عدم القدرة على الري. البعض الآخر ترك الزراعة واتجه لأعمال أخرى. ألسنا مجتمع زراعي، لماذا إذاً نخرج من جلدنا مضطرين أو راغبين والسبب التقصير؟".
za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024