دلالات زيارة مشعل لغزة- عادل عبد الرحمن
وصل امس السيد خالد مشعل ، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الى المحافظات الجنوبية (قطاع غزة) ، هي الاولى له ولبعض اعضاء الوفد المرافق له ( عزت الرشق ومحمد نصر ) اضافة للدكتور موسى ابو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي (ابن رفح) وصالح العاروري .
الزيارة وفق المعطيات المعلنة، تأتي للمشاركة في احتفالات حركة حماس بذكرى تأسيسها. لكن للزيارة أهداف اخرى، منها : استكمال انتخابات المكتب السياسي المركزي للحركة، وترتيب شؤون البيت الحمساوي، وملف المصالحة، والعلاقة مع اسرائيل بما فيها الهدنة ، والعلاقة مع مصر وجماعة الاخوان المسلمين في مصر، وايضا العلاقات الدولية وتحديدا مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
ويبدو ان زيارة ابو الوليد لغزة ستكون الاخيرة له بصفته رئيسا لحركة حماس. لاسيما وان الاتجاه العام في صفوف الحركة تتجه لاختيار الدكتور ابو مرزوق خلفا له. مستعيدا بذلك موقعه السابق قبل اعتقاله في الولايات المتحدة. خاصة وان السمة العامة للاتجاهات القيادية في الحركة باتت تتجه لاعفاء مشعل من موقعه . وكان عاد في الاونة الاخيرة اعلن (مشعل) انه لن يترشح لرئاسة المكتب السياسين رعم ان المرشد العام لحركة الاخوان محمد بديع والقيادتين القطرية والتركية، كانوا جميعهم يفضلون ابو الوليد على الاخرين بمن فيهم الدكتور موسى.
لكن تخلي مشعل عن رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، لن يجرده من تسلم موقع قيادي رمزي في الحركة تمهيدا لتهيئة الرجل لاستلام "رئاسة منظمة التحرير" حيث بدا من الواضح ان الحركة ستسير قدما نحو المصالحة ، رعم وجود قوى محافظة ومعارضة امثال الدكتور الزهار وفتحي حماد، الذي يريد "الاسهام في بناء دولة الخلافة الاسلامية!" لاعتقاد متنامي في اوساط الحركة وقيادة مكتب الارشاد الاخواني وقطر وتركيا ، ان على حماس ان تتهيأ ل"قيادة" مركز القرار الفلسطيني ، منظمة التحرير.
مما لاشك فيه ، ان زيارة مشعل والوفد المرافق له، تعتبر بكل المقاييس تاريخية لحركة حماس، لاسيما وان دخول مشعل لغزة لم يكن له ان يتم دون التنسيق مع حكومة اسرائيل، وقبولها ومباركتها للزيارة. لانها تراهن على لعب حركة حماس دورا يتوافق مع مخططاتها العدوانية لمصالح الشعب الفلسطيني العليا.
ودليل الموافقة الجلية والمباشرة لحكومة اسرائيل على الزيارة، هو رفضها لزيارة الدكتور رمضان عبدالله شلح، الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي، وتهديد حياته في حال وصل غزة مع نائبه زياد النخالة. وهذا يدلل على مدى التنسيق الجاري بين حركة حماس ودولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية. كما يشير الى ملامح الاتفاق المبرم بين الجانبين برعاية مصر في اعقاب العدوان الاسرائيلي على غزة في النصف الثاني من الشهر الماضي. ولم يكن وجود الدكتور شلح إلآ لضبط ايقاع دور حركة الجهاد، التي لعبت دورا مهما في اطلاق صواريخ فجر 5 وغيرها من الصواريخ على اسرائيل. بمعنى ان وجود امين عام الجهاد الاسلامي في الهدنة، كان ذات بعد شكلي لا أكثر ولا اقل. لان الهدف ترشيد سياسات حركة حماس، لتتناسب مع رؤية جماعة الاخوان المسلمين واتفاقها مع الولايات المتحدة الاميركية وضمنا دولة الابرتهايد الاسرائيلية.
الزيارة مهمة لحركة حماس إذا احسنت قيادتها معالجة قضاياها الداخلية والوطنية والعربية والدولية، وعمليا تابعت نهج سياسة قيادة جماعة الاخوان المسلمين المتساوقة مع اميركا ومصالحها وفي صلبها دولة اسرائيل. والايام القادمة ستكشف الكثير من الخفايا.
a.a.alrhman@gmail.com