انه الفيضان!
الفيضانات في مدينة أريحا
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جميل ضبابات
كنت زرت الوادي قبل ذلك مرات عديدة في إطار تغطيات صحفية لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). كان الوادي قد جف تماما في بعض مقاطعه السفلية البعيدة عن منابع المياه.
والأودية الهادرة الآن، بحد ذاتها تفصح عن تناقض آخر في الطبيعة الفلسطينية، فبعد الهدوء التام، فيضان هادر. ووادي المالح شرق الضفة الغربية الذي كان رئة الحياة هنا سابقا، مثل غيره فاض على حديه.
لقد عادت الحياة إليه. وعادت الحياة إلى أودية الضفة الغربية.
فقط قبل أيام اجتزت الوادي دون عائق.
غمرت المياه قدمي. لم يكن منسوب المياه أعلى من الحذاء، كان ذلك مؤشر على فناء الوادي الذي ساعد التجمعات الرعوية والزراعية القائمة هنا منذ عقود طويلة على البقاء. وكان ذلك أيضا علامة على التغيير البيئي والمناخي في عموم فلسطين.. بالنسبة لسكان المنطقة كان اضمحلال المياه في الوادي إشارة خطيرة لموت بطيء للوادي الذي ذكرته المناهج الدراسة الفلسطينية والكتب التاريخية كواحد من أهم الأودية في شمال الضفة الغربية.
وبالنسبة لهم ايضا كان الفيضان مفاجئة من مفاجئات الموسم القاسية.
في الصيف تمتص جذور نبات القصب وأشجار الطرفا معظم مياه الوادي حتى يجف تماما. وحرارة الشمس في الصيف كفيلة أيضا بتجفيف البحر الميت مع مرور السنوات.
لكن 48 ساعة من الجريان الهادر أعادت الحياة لوادي المالح.. ولو قدر لمصور صحافي أن يصل المنطقة ويلتقط صورا له من على قمة أي من التلال في ذروة فيضانه، سيحفظ التاريخ تلك الصورة التي قد لا تتكرر مرة أخرى. لقد حملت المياه المخيفة التي جرت في الأودية والشعاب سيلاً جارفا حمل معها الحجارة الصلدم والأتربة التي لم تصمد أمام قوة الجريان.
كان السماء صافيا ظهيرة الثلاثاء بيد انها في ساعات المساء سرعان ما تلبدت مرة أخرى بسحب داكنة بعد أن انقشعت لساعات قصيرة الغيوم بعد ليل ماطر عاصف في الضفة الغربية، التي تتعرض لـ"اوتستراد" منخفضات جوية عاصفة متلاحقة ما أدى إلى فيضان كل أودية فلسطين التاريخية.
وتركز حينها هطول المطر في منطقة السفوح الشرقية المطلة على الغور الشمالي والتي تتخللها الأودية والأخاديد المنحدرة التي جرت المياه فيها صوب الوادي.
لقد فاض الوادي سريعا. كان الفيضان في وادي المالح مخيفا.
ويجري هذا الوادي مخترقا أراضي الغور الشمالي متجها شرقا حتى جسر "أم عشيش" الذي يمر من فوقه واحد من أطول الطرق في فلسطين(شارع رقم 90). وتمضي المياه بعد ذلك الى نهر الاردن( الشريعة). كانت المياه التي يجرها الوادي حمراء بعد اختلاطها بالاتربة نتيجة حلول الرعد فوق الجبال.
يشد هدير الماء القادم من أعالي السفوح. كان الرعد قويا والبرق متلاحقا. وكان التنقل صعبا.
بصعوبة بالغة قطع بعض الصبية أطرافه الهادئة مستعينين بأغصان أشجار الطرفا. وبصعوبة أيضا تحركت الجرارات الزراعية وبعض سيارات الدفع الرباعي. لقد أصبحت الأرض الطينية مثل قطعة صابون مبتلة.
هذه هي الساعات التي يمكن وصف فيها الوادي بالخطر، بعد صيف هادئ. ويقول السكان أن مياه النبع كانت أقوى فيما مضى.
حتى هندسة الوادي تغيرت فجأة، كانت المياه الضحلة تسير في خط متعرج . وقد يكون للوادي في بعض الأماكن زوايا حادة تتجمع فيها بقع المياه. لقد اختفت النباتات التي تنبت على أطراف الوادي وتظل خضراء صيفاً شتاءً تحت المياه الجارية. لكن الرتم والأثل والدوم والطيون ستنبت قريبا والحيوانات مثل الوبر الصخري والغزال الفلسطيني والخلد الفلسطيني والطيور ستعود إلى الوادي لتشرب.
كانت الفيضانات في الأراضي الفلسطينية صادمة، وأظهرت ارتباكا على كل المستويات.
دفعت الفيضانات وما نتج عنها من ضحايا وخراب ودمار في البنية التحتية الحكومة الفلسطينية إلى إغلاق المؤسسات. ذاته رئيس الحكومة سلام فياض قال إن دولاً قائمة منذ عشرات السنين تواجه تحديات جسام في التعامل مع مثل هذه الأجواء، حيث بلغ منسوب الأمطار حوالي 200 ملم في أقل من 4 ساعات.
وذاتهم السكان على ضفاف الوادي وقفوا مذهولين أما الفيضان المؤقت.
zaجميل ضبابات
كنت زرت الوادي قبل ذلك مرات عديدة في إطار تغطيات صحفية لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). كان الوادي قد جف تماما في بعض مقاطعه السفلية البعيدة عن منابع المياه.
والأودية الهادرة الآن، بحد ذاتها تفصح عن تناقض آخر في الطبيعة الفلسطينية، فبعد الهدوء التام، فيضان هادر. ووادي المالح شرق الضفة الغربية الذي كان رئة الحياة هنا سابقا، مثل غيره فاض على حديه.
لقد عادت الحياة إليه. وعادت الحياة إلى أودية الضفة الغربية.
فقط قبل أيام اجتزت الوادي دون عائق.
غمرت المياه قدمي. لم يكن منسوب المياه أعلى من الحذاء، كان ذلك مؤشر على فناء الوادي الذي ساعد التجمعات الرعوية والزراعية القائمة هنا منذ عقود طويلة على البقاء. وكان ذلك أيضا علامة على التغيير البيئي والمناخي في عموم فلسطين.. بالنسبة لسكان المنطقة كان اضمحلال المياه في الوادي إشارة خطيرة لموت بطيء للوادي الذي ذكرته المناهج الدراسة الفلسطينية والكتب التاريخية كواحد من أهم الأودية في شمال الضفة الغربية.
وبالنسبة لهم ايضا كان الفيضان مفاجئة من مفاجئات الموسم القاسية.
في الصيف تمتص جذور نبات القصب وأشجار الطرفا معظم مياه الوادي حتى يجف تماما. وحرارة الشمس في الصيف كفيلة أيضا بتجفيف البحر الميت مع مرور السنوات.
لكن 48 ساعة من الجريان الهادر أعادت الحياة لوادي المالح.. ولو قدر لمصور صحافي أن يصل المنطقة ويلتقط صورا له من على قمة أي من التلال في ذروة فيضانه، سيحفظ التاريخ تلك الصورة التي قد لا تتكرر مرة أخرى. لقد حملت المياه المخيفة التي جرت في الأودية والشعاب سيلاً جارفا حمل معها الحجارة الصلدم والأتربة التي لم تصمد أمام قوة الجريان.
كان السماء صافيا ظهيرة الثلاثاء بيد انها في ساعات المساء سرعان ما تلبدت مرة أخرى بسحب داكنة بعد أن انقشعت لساعات قصيرة الغيوم بعد ليل ماطر عاصف في الضفة الغربية، التي تتعرض لـ"اوتستراد" منخفضات جوية عاصفة متلاحقة ما أدى إلى فيضان كل أودية فلسطين التاريخية.
وتركز حينها هطول المطر في منطقة السفوح الشرقية المطلة على الغور الشمالي والتي تتخللها الأودية والأخاديد المنحدرة التي جرت المياه فيها صوب الوادي.
لقد فاض الوادي سريعا. كان الفيضان في وادي المالح مخيفا.
ويجري هذا الوادي مخترقا أراضي الغور الشمالي متجها شرقا حتى جسر "أم عشيش" الذي يمر من فوقه واحد من أطول الطرق في فلسطين(شارع رقم 90). وتمضي المياه بعد ذلك الى نهر الاردن( الشريعة). كانت المياه التي يجرها الوادي حمراء بعد اختلاطها بالاتربة نتيجة حلول الرعد فوق الجبال.
يشد هدير الماء القادم من أعالي السفوح. كان الرعد قويا والبرق متلاحقا. وكان التنقل صعبا.
بصعوبة بالغة قطع بعض الصبية أطرافه الهادئة مستعينين بأغصان أشجار الطرفا. وبصعوبة أيضا تحركت الجرارات الزراعية وبعض سيارات الدفع الرباعي. لقد أصبحت الأرض الطينية مثل قطعة صابون مبتلة.
هذه هي الساعات التي يمكن وصف فيها الوادي بالخطر، بعد صيف هادئ. ويقول السكان أن مياه النبع كانت أقوى فيما مضى.
حتى هندسة الوادي تغيرت فجأة، كانت المياه الضحلة تسير في خط متعرج . وقد يكون للوادي في بعض الأماكن زوايا حادة تتجمع فيها بقع المياه. لقد اختفت النباتات التي تنبت على أطراف الوادي وتظل خضراء صيفاً شتاءً تحت المياه الجارية. لكن الرتم والأثل والدوم والطيون ستنبت قريبا والحيوانات مثل الوبر الصخري والغزال الفلسطيني والخلد الفلسطيني والطيور ستعود إلى الوادي لتشرب.
كانت الفيضانات في الأراضي الفلسطينية صادمة، وأظهرت ارتباكا على كل المستويات.
دفعت الفيضانات وما نتج عنها من ضحايا وخراب ودمار في البنية التحتية الحكومة الفلسطينية إلى إغلاق المؤسسات. ذاته رئيس الحكومة سلام فياض قال إن دولاً قائمة منذ عشرات السنين تواجه تحديات جسام في التعامل مع مثل هذه الأجواء، حيث بلغ منسوب الأمطار حوالي 200 ملم في أقل من 4 ساعات.
وذاتهم السكان على ضفاف الوادي وقفوا مذهولين أما الفيضان المؤقت.