بالصور- قرية بتير "سر من رأى" وهبة من التاريخ والجغرافيا
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عبد الرحمن يونس - ثمة هبات من الطبيعة تحولت على مر الزمن إلى أماكن مكتظة بالأساطير؛ ما استوجب اعتبارها جزءا من الميراث الجمعي للبشر يتوجب الحفاظ عليه، غير أن "بتّير" الصغيرة التي تمثل واحدة من هبات الجغرافيا و التاريخ معا و حافظت على اسمها الكنعاني الذي يحيل إلى تخيل أعشاش الطيور المعلقة ( بيت إير) تواجه محنة قاسية، بالرغم من أنها نالت عام 2011 جائزة "اليونسكو" السنوية "للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي" من بين أكثر من 40 قرية في أنحاء من العالم...
"بتير" التي تمنح أهلها و زائريها متعة سماع تدفق المياه من الينابيع إلى شبكة ري رومانية معقدة تحت أقدامهم، ترتدي الربيع معظم أيام السنة و تزهو ببساتينها المزروعة بأنواع الفواكه و الزعتر و النعناع و البقدونس و "الباذنجان البتيري"، فيما القرية التي يقيم فيها أكثر من 3 آلاف مواطن ومصنفة (ج) بحسب اتفاق أوسلو .. تتراءى فيها البيوت و البساتين من بعيد كما لو أنها تكاد تنزلق إلى الوادي؛ فيما لا تزال فطنة سكانها الذين بنوها قبل الميلاد بمئات السنوات، تحمي حدائقها المعلقة من الانجراف بجدران استنادية ترتفع ما بين 5 و 8 أمتار
المحنة التي تتهدد قرية بتير إلى الغرب من بيت لحم، تتمثل في اعتزام قوات الاحتلال بناء مقطع من "جدار الفصل" على أراضيها بذريعة حماية تنقل القطار على السكة الحديدية ما بين القدس و تل أبيب من "هجمات فدائية محتملة"، وهي محنة إذا ما حدثت بالفعل، من شأنها أن تعزل نحو 3 آلاف دونم من أراضي القرية، إضافة إلى أنها ستدمر شبكة الري الرومانية الأثرية التي لا يزال المزارعون يستخدمونها ، وهو ما يعني ، فوق ذلك، تدمير مصادر أرزاق الكثير من المواطنين، سيما أن مخطط الجدار المعلن يمتد مسافة 3 كيلومترات داخل أراضي القرية .
قال حسن محمد المسؤول في "متحف بتير الأثري" أن تداعيات إقامة "الجدار" فوق أراضي القرية، سوف تطال، إضافة إلى جمال الطبيعة الذي يقاربها إلى "جنة مصغرة" كما وصف المزارع من أهالي القرية محمد عبد الفتاح القيسي – سوف تطال إرث حضاري مزدحم بأسماء و أحداث و معتقدات دينية، بينها أن "أبو الأنبياء إبراهيم الخليل" شرب من مائها، وصلى على ترابها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وأيضا على ترابها يمتد مقطعا من مشروع السكة الحديدية الذي "لو اكتمل" لربط الشام بالحجاز
من جهته، أشار عليان شامل عضو مجلس قروي بتير في حديث مع دوت كوم ، أن الإعتراضات القانونية التي تقدم بها أهالي القرية لمنع إقامة الجدار، نجحت في انتزاع قرار من المحكمة الإسرائيلية العليا يقضي بتجميّد بنائه في الوقت الحالي، إلا أن طلب المحكمة من وزارة جيش الاحتلال لم ينه المخاوف من أن القرار ليس سوى"ذر للرماد في العيون"، لافتا إلى أن إقامة الجدار من شأنها إذا ما حدثت، تدشن نقطة تحول تاريخية أخرى في حياة أهالي القرية، موضحا أن أراضيهم التي توزعت على جانبي حدود خط التقسيم حسب القرار الصادر عن مجلس الأمن عام 1947، زاولوا ملكيتها بمقتضى " اتفاقية رودس" ( بين الحكومة الأردنية و دولة إسرائيل ) التي عدلت مسار خط الحدود سنة 1949، وذلك مقابل المحافظة على سلامة القطار الذي يمر من أراضيهم؛ حسب نص الاتفاقية .
من بين التدخلات الفظة لسلطات الاحتلال التي تنغص على الحياة في "بتير"، قال المواطن القيسي الذي تمنعه من توسيع بيته الصغير الواقع وراء "حدود رودس"، منع أهالي القرية من بناء أحواض مائية لتجميع مياه الينابيع التي يشربها الوادي ( يستغل منها واحد في المئة فقط حسب بعض الاحصائيات ) ؛ ما يحيلهم، مثل غيرهم من أهالي القرى الفلسطينية إلى شح في المياه خلال الصيف.
قالت مصادر من وزارة السياحة التي تعاونت و مجلس قروي بتير و مؤسسات أخرى مهتمة في رسم "مسار سياحي" بطول 7 كيلومترات ينطلق من بيت جالا مرورا بالقرية - قالت أنه ينتظر إدراج الأخيرة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو في منتصف العام الجاري "بشكل طارئ"، وهو ما يوفر في حال نجحت المساعي في هذا الاتجاه، توفير سبل إضافية لحمايتها من المحاولات الإسرائيلية لبناء الجدار ، فضلا عن أن ذلك – كما أوضحت المصادر – سوف يساعد في إنعاش السياحة إلى قرية فلسطينية مسكونة بالربيع و تضم مواقع أثرية كنعانية ورومانية وبيزنطية، من أبرزها قلعة كنعانية وحمام روماني والبئر الذي شرب منه إبراهيم عليه السلام في طريقه إلى الخليل والمسجد الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب حين فتح القدس
للصور ادخل هنا
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.608689169159880.1073741893.307190499309750&type=1
zaعبد الرحمن يونس - ثمة هبات من الطبيعة تحولت على مر الزمن إلى أماكن مكتظة بالأساطير؛ ما استوجب اعتبارها جزءا من الميراث الجمعي للبشر يتوجب الحفاظ عليه، غير أن "بتّير" الصغيرة التي تمثل واحدة من هبات الجغرافيا و التاريخ معا و حافظت على اسمها الكنعاني الذي يحيل إلى تخيل أعشاش الطيور المعلقة ( بيت إير) تواجه محنة قاسية، بالرغم من أنها نالت عام 2011 جائزة "اليونسكو" السنوية "للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي" من بين أكثر من 40 قرية في أنحاء من العالم...
"بتير" التي تمنح أهلها و زائريها متعة سماع تدفق المياه من الينابيع إلى شبكة ري رومانية معقدة تحت أقدامهم، ترتدي الربيع معظم أيام السنة و تزهو ببساتينها المزروعة بأنواع الفواكه و الزعتر و النعناع و البقدونس و "الباذنجان البتيري"، فيما القرية التي يقيم فيها أكثر من 3 آلاف مواطن ومصنفة (ج) بحسب اتفاق أوسلو .. تتراءى فيها البيوت و البساتين من بعيد كما لو أنها تكاد تنزلق إلى الوادي؛ فيما لا تزال فطنة سكانها الذين بنوها قبل الميلاد بمئات السنوات، تحمي حدائقها المعلقة من الانجراف بجدران استنادية ترتفع ما بين 5 و 8 أمتار
المحنة التي تتهدد قرية بتير إلى الغرب من بيت لحم، تتمثل في اعتزام قوات الاحتلال بناء مقطع من "جدار الفصل" على أراضيها بذريعة حماية تنقل القطار على السكة الحديدية ما بين القدس و تل أبيب من "هجمات فدائية محتملة"، وهي محنة إذا ما حدثت بالفعل، من شأنها أن تعزل نحو 3 آلاف دونم من أراضي القرية، إضافة إلى أنها ستدمر شبكة الري الرومانية الأثرية التي لا يزال المزارعون يستخدمونها ، وهو ما يعني ، فوق ذلك، تدمير مصادر أرزاق الكثير من المواطنين، سيما أن مخطط الجدار المعلن يمتد مسافة 3 كيلومترات داخل أراضي القرية .
قال حسن محمد المسؤول في "متحف بتير الأثري" أن تداعيات إقامة "الجدار" فوق أراضي القرية، سوف تطال، إضافة إلى جمال الطبيعة الذي يقاربها إلى "جنة مصغرة" كما وصف المزارع من أهالي القرية محمد عبد الفتاح القيسي – سوف تطال إرث حضاري مزدحم بأسماء و أحداث و معتقدات دينية، بينها أن "أبو الأنبياء إبراهيم الخليل" شرب من مائها، وصلى على ترابها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وأيضا على ترابها يمتد مقطعا من مشروع السكة الحديدية الذي "لو اكتمل" لربط الشام بالحجاز
من جهته، أشار عليان شامل عضو مجلس قروي بتير في حديث مع دوت كوم ، أن الإعتراضات القانونية التي تقدم بها أهالي القرية لمنع إقامة الجدار، نجحت في انتزاع قرار من المحكمة الإسرائيلية العليا يقضي بتجميّد بنائه في الوقت الحالي، إلا أن طلب المحكمة من وزارة جيش الاحتلال لم ينه المخاوف من أن القرار ليس سوى"ذر للرماد في العيون"، لافتا إلى أن إقامة الجدار من شأنها إذا ما حدثت، تدشن نقطة تحول تاريخية أخرى في حياة أهالي القرية، موضحا أن أراضيهم التي توزعت على جانبي حدود خط التقسيم حسب القرار الصادر عن مجلس الأمن عام 1947، زاولوا ملكيتها بمقتضى " اتفاقية رودس" ( بين الحكومة الأردنية و دولة إسرائيل ) التي عدلت مسار خط الحدود سنة 1949، وذلك مقابل المحافظة على سلامة القطار الذي يمر من أراضيهم؛ حسب نص الاتفاقية .
من بين التدخلات الفظة لسلطات الاحتلال التي تنغص على الحياة في "بتير"، قال المواطن القيسي الذي تمنعه من توسيع بيته الصغير الواقع وراء "حدود رودس"، منع أهالي القرية من بناء أحواض مائية لتجميع مياه الينابيع التي يشربها الوادي ( يستغل منها واحد في المئة فقط حسب بعض الاحصائيات ) ؛ ما يحيلهم، مثل غيرهم من أهالي القرى الفلسطينية إلى شح في المياه خلال الصيف.
قالت مصادر من وزارة السياحة التي تعاونت و مجلس قروي بتير و مؤسسات أخرى مهتمة في رسم "مسار سياحي" بطول 7 كيلومترات ينطلق من بيت جالا مرورا بالقرية - قالت أنه ينتظر إدراج الأخيرة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو في منتصف العام الجاري "بشكل طارئ"، وهو ما يوفر في حال نجحت المساعي في هذا الاتجاه، توفير سبل إضافية لحمايتها من المحاولات الإسرائيلية لبناء الجدار ، فضلا عن أن ذلك – كما أوضحت المصادر – سوف يساعد في إنعاش السياحة إلى قرية فلسطينية مسكونة بالربيع و تضم مواقع أثرية كنعانية ورومانية وبيزنطية، من أبرزها قلعة كنعانية وحمام روماني والبئر الذي شرب منه إبراهيم عليه السلام في طريقه إلى الخليل والمسجد الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب حين فتح القدس
للصور ادخل هنا
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.608689169159880.1073741893.307190499309750&type=1