548 مستعمرا يقتحمون الأقصى في ثاني أيام رمضان    الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم الـ41    سلطات الاحتلال توقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتغلق المعابر "حتى اشعار آخر"    شهيد وجرحى في قصف الاحتلال شرق بيت حانون    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم 35 على التوالي    الاحتلال يقتحم أحياء عدة من نابلس ومخيماتها    الأحمد يلتقي القنصل العام البريطاني لدى فلسطين    "هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية  

الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية

الآن

التنجيد.. مهنة برسم الانقراض

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
وسام الشويكي- في مشغله بقلب البلدة القديمة على الطريق المؤدي إلى الحرم الإبراهيمي بالخليل يزاول عبد السميع عسيلي (61 عاماً) مهنة التنجيد.
أكياس مملوءة بشعر الماعز، إبر، خيطان، قطع من القماش، مطرقة حديدية، ماكينة خياطة هي الأدوات المستخدمة لصناعة "فرشة" أو "مخدة" أو "لحاف" على النمط القديم.
امتهن عبد السميع عسيلي التنجيد منذ سن الثالثة عشرة إذ كان يستغل فترة عطلة الثلاثة أشهر الصيفية ليتوجه إلى خاله المُنجّد جميل دنديس لمساعدته. وبفعل الظروف القاسية آنذاك اضطر لترك الدراسة والتفرغ للمهنة. وفتح محله عام 1970.
يقول عسيلي: "التنجيد مهنة لا يجيدها إلا من تَعلم على أيدي المعلمين الكبار لهذه الحرفة".
 ويصف كيف كان التنجيد مهنة مشهورة قبل عشرات السنين لاعتماد الناس عليها اعتماداً تاماً في فرش البيت. وكان الفرش يقيد في عقد الزواج، "كان توفير فرشتين ولحافين وأربع مخدات كبار وجنابي شرطاً أساسياً عند الزواج".
يقول عسيلي بعد 48 عاماً في المهنة: "بعد غسل الصوف وتنظيفه وتركه لأيام تحت الشمس حتى يجف جيداً، يتم نفش الصوف بمطرقة حديدية أو خشبية، وأحيانا نفشه باليد لإزالة الشوائب العالقة. ثم نفرش الصوف داخل قطعة القماش الكبيرة المخيطة سلفاً من الجوانب الثلاثة، ونستخدم عصا خشبية لتوزيع الصوف بالتساوي داخل القماش، ثم ابدأ بعملية تخييط الصوف من خلال غرز الإبرة داخله على مسافة متساوية بين غرزة وأخرى وبشكل هندسي".
ويكرر: "الشكل الهندسي هو السر في اتقان مهنة التنجيد". كيف؟
"التنجيد الجيد يعتمد التقارب بين الغرز مع شكل هندسي لتبدو الفرشة وكأن عليها رسما".
وتستغرق عملية تنجيد لحاف مقاسه 2x 2.20 متراً وبداخله 5-6 كيلوغرامات من الصوف نحو ساعتين. سعر مثل هذا اللحاف حوالي 150 شيقلاً.
ويبين عسيلي أن التنجيد نوعان: عربي وافرنجي؛ فالأول تنجيد الفرشات الأرضية، أما الثاني فهو تنجيد فرشات التخوت الذي يحتاج إلى مهارة أكبر لإتقانه، بسبب احتوائه على رسومات وزركشات.
ويتحسر عبد السميع عسيلي على "العصر الذهبي" للمهنة عندما كانت تشهد رواجاً كبيراً، بينما اليوم استغني عنها بالفرشات الصناعية من الإسفنج وغيره. ورغم عدم قناعته بصحيتها (لا تمتص العرق أثناء النوم على خلاف الصوف)، إلا انه لا ينكر "التقدم، والتغير".
ويقول إن الإقبال على الفراش التقليدي صار نادراً، ومقصوراً على من عنده فرش قديم موروث عن الآباء والأمهات. وأحياناً يرغبون في "تدوير" فرشات الجدات إلى مخدات أو لحف.
المنجدون قليلون جداً لعزوف الناس عن شراء الفرشات التقليدية وميلهم نحو الصناعي الرخيص. معتبراً الشغل في هذه المهنة بالوقت الحاضر بات أقرب إلى "الفلكلور" رغم انتعاشها نسبياً في مناطق القرى والأرياف لتربيتها المواشي بكثرة وتوفر المادة الخام الطبيعية.
za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025