مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

التنجيد.. مهنة برسم الانقراض

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
وسام الشويكي- في مشغله بقلب البلدة القديمة على الطريق المؤدي إلى الحرم الإبراهيمي بالخليل يزاول عبد السميع عسيلي (61 عاماً) مهنة التنجيد.
أكياس مملوءة بشعر الماعز، إبر، خيطان، قطع من القماش، مطرقة حديدية، ماكينة خياطة هي الأدوات المستخدمة لصناعة "فرشة" أو "مخدة" أو "لحاف" على النمط القديم.
امتهن عبد السميع عسيلي التنجيد منذ سن الثالثة عشرة إذ كان يستغل فترة عطلة الثلاثة أشهر الصيفية ليتوجه إلى خاله المُنجّد جميل دنديس لمساعدته. وبفعل الظروف القاسية آنذاك اضطر لترك الدراسة والتفرغ للمهنة. وفتح محله عام 1970.
يقول عسيلي: "التنجيد مهنة لا يجيدها إلا من تَعلم على أيدي المعلمين الكبار لهذه الحرفة".
 ويصف كيف كان التنجيد مهنة مشهورة قبل عشرات السنين لاعتماد الناس عليها اعتماداً تاماً في فرش البيت. وكان الفرش يقيد في عقد الزواج، "كان توفير فرشتين ولحافين وأربع مخدات كبار وجنابي شرطاً أساسياً عند الزواج".
يقول عسيلي بعد 48 عاماً في المهنة: "بعد غسل الصوف وتنظيفه وتركه لأيام تحت الشمس حتى يجف جيداً، يتم نفش الصوف بمطرقة حديدية أو خشبية، وأحيانا نفشه باليد لإزالة الشوائب العالقة. ثم نفرش الصوف داخل قطعة القماش الكبيرة المخيطة سلفاً من الجوانب الثلاثة، ونستخدم عصا خشبية لتوزيع الصوف بالتساوي داخل القماش، ثم ابدأ بعملية تخييط الصوف من خلال غرز الإبرة داخله على مسافة متساوية بين غرزة وأخرى وبشكل هندسي".
ويكرر: "الشكل الهندسي هو السر في اتقان مهنة التنجيد". كيف؟
"التنجيد الجيد يعتمد التقارب بين الغرز مع شكل هندسي لتبدو الفرشة وكأن عليها رسما".
وتستغرق عملية تنجيد لحاف مقاسه 2x 2.20 متراً وبداخله 5-6 كيلوغرامات من الصوف نحو ساعتين. سعر مثل هذا اللحاف حوالي 150 شيقلاً.
ويبين عسيلي أن التنجيد نوعان: عربي وافرنجي؛ فالأول تنجيد الفرشات الأرضية، أما الثاني فهو تنجيد فرشات التخوت الذي يحتاج إلى مهارة أكبر لإتقانه، بسبب احتوائه على رسومات وزركشات.
ويتحسر عبد السميع عسيلي على "العصر الذهبي" للمهنة عندما كانت تشهد رواجاً كبيراً، بينما اليوم استغني عنها بالفرشات الصناعية من الإسفنج وغيره. ورغم عدم قناعته بصحيتها (لا تمتص العرق أثناء النوم على خلاف الصوف)، إلا انه لا ينكر "التقدم، والتغير".
ويقول إن الإقبال على الفراش التقليدي صار نادراً، ومقصوراً على من عنده فرش قديم موروث عن الآباء والأمهات. وأحياناً يرغبون في "تدوير" فرشات الجدات إلى مخدات أو لحف.
المنجدون قليلون جداً لعزوف الناس عن شراء الفرشات التقليدية وميلهم نحو الصناعي الرخيص. معتبراً الشغل في هذه المهنة بالوقت الحاضر بات أقرب إلى "الفلكلور" رغم انتعاشها نسبياً في مناطق القرى والأرياف لتربيتها المواشي بكثرة وتوفر المادة الخام الطبيعية.
za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024