532 مستعمرا يقتحمون الأقصى    الاحتلال يقتحم خياما في المغير ويسرق مبلغا ماليا    الاحتلال يشرع بهدم منشآت في الرأس الأحمر جنوب طوباس    عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها يدخل يومه الـ76: تواصل عمليات التجريف وحرق منازل وهدم أخرى    "اليونيسيف": إغلاق نحو 21 مركزا لعلاج سوء التغذية في غزة نتيجة استئناف العدوان    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ70 على التوالي    إسرائيل تحتجز نائبتين بريطانيتين وتمنعهما من الدخول خوفا من توثيقهما تجاوزات الجيش والشرطة    إصابة مواطن من كوبر برصاص الاحتلال في الرام    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال المتواصل على خان يونس    "جماعات الهيكل" تدعو للبدء بذبح القرابين في الأقصى اليوم    20 يوما لعودة الحرب: شهداء بالعشرات تدمير مربعات سكنية برفح وشهداء بخان يونس وغزة    الاحتلال يداهم منازل ويستولي على تسجيلات كاميرات مراقبة في عزون شرق قلقيلية    إصابة ثلاثة مواطنين باعتداء قوات الاحتلال عليهم شرق بيت لحم    الطقس: أجواء صافية وحارة نسبيا وارتفاع ملموس على درجات الحرارة    شهداء وجرحى جراء استهداف الاحتلال خيمة ومنزلا في مواصي خان يونس  

شهداء وجرحى جراء استهداف الاحتلال خيمة ومنزلا في مواصي خان يونس

الآن

لسعات اللشمانيا

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
فاطمة إبراهيم
وسط حقل أخضر في منطقة المالح بالأغوار الشمالية، وبينما تنتشر عائلة .... دراغمة لالتقاط نبات الفول؛ يهتز مهد صغيرتهم بتول ويزور النوم عينيها المحمية من أشمعة الشمس بمظلة صغيرة، فيما تظهر على جبهتها تقرحات وندب، تشبه إلى حد كبير آثار الحروق، تلك علامات تركتها لسعات حشرة تعرف باسم ذبابة الرمل أو 'اللشمانيا'.
ذاته شقيق بتول الذي يهز مهدها، كان قد أصيب بلسعة مشابهة قبل عام، في السهول الخضراء المنبسطة على مد البصر. لا يمكن لأحد تخيل أن ذبابة لا تكاد ترى بالعين المجردة، 'تسم' الساكنين بلسعاتها، تاركة فيهم ندبا.
بين نبات الفول التي تقوم بجمعه، تحدثت دلال دراغمة والدة الصغيرة بتول: 'تبدأ الحبيبات الحمراء بالظهور حال لسع الذبابة لوجوه الأطفال أو أيديهم، ويستمر التهيج حتى يكبر حجم الندب. علمت أن ما أصاب بتول هو (اللشمانيا) منذ رأيت جبينها متهيجا. خبرتي مما رأيته على أجساد أشقائها كانت كافية لأعلم ذلك.
تعيش ذبابة الرمل أو 'اللشمانيا' أو كما يطلق عليها بعض ساكني المضارب البدوية 'ذبابة أريحا'؛ على أجساد بعض الحيوانات كالكلاب والقطط والقوارض، وتتغذى على دمائها، حاملة معها بكتيريا 'اللشمانيا'، حيث تنقلها إلى الأجزاء الظاهرة من جسم الانسان بعد لسعها، مسسبة بثوراً حمراء اللون، وتقرحات يصل حجمها إلى ما يقارب 3 سنتيمترات، لا تشفى بسهولة وقد تسبب علامات بعد علاجها، كما أن فترة العلاج تحتاج قد تمتد لعدة أشهر.
'في منطقة الأغوار الشمالية يكاد لا يخلو بيت من إصابة بمرض اللشمانيا الطفيلي'، تقول فاطمة دراغمة وهي تقف بجوار حفيدها تمنع عنه قدر ما استطاعت وصول الحشرات إلى جسده، وتضيف: في أسرتنا سبع إصابات. أنا وولدي وأحفادي. نحن لا نرى الذبابة قبل ان تلسعنا لكنها لا تستثني أحداً'.
بعض حالات 'اللشمانيا' تحتاج الى حقن 'البنتوستام'، والتي تعطى داخل التقرحات لمدة ثلاثة أسابيع، لكن في الحالات شديدة التهيج وكثيرة الحبوب يتم اللجوء إلى طريقة الكي بغاز 'النيتروجين' البارد، لوقف التهيج وتنشيف الحبة وقتل الطفيل، حسب أخضائيي الأمراض الجلدية.
في منطقة المالح وحدها يوجد 53 مصابا، كما يوجد غيرهم في المضارب الأخرى بالأغوار الشمالية، وغالبيتهم تعتقد بأن سبب انتشار ذبابة 'اللشمانيا' هو حيوان ثدي يتغذى على الأعشاب يدعى 'الوبر الصخري'، وتعود أصولة إلى برية القدس، ووجوده النادر الذي سُجّل قبل 150 عاما في الطبيعة الفلسطينية جعله مهددا بالانقراض، ما دفعة للانتقال إلى جبال نابلس وجنين وفي الاغوار الشمالية، حيث يستقر 'الوبر الصخري' على التلال أعلى مساكن البدو، تتطفل على دماءه ذبابة 'اللشمانيا'.
جمعية الحياة البرية الفلسطينية لا تعتقد بصحة هذة الرواية، حيث يقول مديرها التنفيذي عماد الأطرش: 'وجود الوبر الصخري في مناطق المالح والمضارب قليل. ودراساتنا تشير إلى أن الكلاب الضالة مثلا والنفايات والمخلفات الزراعية القريبة من السكان في هذه المنطقة ومناطق أخرى، تنقل طفيل اللشمانيا بشكل اوسع من الوبر الصخري'.
ويؤكد الاطرش أن الوقاية من المرض أهم من القاء اللوم على الوبر الصخري، مبينا أن التخلص من النفايات بطرق صحيحة، ورش الأماكن القريبة من السكان بمبيدات الحشرات، هو الطريقة الوحيدة للحد من انتشار 'اللشمانيا'.
لم يكن وجه الطفلة بتول هدف لسعات اللشمانيا الوحيدة، فقبلها لُسعت جدتها وشقيقها وأبناء عمها، وربما ستصاب بعدها ابنة عمها ووالدتها، بالإضافة إلى سكان القرى والبلدات الفلسطينية البعيدة عن المضارب البدوية، طالما تتجول الحيوانات الضالة بأريحية في هذه المناطق، وطالما عجزت المؤسسات المعنية 'كوزارات الزراعة والبيئة والصحة عن مكافحة الذباب والبعوض.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House