يوم الارض - عادل عبد الرحمن
غدا الثلاثون من آذار (مارس) تهل الذكرى ال 37 ليوم الارض العظيم، الذي دشنه شهداء الجليل والمثلث والنقب عام 1976، دفعوا دماءهم قربانا للارض الفلسطينية العربية، واعلنوا تشبثهم بارض الاباء والاجداد من خلال تصديهم آنذاك لوثيقة ومشروع كينغ الصهيوني التهويدي، ونجحوا في صده وافشاله.
تاريخ الكفاح الوطني على مدار العقود الممتدة من نهايات القرن التاسع عشر وطيلة القرن العشرين وحتى اللحظة الراهنة من العقد الحادي والعشرين، هو تاريخ الدفاع عن الارض الفلسطينية العربية. وستبقى ايام الشعب ومعاركه المتواصلة، اياما للدفاع عن الارض والرواية الوطنية حتى تحقيق الاهداف الوطنية في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي طردوا منها في حرب تطهير عرقية قادتها الحركة الصهيونية بدعم واسناد قوى الغرب الاستعمارية.
تحل الذكرى هذا العام في ظل تصاعد صهيوني محموم لتهويد ومصادرة الاراضي الفلسطينية وخاصة في القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، ومع إنعدام الافق لتحريك عملية السلام على المسار الفلسطيني الاسرائيلي، رغم مرور قرابة العقدين على توقيع اتفاقيات اوسلو المشؤومة نتيجة غياب قوة الدفع الدولية وخاصة الاميركية، لا بل وتواطؤ تلك القوى وتساوقها مع السياسات الكولونيالية الاسرائيلية.
كما ان يوم الارض يطل على الشعب العربي الفلسطيني مع استمرار ومواصلة الانقلاب الحمساوي الاسود على الشرعية، ومراوحة عملية المصالحة عند حدود الاتفاقات النظرية بسبب تعنت وتلكؤ وتسويف ومماطلة قيادة حركة حماس في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وافتعالها المعارك الوهمية من خلال مواصلة الهجوم والتحريض المسموم على القيادة الشرعية وخاصة الرئيس محمود عباس دون اية اسباب سوى سبب الهروب من استحقاق المصالحة ، والاصرار على الانكفاء والتخندق في خنادق المصالح الفئوية الضيقة لقيادة الانقلاب. وكان آخر اشكال التهرب من المصالحة عشية القمة العربية الاخيرة، حين دعت قيادات حماس القمة في إعادة النظر في التمثيل الفلسطيني مستقوية بتسلم قيادات الاخوان المسلمين مقاليد الحكم في العديد من الدول العربية وخاصة مصر والدعم القطري.
ويأتي يوم الارض في ذكراه السابعة والثلاثين والنظام السياسي العربي مازال يراوح مكانه نتيجة التبعية لاميركا، مكبل اليدين والارادة، غير قادر على إستخدام الحد الادنى من اوراق القوة العربية لفرض مبادرة السلام العربية، وتكريس خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967. مع ان القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية.
فضلا عن ان العديد من الدول العربية واقليم الشرق الاوسط الكبير تشهد حالة من عدم الاستقرار والاضطراب، التي تشي بتطورات عاصفة تهدد السلم العربي والاقليمي ومستقبل المنطقة.
كل هذه الاحداث تملي على الشعب الفلسطيني وقواه الحية بقيادة منظمة التحرير العمل بكل الوسائل اولا إعادة الاعتبار للوحدة الوطنية، وتنفيذ اتفاق المصالحة والاستفادة من عقد القمة العربية المصغرة في القاهرة خلال الشهر القادم لتكريس اللحمة وعودة الشرعية الوطنية للقطاع، وطي صفحة الانقلاب الى غير رجعة؛ ثالثا تعزيز اشكال النضال والدفاع عن الارض الفلسطينية العربية من خلال تعميق شكل الكفاح الشعبي والديبلوماسي والسياسي؛ رابعا تعزيز العلاقة مع القوى الوطنية والقومية في الدول العربية لتطوير عملية التشابك الوطني والقومي والاستفادة من المتغيرات العربية لصالح دعم النضال الوطني؛ وخامسا توسيع دائرة التضامن الاممي مع الدول والمؤسسات والافراد والمنابر الاعلامية والحقوقية والبرلمانية والاكاديمية للدفاع عن الحقوق الوطنية وخاصة الارض الفلسطينية المحتلة الخاضعة للاستيطان الاستعماري، ولمحاصرة وعزل دولة التطهير العرقي الاسرائيلية لاخضاعها لاستحقاقات عملية السلام وخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 67.