مؤتمر بلعين للمقاومة الشعبية- عادل عبد الرحمن
انعقد مؤتمر بلعين الثامن للمقاومة الشعبية بين 2 و4 تشرين الأول الجاري، وشكل خطوة نوعية متقدمة قياسا بالمؤتمرات السبعة السابقة، ليس لجهة الحضور السياسي والشعبي والاممي، بل في النتائج، التي تمخضت عن المؤتمر. كما في الفعاليات والانشطة الكفاحية، التي تمثلها المؤتمرون في اليوم الثاني، حيث قام النشطاء من رام الله وبيت لحم ونابلس والنبي صالح وبلعين ونعلين والعيزرية وابو ديس بالتوجه لبيت لحم, ونجحوا في كسر الحصار عن الولجة ودير كريمزان وأزالوا البوابة الحديدية، ثم توجهوا الى حاجز الكونتينر شرق بلدة السواحرة الشرقية، والاعتصام عند الحاجز، بعدما اعتقل جنود جيش الاحتلال عددا من النشطاء، ومنهم: عبدالله ابو رحمة ومحمد الخطيب وناجي التميمي، واستمر الاعتصام حتى افرج عنهم، ولاحقا توجهوا الى العيزرية وابو ديس "رأس قبسة"، وتمكنوا من إحداث ثلاث ثغرات في جدار الضم والتوسع المطل على القدس الشريف..
مؤتمر بلعين للمقاومة الشعبية الثامن، تميز بالربط العميق بين البعدين النظري والتطبيقي. وكان الحوار والنقاش عميقا وجديا، وارتقى نسبيا إلى مستوى الطموح الوطني من حيث: اولا: إطلاق اسم السفير الفرنسي "ستيفان هيسل"، المتضامن الاممي على المؤتمر. وهذا يعكس مدى تطور الصلة بين المؤتمر والاصدقاء الامميين. وبهذه الخطوة، فإن المؤتمر يخطو خطوة إضافية نحو تعزيز وترسيخ العلاقة مع انصار السلام في العالم بمن فيهم الاسرائيليون. ثانيا: الاتفاق على تغيير اسم المؤتمر، ليكون "مؤتمر فلسطين للمقاومة الشعبية، وبذلك تجاوز البعد المناطقي الضيق للمقاومة، بذلك يوسع ويوحد جهود الفعاليات الشعبية في بوتقة مؤتمر واحد. ثالثا: لتعميق الفكرة السابقة، قام المؤتمر بتشكيل لجنة تحضيرية واحدة من كل لجان المقاومة الشعبية في المدن والمحافظات المختلفة، وصهرها في لجنة وطنية واحدة. رابعا: الاتفاق على توحيد الخطاب السياسي والكفاحي للجان المقاومة، وتوحيد المفاهيم والمصطلحات وآليات العمل في كل خطوط التماس والمواجهة مع دولة الاحتلال وجيش ارهابها المنظم. خامسا: والاهم تشكيل إطار قانوني للمقاومة الشعبية لحماية نشطاء المقاومة على الصعد والمستويات المختلفة المحلية والاسرائيلية والاقليمية والدولية. سادسا: تأطير وحصر الدعم المالي واللوجستي للجان المقاومة الشعبية في إطار مؤسسي واحد، ووقف الاتصالات الفردية والمناطقية مع الجهات الداعمة وطنيا وعربيا ودوليا، وفي الوقت نفسه ضمان الشفافية والمساءلة. سادسا: وكخطوة جدية على طريق تعزيز المقاومة الشعبية، دعوا لاستنهاض وتوسيع طاقات المشاركة الشعبية وخاصة الشباب، لرفع سوية ودور المقاومة في التصدي لجرائم وانتهاكات الاحتلال وخاصة في المصادرة والتهويد وهدم البيوت والقرى والحواجز .. إلخ سابعا: سلط المؤتمرون الضوء على دور فصائل العمل الوطني، واشار بشكل غير مباشر إلى قصور تلك الفصائل، وغياب فعلها عن شكل النضال الاساس، بما فيها تلك الفصائل، التي تدعي انها ضد المفاوضات، ومع ذلك تقف على قارعة الطريق تنتظر من يمسك بيدها لفعل المقاومة.
الرؤية البرنامجية، التي صاغها المؤتمرون تشكل قفزة نوعية حقيقية للكل الوطني. الامر الذي يفرض على القيادة الشرعية وفصائل العمل الوطني وقطاعات الشعب العامة والخاصة، كل من موقعه ترجمة وتطبيق البرنامج الكفاحي، الذي صاغه المؤتمر الثامن. ولا حجة لاي قوة او فصيل او قطاع من قطاعات الشعب بالتلكؤ والمراوحة والانتظار في الالتحاق بركب المقاومة الشعبية.
a.a.alrhman@gmail.com